المصائب الكونية بين الغضب والابتلاء

حسين عبد الرازق

من يحسب أن تلك المصائب عقوبة على كل من نزلت به فهو مخطئ بل هي لبعضهم عقوبة، ولبعضهم بلاء يمتحنون به، ولبعضهم تمحيص وتطهير وتكفير لخطاياه ورفعٌ لدرجته إذا صبر واحتسب.

  • التصنيفات: - آفاق الشريعة -

كُلُّ من:
- يصف ما ينزل بالناس من مصائب وكوارث أنه مجرد ظواهر كونية لا علاقة لها بما كسبت أيدي الناس، ولا حِكمة منها.. 
- أو يصف الخطابَ الذي يُذكّر الناس عند مثل هذه المصائب والكوارث ب(نُذُرِ اللهِ وبأسِه وآياته التي يُخوّف بها عباده ليتّقوه، ويُذكرهم بالتوبة والاستغفار، والتضرُّع، و الاستكانة) ونحو ذلك بأنه خطاب ليس مناسبا فهو شخص جمع مع الجهل بالشرع الصدَّ عن سبيل الله! 

بل هذا التذكير هو أصدقُ ما يُقَالُ وأنفعُ ما يقال وهو أخصُّ ما يُحتاج إليه في هذا المقام، ويُجمع معه التذكير  بحُسن الظن في الله والصبر والاحتساب، والحث على إعانة المكلومين بالدعاء والدعم وغيره.

ومن يحسبُ أن مثل هذا الخطاب يُوجب أن تكون تلك المصائب عقوبةً على كل من نزلتْ به فهو مخطئ بل هي لبعضهم عقوبةٌ ولبعضهم بلاءٌ يُمتحنون به ولبعضهم تمحيص وتطهير وتكفيرٌ لخطاياه، ورفعٌ لدرجته إذا صبر واحتسب، واللهُ تبارك وتعالى وهو العليمُ الحكيم اللطيف الخبير ولا يظلمُ مثقال ذرة. 


وهذا أصلٌ مُحكَمٌ في القرآن، بل هو أصلٌ فطري فلا يصدّنّك عنه قولُ من عمِي عن آيات الله ونُذُرِه، بل اجهر به وعِظِ الناس به. 


اللهم ربنا لا تجعلنا عن آياتك ونُذُرك غافلين
اللهم ربنا نج عبادك، واربط على قلوبهم وتقبل من قضى في الصالحين
واكفي المسلمين شرّ الصادين عن سبيلك.