الفاحشة وطاعون الإيدز

قال صلى الله عليه وسلم: «... ولم تظهر الفاحشةُ في قوم قط يعمل بها علانية، إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم»

  • التصنيفات: مجتمع وإصلاح -

قال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر المهاجرين، خمس خصال إذا ابتُليتُم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن...»، وذكر منها:  «... ولم تظهر الفاحشةُ في قوم قط يعمل بها علانية، إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم»؛ (رواه ابن ماجه والبزار والبيهقي).

 

وإذا ما نظرنا إلى آثار العلاقات الجنسية المحرَّمة؛ من زنا ولواط وإتيان النساء في أعجازهن، نجد انتشار الكثير من الأمراض الجنسية؛ مثل السيلان، والزهري "الإفرنجي"، والتريكوموناس المهبلي، والتهاب الإحليل بالكلاميديا، وداء الإيدز العضال، هذا بالإضافة إلى كثرة ولد الزنا.

 

وتكشف الإحصائيات أن علاج الأمراض الجنسية يكلِّف أمريكا عشرة بلايين سنويًّا.

 

ولا شك أن العلاقات الجنسية الشاذة هي المسؤول الأساسي عن معظم حالات الإيدز التي تحدُث في سن المراهقة والشباب، وكلما زاد عدد الذين يمارس معهم الجنس، زاد انتشار الوباء.

 

وقد نشرت مجلة العلوم الأمريكية في سنة 2000 أنه في زيمبابوي يقتُل الإيدز جيلًا من البالغين في مقتبل حياتهم؛ حيث معدل إصابة واحد فقط من كل أربعة زيمبابويين بفيروس "HIV" يكون تقديرًا متفائلًا، كما نشرت نفس المجلة في مايو 2001 أن تسعة من كل عشرة أطفال مصابين بالفيروس "HIV" يعيشون في إفريقيا جنوب الصحراء، وتعاني جنوب إفريقيا من أعلى نسبة في العالم، وللأسف ينتقل المرض من الأم إلى الأجنة في البطون وكأنه قتل مبرمج.

 

ويكلِّف تأمين الرعاية الطبية السنوية للمرض 2400 دولار في حالة تخفيض أسعار الدواء بنسبة 80%، الشيء الذي لا تتحمله ميزانية أيِّ دولة من الدول النامية، ومريض الإيدز في حاجة إلى تناول 26 حبة يوميًّا طبقًا لبرنامج جرعات صارم، وعلى امتداد سنوات ودون انقطاع، وتلك تكلفة لا يمكن أن تَتحمَّلَها ميزانية أي دولة من الدول النامية، ناهيك عن الدول الفقيرة.

 

وفي يونيو 2001 يطرح جون كوهين في مقالته "البحث العصي عن لقاح للإيدز" سؤالًا يتعلق بأخلاقيات الطب، يقول كوهين: هل يسوِّغ انتشارُ المرض في إفريقيا أن تُتخذ أرضًا للاختبارات التجريبية؟ وهل من الأخلاقيات اختبار لقاحٍ ما، في بلدٍ ما، في حين تم تطويره في بلد آخر؟

 

ويقترح كوهين مسيرة الدولار لمكافحة الإيدز، مع أنه من وجهة نظري يلزم أولًا تحريم وتجريم العلاقات الجنسية الشاذة، ورفع شعار العفة قبل شعار "ادفع دولارًا تنقذ مريضًا بالإيدز"، ومع ذلك يصرح كوهين بأن مشروعه قد لا يصل إلى اليوم الذي يرى فيه العالم أنه حقَّق آماله ووجد لقاحًا فعَّالًا ضد مرضِ نقص المناعة "الإيدز"؛ بمعنى أن العالم يكفيه شرفُ المحاولة.

 

وما زالت المجلة السابقة حتى مايو سنة 2003 تسأل: هل من لقاح للإيدز في إفريقيا؟

ولا أعرف لماذا لم يُدخِلوا أمريكا في الحسبان، مع أن 80 ألف طفل أمريكي فقَدَ أباه أو أمَّه حتى تاريخ طرح السؤال؟

____________________________________________
الكاتب: د. حسني حمدان الدسوقي حمامة