الأمانة أعلى مراتب الأخلاق
محمد سيد حسين عبد الواحد
لا يزال الناس بخير ما دام التاجر أمينا، والمعلم أمينا، والجار أمينا، والصديق أمينا، والزوج أمينا، لا يزال الناس بخير ما أدى كل إنسان ما عليه..
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
أيها الإخوة الكرام: يقول رب العالمين سبحانه وتعالى: {﴿ ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِۦ ۚ وَقَالُوا۟ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ ﴾}
انطلاقا من منطوق ومفهوم هذه الآية نقول: إن أحد أنبياء بني إسرائيل الذين نحبهم ونؤمن بهم نبي الله ( داود) عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام..
نبي الله داود كان ملكا من ملوك بني إسرائيل، وقد هيئه الله تبارك وتعالى إلى جانب النبوة أن يقضى بين الناس ويحكم بينهم..
{﴿ وَدَاوُۥدَ وَسُلَيْمَٰنَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَٰهِدِينَ ﴾ } { ﴿ وَهَلْ أَتَىٰكَ نَبَؤُا۟ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا۟ ٱلْمِحْرَابَ ﴾ ﴿ إِذْ دَخَلُوا۟ عَلَىٰ دَاوُۥدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا۟ لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُم بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ ﴾﴿ إِنَّ هَٰذَآ أَخِى لَهُۥ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَٰحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ ﴾ ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾}
هيأ الله داود عليه السلام ليتولى الفصل بين المتخاصمين، وليتولى الحكم بين الناس فيما هم فيه يختلفون.. وهذه مهمة تستلزم الحكمة والعلم والأمانة والعدل قال الله تعالى {﴿ يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُوا۟ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ ﴾}
ورد في صحيح السنة، أنه في زمان نبي الله داود عليه السلام اشترى رجل من رجل دارا، وكلا الرجلين من بني اسرائيل وكلاهما كان أمينا.. والأمانة أيها المؤمنون: هي عمدة الأخلاق كما يقولون..
اشترى رجل من رجل دارا في زمان داود عليه السلام..
أما الذي باع الدار فقبض المال وأتم العقد، وأما الذي اشترى الدار فأدى المال وأتم العقد.. وسار كلا الرجلين إلى حال سبيله..
وفي يوم من الأيام: وبينما الذي اشترى الدار يصلح شيئا فيها إذ وجد بها جرة مملوءة بالذهب..
وكان الرجل أمينا فلم يطمع في الذهب، ولم تشتهيه نفسه، ولم يقبضه ولم يستول عليه ويقول رزق ساقه الله إلي!!
دفعته أمانته فحمل الذهب من غير أن يأخذ منه شيئا، فدفعه إلى صاحب الدار الأول الذي باعها فقال هذا مالك وجدته بالدار فخذه فإنما اشتريت منك الدار ولم أشتر منك الذهب..
فقال صاحب الدار الأول الذي باعها وقد كان لا يقل أمانة عن صاحبه، لم يأخذ الذهب ولم يقل أحسنت أن أديته إلي!
دفعته أمانته هو الآخر فقال للمشتري هذا رزقك فخذه أنت وإني قد بعتك الدار بما فيها..
وأمام أمانة الرجلين أسكت قليلا..
ثم أقول: لم يكن الرجلين من كوكب آخر ولا جنس آخر، ولكن الأمانة إذا سكنت القلوب عملت عملها..
تكفي الأمانة شرفا أن الله تعالى لم يبعث نبيا ولم يرسل رسولا إلا كان أمينا..
قال هود عليه السلام لقومه {﴿وَأَنَا۠ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾}
وقال نوح عليه السلام لقومه {﴿ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾}
وقال لوط عليه السلام لقومه {﴿ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾}
وقال شعيب عليه السلام لقومه {﴿ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾}
وقيل عن موسى عليه السلام {﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ ﴾}
الأمانة: هى ميزان الأخلاق، فإن كنت أمينا كنت صادقا، إن كنت أمينا كنت عفيفا، إن كنت أمينا كنت ورعا، إن كنت أمينا كنت مؤثرا ، إن كنت أمينا كنت مقبولا...
