فوائد مختصرة من تفسير سورة " الحجرات " للعلامة ابن عثيمين
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الحجرات " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين
- التصنيفات: التفسير -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الحجرات " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- ثمرة الإيمان بأسماء الله جل وعلا:
& عندما تؤمن بأن الله سميع...هل يمكن في عقلك الراشد أن تقول ما لا ترضيه ؟ لا, لأنه يسمع فلا ينبغي لك أن تُسمع الله ما لا يرضاه منك أسمعهُ ما يحبه ويرضاه.
& لو أن أباك نهاك عن قول من الأقوال فهل تتجرأ أن تسمعه ما لا يرضاه أو أن تسمعه ما نهاك عنه ؟ فالله أعظم وأجل.
& الإنسان إذا علم أن الله محيط بكل شيء حتى ما يضمره في قلبه فإنه يخاف... ويهرب من الله إليه ولا يقول قولاً يغضب الله ولا يفعل فعلاً يغضب الله
- الاستهانة والاستهزاء وسب الرسول عليه الصلاة والسلام:
& الاستهانة بالرسول عليه الصلاة والسلام ردّة, والاستهزاء به ردَّة.
& الصحيح أن من سبّ الرسول عليه الصلاة والسلام كافر مرتد, فإن تاب قبلنا توبته لكننا لا نرفع عنه القتل, بل نقتله أخذاً بحق الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ترك الصلاة:
& تارك الصلاة كافر, كما دلّ على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
& التابعي المشهور عبدالله بن شفيق رحمه الله...قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.
& لم يصح عن أي صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة, أو إنه مؤمن, أو ما أشبه ذلك.
& من التقدم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها, فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله, بل هي أشد التقدم.
& حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات, مما يدعي أنه شرع, كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل, وأنه كملها بما أتى به من البدعة.
& البدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة, وبدع في الأقوال, وبدع في الأفعال.
& البدع في العقيدة تدور على شيئين إما تمثيل وإما تعطيل التمثيل أن يثبت لله تعالى الصفات على وجه المماثلة...أما التعطيل فهو أن ينكر ما وصف الله تعالى به نفسه.
& البدعة في الأقوال مثل أولئك الذين يبتدعون تسبيحات أو تهليلات أو تكبيرات لم ترد بها السنة, أو يبتدعون أدعية لم ترد بها السنة وليست من الأدعية المباحة.
& بدع الأفعال: مثل الذين يصفقون عند الذكر, أو يهزون رؤوسهم عند التلاوة, وكذلك الذين يتمسحون بالكعبة في غير الحجر الأسود والركن اليماني.....
& من البدع ما يصنع في رجب, كصلاة الرغائب التي تصلى ليلة أول جمعة من شهر رجب وهي صلاة ألف ركعة يتعبدون لله بذلك وهذا بدعة لا تزيدهم من الله إلا بعداً
& كل من تقرّب إلى الله بما لم يشرعه فإنه مبتدع ظالم, لا يقبل الله منه تعبده.
- الفاسق:
& الفاسق من انحرف في دينه وعقيدته ومروءته.
& الإنسان إذا ارتكب كبيرة واحدة من الكبائر صار فاسقاً, وإذا ارتكب صغيرة وكررها وأصرّ عليها صار فاسقاً.
& حالق اللحية فاسق, لأنه مصر على معصيته.
& من الناس إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم...وقال: أمثلي يُقال له: اتق الله وما علم المسكين أن الله خاطب من أشرف منه ومن هو أتقى عباد الله فأمره بالتقوى
& الواجب إذا قيل له: اتق الله. أن يزداد خوفاً من الله, وأن يراجع نفسه
& التقوى اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره, تقرباً إليه ومحبة لثوابه, وترك نواهيه خوفاً من عقابه.
& كلما كان الإنسان أتقى لله كان عند الله أكرم, فإذا أحببت أن تكون عند الله كريماً, فعليك بتقوى الله عز وجل.
