الشكوى والمدح
خالد بن منصور الدريس
جُبل الناس على الاستطراد والإطناب في الشكوى والذم، والاختصار والإجمال في المدح والإطراء.
- التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -
جُبل الناس على الاستطراد والإطناب في الشكوى والذم، والاختصار والإجمال في المدح والإطراء.
وأظهر حجة على هذه المفارقة ما تراه بين الأزواج، فهل رأيت يوماً امرأة تُثني على زوجها بإسهاب وتعدد محاسنه ومناقبه، كما تفعل عندما تغضب منه؟
وهل رأيت زوجاً يفعل بنحو ذلك؟
راقب حال الأزواج والأقارب في ذلك، وقِس عدد مرات الشكوى والمدح، والمدة الزمنية لكل حالة، وسترى الفرق عياناً.
وهذه الحقيقة المفزعة راسخة في الطبيعة البشرية.
قال تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}، فسرها التابعي الجليل الحسن البصري بقوله: "هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه".
قال بعض أهل العلم: " وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودًا جحودًا لربه وهو الذي أوجده وأمده، وما به من نعمة فهي من الله؛ فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟".
فمن روض نفسه، ورباها، وزكاها، وطهرها من أدرانها = علم أن دواء ذلك أن يرقب محاسن من يعرفهم، ويتذكرها، ويُعلن بها، ويذكرها بالتفصيل، ومن كان كذلك انقادت له نفسه، وصفا له قلبه، وأحبه الناس، كما أحبهم.
ولا تنسوا الفضل بينكم