مكانة الصلاة

إِن الصلاةَ عِمادُ الدِّينِ وأَعْظَمُ أَرْكَانِ الإِسْلامِ بَعْدَ الشهادَتَين مَنْ حَافَظَ عَلَيهَا فَهُوَ السَّعِيدُ، وَمَنْ أَضَاعَهَا وأَهْمَلَهَا فهو الشَّقِيُ الْعَنِيدُ

  • التصنيفات: فقه الصلاة - الحث على الطاعات -

إِن الصلاةَ عِمادُ الدِّينِ وأَعْظَمُ أَرْكَانِ الإِسْلامِ بَعْدَ الشهادَتَين مَنْ حَافَظَ عَلَيهَا فَهُوَ السَّعِيدُ، وَمَنْ أَضَاعَهَا وأَهْمَلَهَا فهو الشَّقِيُ الْعَنِيدُ، وقد أَمَرَ اللهُ بالمحافظةِ عَلَيْهَا وَأَمَرَ بِإقَامَتِهَا فِي آياتً كَثِيرَةٍ، قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]، وَقَالَ: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: 34]، وَقَالَ: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37].

 

وَقَالَ: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، وَقَالَ:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] الآية. وَقَالَ: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [النساء: 162]، وَقَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114]، الآية. وقَالَ: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [المائدة: 55]، وقَالَ: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: 3]،

قال ابنُ عَبَّاسٍ: يُقِيمونَ الصَّلاةَ بِفُروضِهَا.

وقال الضَّحاكُ: عَن ابنِ عباسٍ: إقامةٌ الصَّلاةِ إتْمَامُ الرُّكُوعِ والسُّجود والتِّلاوةِ والْخُشُوعِ والإقبالِ عليهِ فيهَا.

وقال قَتَادَةُ: إقامَةُ الصَّلاةِ الْمُحَافَظَةُ عَلى مَوَاقِيتِهَا وَوُضُوئِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِها.

وَقَالَ مُقَاتِلٌ: إقامَتُها: الْمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَاقِيتِهَا وإسْبَاغُ الطَّهُورِ فِيهَا وإتْمَامُ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ فِيهَا والتَّشَهّدُ والصَّلاةُ عَلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَثَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا فِي أَحَادِيثَ كثيرةٍ مِنْهَا مَا وَرَدَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَنْ حَافَظَ على الصَّلَواتِ الْخَمْسِ عَلى وُضُوئِهِنَ وَرُكُوعِهِنَّ وَمَواقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وآتَى الزَّكَاة طَيَّبةً بِهَا نَفْسُهُ، وأدّى الأمانة». قيل: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا أَدَاءُ الأمانَةِ؟ قَالَ: «الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ إِنَّ اللهَ لَمْ يَأْمَنْ ابنَ آدَمَ على شيءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَها». (رواه الطبراني).

 

وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ لا يَجْعَلُ اللهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ في الإِسْلام كَمَنْ لا سَهْمَ لَهُ وَأَسْهُمُ الإِسْلامِ ثلاثةٌ: الصَّلاةُ، والصَّومُ، والزَّكَاةُ. ولا يَتَولَّى اللهُ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُحِبُّ رَجلٌ قَوْمًا إِلا جُعِلَ مَعَهُمْ». (الحديثَ رواهُ أحمدُ بإسنادٍ جيدٍ، ورواهُ الطَّبَراني في الْكَبِير مِنْ حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ).

 

وَعَنْ عمر بن مُرَّة الجُهَنِي قَالَ: جَاءَ رَجلٌ إِلى النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرأَيْتَ إِنْ شَهِدتُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهَ، وأَنكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَليتُ الصَّلواتِ الْخَمْسِ، وأدَّيْتُ الزَّكاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ فَمِنْ مَنْ أَنَا؟ قَالَ: «من الصِّدِيقِينَ والشُّهَدَاءِ». رواهُ البَزَّارُ، وابنُ خزيمةَ، وابنُ حِبَّان في صَحِيحَهُمَا، واللفظُ لابنِ حِبَّانَ. ومن الأَدِلَةِ الدَّالةِ عَلى وُجُوبِهَا مَعَ مَا تَقَدَّمَ مِن الكِتَابِ والسُّنَّةِ قَولهُ تَعَالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} [البينة: 5]، وأَمَّا السُّنَّةُ فَعَنْ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شِهَادةِ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وإِقَام الصَّلاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً».

 

وأَجْمَعَتِ الأمةُ عَلى وُجُوبِ خَمْسِ صَلَواتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَفُرضَتْ الصَّلاةُ لَيْلةَ الإِسْرَاءِ قَبْلَ هِجْرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْو خَمْسِ سِنينَ وِقِيلَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ.

 

اللَّهُمَّ وَفِقْنَا للاسْتِعْدَادِ، واهْدِنَا إِلى سَبِيل الرَّشَادِ، وَوَفقْنَا للعَمَلِ الصَّالِحِ ليومِ الْمَعَاد، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالمَيِّتِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعيِنَ.

___________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان