إن من فقه الفقه عند المزكوم أو...

محمد بوقنطار

.لدى المريض مرضًا معديًا شافاهم الله شفاء لا يغادر سقما ولا يترك ألما، أن يستحضروا أحاديث المنع من، والنهي عن قرب مصلى المسلمين ومسجدهم وجماعتهم لمن أكل ثوما أو بصلا

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

إن من فقه الفقه عند المزكوم أو......لدى المريض مرضًا معديًا شافاهم الله شفاء لا يغادر سقما ولا يترك ألما، أن يستحضروا أحاديث المنع من، والنهي عن قرب مصلى المسلمين ومسجدهم وجماعتهم لمن أكل ثوما أو بصلا، وأن يصاحب استحضاره هذا وقوفه على عِلّة النهي والمنع ولم يأكل هو  إلا طيِّبا مباحا قد أنبتته الأرض تحت رغبة الطلب والاقتناء بعد الاختيار قبله الزراعة، وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه "كُلِ الثوم، فلولا أن الملك يأتيني لأكلته"،وقد عُلم أن النهي قد قام لعلة القَرَفِ الذي تستكرهه النفوس والطباع وتتأذى منه جارحة الشمِّ لمستقبح رائحته، فتكون اللازمة مشاغبة مشوِّشة طاردة لخشوع الصاحب بالجنب في مرصوص الصفوف المُقامة، فإذا أُمِر الآكل هاهنا باعتزال المسجد وصلاة الجماعة، فالأمر أولى أن يُنهى بكثير من التحضيض عن مخالطة المريض المزكوم، واندساسه بين جماعة المصلين، قد ترجح بالعلم والذوق والتجربة وفتوى الطبيب المتخصص أن ما يشكو منه من داء هو مُزاوِر ووبال سريع الانتقال قبيح العدوى فاتك المآل، نسأل الله العفو والعافية لمعشر المسلمين والمسلمات.
وحتى إن لم يراع هذا الملحظ في دائرة المنع الوقائي، فليضع هذا المريض المزكوم كف أو ساعد شماله على فمه أثناء مسترسل شروعه في كحات موبوءة مليئة ناضح ريقها المبخوخ بالفيروس المعدي الهالك، كحات مافتئت تتعالى حشرجتها المبحوحة ويُسمع لها صدى تردّه حيطان المساجد وجوانبه، وتتوجس منه خيفة صدور المصلين خشية أن يجوس خلال دواخلها والديار...