العاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر

خالد بن منصور الدريس

(أكثرُ النَّاسِ ضعفاءِ العقولِ، يقبلونَ الشيءَ بلفظٍ، ويَرُدُّونَهُ بعينه بلفظٍ آخَرَ).

  • التصنيفات: - ثقافة ومعرفة -

شيخ الإسلام ابن تيمية:  "العاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر"
ومن وسائل فحص الحقائق دون الاغترار بالظواهر - هذه النصيحة النفيسة من ابن القيم:

" فإذا أردتَ الاطّلاع على كُنْه المعنى، هل هو حقٌّ أو باطل؟ 

فجرّده من لباس العبارة، وجرّد قلبك عن النّفرة والميل، ثمّ أعط النّظر حقّه ناظرًا بعين الإنصاف ".

 

وفي موضع آخر قال:

 (وأكثرُ النَّاسِ ضعفاءِ العقولِ، يقبلونَ الشيءَ بلفظٍ، ويَرُدُّونَهُ بعينه بلفظٍ آخَرَ).

وذكر رحمه الله:

أن "أهل كل نِحلة ومقالة يكسون مقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومن رزقه الله بصيرة يكشف بها حقيقة ما تحمل هذه الألفاظ من الحق والباطل، فلن يغتر بلفظ".


[ انظر إلى ما تحت الألفاظ، وستقف على المعاني الخفية ] 

كما جاء التنبيه في كتاب الله عز وجل إلى ذلك: 

{وكذلك جعلنا لكل نبي عَدُوًّا شياطين الإنس والجن يُوحِي بعضهم إلى بعض زُخْرُفَ القول غُرُورًا  وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ  فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}.

فإياك وزخرف القول.. 

ولخطورة هذه الغفلة قلنا سابقاً:

إن فتنة هذا العصر: تقبيح الجميل.. وتجميل القبيح. 
وتسمية الأشياء بغير أسمائها.. فالشر يقولب في عبارات الخير.. والخير يشيطن بلغة مخادعة ليبدو شراً. 

إن جوهر عملية الوعي في القيام بحراسة حدود معاني الحق والباطل، لئلا يلتبسا.