& التقوى كلها الخير, وكلها البركة, وكلها سعادة في الدنيا والآخرة.
& أي إنسان يترك واجباً فإنه لم يتق الله, وقد نقص من تقواه بقدر ما حصل منه من المخالفة.
& لا شك أن التقوى تقوى القلب, أما تقوى الجوارح وهي إصلاح ظاهر العمل, فهذا يقع حتى من المنافقين.
& بعض الناس يفعل المعاصي...وتنهاه وتخوفه من عقاب الله فيقول التقوى هاهنا كأنه يزكى نفسه...فنقول له بكل سهولة: لو كان ما هنا متقياً لكانت الجوارح متقيه
السخرية والاستهزاء واللمز ونشر العيوب:
& السخرية: هي الاستهزاء والازدراء.
& اللمز: العيب, بأن تقول: فلان بليد, فلان طويل, فلان قصير, فلان أسود, فلان أحمر, وما أشبه ذلك مما يعد عيباً.
& أنت إذا لمزت إنساناً وعبته في خلقته فقد عبت الخالق في الواقع...فالمسألة خطيرة
& عيبه الخُلُق أن يكون هذا الرجل سريع الغضب, شديد الانتقام, بذيء اللسان, فلا تعبه, لأنه ربما إذا عبته ابتلاك الله بنفس العيب.
& يجب الكف عن ذكر الناس بما يكرهون سواء كان ذلك فيهم, أو ليس فيهم.
& اعلم أنك إذا نشرت عيوب أخيك فإن الله سيسلط عليك من ينشر عيوبك, جزاءً وفاقاً, لا تظن أن الله غافل عما يعمل الظالمون.
- متفرقات:
& من التقدم بين يدي الله ورسوله أن يقول الإنسان قولاً يحكم به بين عباد الله أو في عباد الله...مثل أن يقول هذا حرام, أو هذا واجب, أو هذا مستحب بدون دليل
& على من قال قولاً وتبين أنه أخطأ فيه أن يرجع إلى الحق ولو شاع القول بين الناس وانتشر وعمل به من عمل من الناس فالواجب عليه أن يرجع وأن يُعلن رجوعه
& العقل عقلان: عقل رشد, وعقل تكليف, فأما عقل الرشد فضده السفه, وأما عقل التكليف فضده الجنون.
& يجب التثبت فيما يُنقل عن العلماء أو غير العلماء, ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الأهواء, وكثر فيه التعصب, وصار الناس كأنهم يمشون في عمى.
& من علم الله منه حسن النية, وحُسن القصد والإخلاص حبّب إليه الإيمان وزينه في قلبه, وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.
& الصلح لا بد فيه من أن يتنازل أحد الطرفين عما يريد من كمال حقه, وإلا ما تم الصلح.
& طالب العلم قدوة أي عمل يعمله فسوف يقتدى به الناس فإذا كان طالب العلم يسخر من العلماء أو من دون العلماء فهذه بلية في الواقع.
& الواجب على الإنسان إذا خالف غيره أن يلتمس له العذر ثم يتصل بهذا المخالف ويبحث معه فربما يكون الحق مع من خالفه ويناقشه بأدب واحترام وهدوء.
& ينبغي لمن جاء إليه أخوه يعتذر منه أن يسامحه, ولا ينبغي أن يناقش ويرى ما الذي حصل, لأنه ربما يذكر شيئاً كبيراً فتعجز نفس صاحبه عن أن يحلله.
& يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة. أما ظن السوء بمن قامت القرينة على أنه أهل لذلك, فلا حرج على الإنسان أن يظن السوء به.
& العاقل هو الذي يتحسس معايب نفسه, وينظر معايب نفسه ليصلحها, لا أن ينظر في معايب الغير ليشيعها والعياذ بالله.
& كثيراً ما يؤذى الإنسان...فيأتي...إلى صديقه ويقول: فلان قال في كذا, يريد أن يخفف ما في قلبه من الألم والحسرة أو يتكلم في ذلك...مع زوجته...هذا لا بأس به.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