التنبيه باﻷدنى على اﻷعلى
خالد بن منصور الدريس
إذا كانت إماطة اﻷذى عن الطريق الحسي توجب شكر الله وهي (أدنى) شعب اﻹيمان وآخرها مرتبة، فما ظنك بمن أماط أذى الشبهات والتشكيكات والتمويهات عن طريق (لا إله إلا الله).
- التصنيفات: الدعوة إلى الله - نصائح ومواعظ -
في الحديث الصحيح المتفق عليه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق؛ فأخره فشكر الله له فغفر له».
وفي لفظ عند مسلم في صحيحه:
«لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس».
وفي هذا تنبيه باﻷدنى على اﻷعلى إذا يمكن لنا أن نقول:
بالنظر للحديث فما ظنكم بأجر من أزاح عن عقيدة المسلمين أذى الهجمات الفكرية اليوم
من شبهات وتشكيكات الملاحدة، وتمويهات العلمانيين؟
أليس الضرر العقدي أشد أذى من الضرر الجسدي؟
وتأمل معي الحديث اﻵخر: «اﻹيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة اﻷذى عن الطريق».
قم اﻵن بالربط بين كون إماطة اﻷذى عن الطريق " أدنى" شعب اﻹيمان، وبين حديث من أخر غصن الشوك لئلا يؤذي الناس ومكافأة المولى سبحانه له..
فإذا كانت إماطة اﻷذى عن الطريق الحسي توجب شكر الله ومغفرته وجنته وهي (أدنى) شعب اﻹيمان وآخرها مرتبة..
فما ظنك بمن أماط أذى الشبهات والتشكيكات والتمويهات عن طريق (لا إله إلا الله) وهي أعلى وأفضل مراتب اﻹيمان وشعبه؟
وهذا كما قلنا: يدخل في التنبيه باﻷدنى على اﻷعلى.
وبما سلف يعلم: بأنه إذا كانت منزلة إبعاد اﻷذى في الطريق توجب شكر الله ومغفرته وجنته؛ فمن باب أولى أن يشمل اﻷجر من أزاح اﻷذى عن طرق العلم المعنوية في مسائل أركان اﻹيمان وأصوله.
قال ابن علان في "دليل الفالحين شرح رياض الصالحين" 2/ 368:
(في الحديث فضيلة كل ما نفع المسلمين، وأزال عنهم ضررا).
فليستبشر خيرا كل من جاهد الملاحدة والخوارج بالحجة والبيان، وحاول إزالة أذى شبهاتهم وشكوكهم.