الأمانة: هى الحارس الأمين للقلب والدين قال النبي عليه الصلاة والسلام " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ ".
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرًا ﴾
وعود على بدء:
قال الذي اشترى الدار للذي باع خذ ذهبك، وقال الذي باع للذي اشترى بل هو ذهبك.. فلما اختلفا تحاكما إلى داود عليه السلام فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ : أَلَكُمَا وَلَدٌ ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا : لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ : لِي جَارِيَةٌ. فقَالَ داود عليه السلام : أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا ".
ورد في صحيح السنة أنه ما من عبد يلزم الأمانة في قوله وعمله ويلزم الأمانة في، نيته ويلزمها في بيعه وشراءه ويلزمها في نظراته وخطراته ويلزم الأمانة في أخذه وعطاءه إلا كان الله معه ينصره ويجبره ويرزقه ويسدده ويعينه
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ..
فقَالَ صاحب المال : ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ..
قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا.
فقَالَ صاحب المال : ائْتِنِي بِكَفِيلٍ.
قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا.
فقَالَ صاحب المال : صَدَقْتَ..
ائتمن الرجل صاحبه، فلم يشهد عليه أحدا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ألف دينار إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى..
فَخَرَجَ الرجل بالمال فِي الْبَحْرِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ..
وعند الأجل المسمى خرج الرجل الأمين يلتمَسَ مَرْكَبًا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي كَانَ أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا..
ولأنه كان صادقا وأمينا هداه الله تعالى لحيلة عجيبة!!
فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَكتب رسالة فأودعها في الخشبة مَعَ المال، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِها الْبَحْرَ..
َ فوقف على حافته فقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَسْلَفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا، فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ كفيلا.. وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ شهيدا ، وَإِنِّي قَدْ جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطَانِي، فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا..
فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيئُهُ بِمَالِهِ، فَإِذَا بِخَشَبَة في الماء فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَمعه رسالة من صاحبه،
بعد زمن قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ المال ومعه أَلْف دِينَارٍ تحسبا أن تكون الخشبة لم تصل..
فلما دخل عليه قَالَ : وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ..
فقالَ صاحب المال لصاحبه: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ ؟
قَالَ : أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ..
قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا.
هذا الموقف بدأ بالأمانة وانتهى بالأمانة وهو فيما أرى ترجمة حرفية لقول نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم " أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ". ولقوله عليه الصلاة والسلام " مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ ".
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل نصيبنا من مكارم الأخلاق النصيب الأوفر إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير..
الخطبة الثانية
بقي لنا في ختام الحديث عن الأمانة أن نقول:
إن الأمانة من أمهات الأخلاق، وهي أصل من أصول الفضائل والمكرمات، فما بعث نبي إلا أن يكون أمينا، ولا أرسل رسول إلا أن يكون أمينا، ولا جلس إلى الناس عالم فأقرأهم وعلمهم بصدق إلا أن يكون أمينا...
جَاءَ الْعَاقِبُ، وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ، قَالَ : فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا ؛ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ، وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا. قَالَا : إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا. فَقَالَ : " لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ ". فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ". فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ".
أيها الإخوة الكرام: اسمعوها وعوها.. لا يزال الناس بخير ما دامت الأمانة فيهم..
لا يزال الناس بخير ما دام التاجر أمينا، والمعلم أمينا، والجار أمينا، والصديق أمينا، والزوج أمينا، لا يزال الناس بخير ما أدى كل إنسان ما عليه..
وإذا الأمانة ضاعت وقل الأمناء وقدم الكذابون ووسد الأمر إلى المنافقين الأفاقين فاعلم أن بينك وبين قيام الساعة رمية بحجر..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : «بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ : " أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ " قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " فَإِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ". قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا ؟ قَالَ : " إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» ".
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل نصيبنا من مكارم الأخلاق النصيب الأوفر إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير..