(أردوغان) يستثمر غياب الإغاثة الدولية ويكسب الأضواء
..وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 12.4 مليون شخص يحتاجون إغاثة عاجلة في الصومال وأجزاء من إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تجوّل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" أمس الجمعة في مقديشو، في أول زيارة يقوم بها زعيم دولة للبلاد منذ قرابة عشرين عامًا، ليشهد بنفسه آثار المجاعة المدمرة التي تعصف بالعاصمة الصومالية.
وأعلن رئيس الوزراء التركي عن فتح السفارة خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الصومالي، بهدف تيسير مهام نقل المساعدات للبلد المتضرر من جراء المجاعة والحرب.
وتشير هذه الخطوة من تركيا إلى طموحات سياسية يسعى "أردوغان" على تحقيقها، يظهر في أولها تحقيق الزعامة للدول الإسلامية من قبل تركيا، التي ساعدت الليبيين في ثورتهم، وأظهرت مواقف الحكومة التركية المشرفة من القضية الفلسطينية انتمائها للأمة، وكذلك مساندتها للشعب السوري في ثورته، ومحاولة حكومة "أردوغان" إقامة علاقات جيدة مع الشعوب الإسلامية و ليس الحكومات والدفاع عن قضاياها سعي تركيا إلى توجيه الأمة إلى مستقبلها ومسارها الصحيح.
ونظرًا لطبيعة الصومال الجغرافية وأهمية موقعها وساحلها الكبير فإن تركيا بذلك تسعى من خلال وضع قدمها في الصومال إلى إيجاد نقطة توسع جديدة في هذا العالم، مع وعود "أردوغان" بإرسال مساعدات تنموية للصومال.
يذكر أن الصومال هي البلد الأشد تضررًا في القرن الإفريقي من جراء موجة جفاف طويلة، وقد أعلنت الأمم المتحدة أن خمس مناطق من الصومال، بينها العاصمة مقديشو، باتت تعاني من المجاعة.
وتفقّد "أردوغان"، الذي يرافقه أربعة من وزرائه، مُخيمًا للمشردين ومستشفى في مقديشو، والتي نزح إليها مؤخراً أكثر من 100 ألف شخص هربًا من الجفاف.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الطائرة التي كانت تقل الوفد المرافق "لأردوغان" كادت تشهد حادثاً بعد أن احتك جناحها الأيمن بأرض المدرج أثناء هبوطها في مطار مقديشو.
ولم يصب أحد من ركاب الطائرة التي ضمت رجال أعمال ونوابًا بالبرلمان التركي وموسيقيين وحراسًا أمنيين، بحسب الوكالة.
وتأتي الزيارة عقب اجتماع الأربعاء في إسطنبول عقدته منظمة التعاون الإسلامي، حيث تعهدت بتقديم 350 مليون دولار مساعدات للصومال.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية في مقديشو المدينة التي تعتصرها حركة تمرد دامية ينفذها مقاتلو الشباب الساعون للإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من جانب الغرب.
وتعاني مقديشو بشكل واضح من تدفق أعداد ضخمة من الأسر المعوزة ممن نصبوا أماكن إيواء بسيطة من الخوص والأغطية البلاستيكية في المساحات المفتوحة.
كما تكتظ مستشفيات المدينة بأعداد ضخمة من البالغين والأطفال الذين استبد بهم الجوع وظهر بادياً على أجسامهم، بعد أن قضى آخرون نتيجة أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الإفريقي منذ عقود.
وقال "أردوغان" في تصريحاته خلال وجوده في الصومال: إن ما يحدث في الصومال هو اختبار لإنسانية البشرية.
وكانت تصريحات صدرت عن وزير خارجية تركيا بعد رفض الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" لدخول تركيا للإتحاد الأوروبي أكدت عزم تركيا البحث عن نفوذ لها في العالم. حيث قال: "سنجعل العلم التركي يرفرف في كل عاصمة أفريقية لنري فرنسا ماذا نستطيع أن نفعل".
وتبقى هذه الخطوة من "أردوغان" علاوة على أنها إنسانية، لكنها تحمل تفسيرات سياسية أخرى، كون الصومال أهملها الجميع، فإن تركيا ستعيدها إلى الواجهة من جديد.
وتعيش الصومال الأكثر تضررًا من حالة الجفاف التي ضربت القرن الإفريقي حالة مجاعة تسبب في وفاة عشرات الآلاف من الأطفال و كبار السن والنساء، وبالرغم من قيام مؤسسات دولية بتقديم المساعدات إلا أنها قليلة مقارنة بحجم المتضررين الذين يزيد عددهم عن أربعة ملايين فرد.
وأبدى "أردوغان" خيبة أمل لما توصل إليه لقاء لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول تعهد بتقديم 350 مليون دولار إلى الصومال، وقال إن ما جُمع لم يرق إلى آماله.
وأبدى الرئيس الصومالي امتنانه لمساعدات تركيا، التي تبرعت قبيل الزيارة بـ150 مليون دولار لمنكوبي الجفاف، وتسعى لتعزيز علاقاتها بالقارة الأفريقية عموما.
"وأردوغان" أرفعُ مسؤول غير أفريقي يزور هذا البلد الذي يعاني نحو أربعة ملايين من سكانه من جوعٍ فاقمته الحرب بين الحكومة وبين حركة الشباب المجاهدين التي انسحبت مع ذلك من مقديشو الأسبوع الماضي، في خطوة مفاجئة جعلت العاصمة كلية في يد السلطات الحكومية والقوات الأفريقية.
وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 12.4 مليون شخص يحتاجون إغاثة عاجلة في الصومال وأجزاء من إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
إعداد مجلة البيان