متى تتزلزل القلوب لعلام الغيوب.. ؟

عبد العزيز مصطفى كامل

لابد نوقن _ من باب الإيمان بالقدر خيره وشره _ أنها لا تخلو من خير ، فالله تعالى لم يخلق شرا خالصا محضا، بل لابد من خير يخالطه ، أو يأتي من ورائه .

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

بالرغم من أن زلازل تركيا والشام بمآسيها وضحياها ؛ تفتت الأكباد وتثير المخاوف بين العباد حذرا من مصارع السوء وحرمان الأمان، خاصة بعد تداول التحذيرات من تحولها إلى موجات زلزالية أخرى ، يمكن أن تمتد أماكن أخرى ..إلا اننا لابد نوقن _ من باب الإيمان بالقدر خيره وشره _ أنها لا تخلو من خير ، فالله تعالى لم يخلق شرا خالصا محضا، بل لابد من خير يخالطه ، أو يأتي من ورائه .

★.. ومن مراد الله تعالى في تقدير المحن على مر الزمن؛ ؛ تحريك القلوب وهز الوجدان، قبل المباني والبلدان والأبدان، حتى تكون المحن طهرة للمخلصين ، ومحمصة وتحذيرا للمخلطين، وإنقاذا لأقوام من الغفلة، وإلجاء آخرين للتوبة، و اختبارا لصدق الصابرين ، واختيارا لمن يشاء ، للفوز بنزل الشهداء ..

ومع كل ذلك ؛ فالمحن دعوة لتجديد الرجاء و وإخلاص الافتقار إلى الله في الدعاء ..

★.. ولا أخلص في الدعاء والرجاء عند نزول البلاء؛ مما صح عن خاتم الأنبياء..

فقد كان _ صلوات الله وسلامه عليه_ يعلمنا الدعاء عند الشدائد فيقول :

**.. ( «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ» .)

[رواه مسلم (6943)]

**.. ويقول : ( « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ» .)

[رواه البخاري (6347) ومسلم (6877)]

**.. ويقول : ( «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وبك منك لا أحصي ثناء عليك» .) [رواه مسلم (1090).]

**..ويقول : ( « اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظنْيِ مِنْ بيَنِْ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينيِ وَعَنْ شِمَاليِ وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» . )

رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح (5074)

** ويقول : ( .. «وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا» ) مسلم (2716)

** ويقول : («اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ» ) رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، وحسنه ابن كثير في التفسير ،

وفي بعض رواياته : ( «مَنْ كَانَ ذَلِكَ دُعَاءَهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهُ الْبَلاءُ» ) .

** وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عدم إجابة الدعاء فيقول : ( « اللَّهُمَّ إنِِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا» ). [رواه مسلم (6906)] ..

فاللهم إنا ندعوك كما أمرتنا، ومما تعلمنا من نبينا، فاستجب لنا كما وعدتنا، والطف بنا وبجميع أهلنا وإخواننا المبتلين والمستضعفين، وبسائر المسلمين ..

اللهم آمين..

: