مؤامرة تغييب الإسلاميين من الحكم بليبيا

كشفت تصريحات القيادي الإسلامي الليبي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي، بشأن محاولة بعض العلمانيين إقصاء الإسلاميين من منظومة الحكم في ليبيا بعد الثورة ...

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


كشفت تصريحات القيادي الإسلامي الليبي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي، بشأن محاولة بعض العلمانيين إقصاء الإسلاميين من منظومة الحكم في ليبيا بعد الثورة عن أبعاد المؤامرة المعتادة التي يمارسها العلمانيون في كل وقت ضد الإسلاميين لاقتناص ثمار الثورات التي يدفع الإسلاميون فيها أرواحهم أكثر من غيرهم، ومع ذلك يتم التضحية بهم في البداية لإعادة منظومة الدكتاتورية بشكل آخر مع تغيير شلة المنتفعين، فتعود البلاد تدريجيا إلى ما كانت عليه وتسرق أموال الشعب ويعيش كما كان فقيرا مضطهدا على أيدي أرازل العلمانية الذين ينصبون أنفسهم قادة بدعم من قوى غربية تريد استمرار استعباد الشعوب العربية وتسخيرها لخدمة مصالحها ، وقد تقبل هذه القوى بتغيير نظام ووضع آخر بدلا منه بعد استنفاد الغرض منه ولكنها لا تقبل أبدا بوضع أنظمة مستقلة وشريفة ومنحازة لهوية ومصالح شعوبها.


لقد أكد الصلابي على أن هؤلاء العلمانيين المتطرفين يريدون أن يرسموا وحدهم مستقبل ليبيا، وخص بالذكر رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، وقال إن عليه أن يقدم استقالته ويرحل ويترك الليبيين يقررون مستقبل بلادهم، وأكد الصلابي أن هؤلاء يعادون صراحة عقيدة الشعب الليبي ودينه وأنهم يستخدمون أوصاف "الإرهاب" لإفزاع الناس من الإسلاميين.



الجميع في ليبيا يعلمون جيدا كيف كان للإسلاميين من دور فعال في الثورة وإزاحة القذافي وعصابته من الحكم بل إن أكثر القوات التي دخلت العاصمة طرابلس وتمكنت من اقتحام مقر قيادة القذافي في باب العزيزية هي من الإسلاميين، وقد نفت هذه القوات أي انتماء لها للقاعدة وأكدت حرصها على تطبيق تعاليم الإسلام في البلاد دون تشدد، وهو ما صرح به رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي أكد على أن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الأساسي للتشريع، وهو تصريح يتلاءم تماما مع ما يرغبه الشعب وينسجم مع ثقافته وطموحاته وليس فيه فضل لأحد إنما تعبير عن إرادة الشعب التي يسعى العلمانيون للالتفاف حولها في كل مكان محاولين إظهار الشعب في صورة الجاهل الذي لا يعلم مصلحته وهو ما يتنافى مع شعارات الديمقراطية التي يرفعونها من أجل الاستهلاك الإعلامي بينما هم في الواقع يريدون تنفيذ أفكارهم التغريبية ورغم إرادة الشعب وبأي وسيلة وتحت أسماء مختلفة مثلما حدث في مصر عندما أخرجوا من جعبتهم المبادئ الفوق دستورية.



الإسلاميون أعلنوا في ليبيا وفي غيرها عدم رغبتهم في إقصاء الآخرين بشرط عدم تغييب هوية الشعب وإرادته ومع ذلك يصر العلمانيون المتطرفون على أن الإسلاميين يسعون للانفراد بالحكم، وهو ما يتنافى مع الواقع والحقيقة فقد قال الصلابي:إن ليبيا يجب أن يحكمها "كل الليبيين بكل أطيافهم وتوجهاتهم"، وتابع "لا نريد أن يحكمها طرف دون آخر.. من يختاره الشعب الليبي في الحكومة وفي رئاسة الوزراء نحن نرضى به.. نحن لا نقول إنه يجب أن يحكم الإسلاميون ليبيا، لكننا ضد الإقصاء وضد تغييب إرادة الشعب الليبي وضد الالتواء وضد التحالفات الخفية التي تهدف إلى تهميش التيارات الوطنية الحقيقية"...



والعلمانيون في ليبيا يستخدمون نفس الأساليب التي يستخدمها إخوانهم في مصر وتونس وبشكل استفزازي مقيت، ورغم أن أسلوب الفزاعة الإسلامية لإخافة الغرب من الامور التي استخدمتها الأنظمة القمعية الساقطة والتي قذفت بها الشعوب في مزبلة التاريخ إلا أن العلمانيين يواصلون استخدامه وبنفس أسلوب هذه الانظمة التي كان البعض منهم يتحالف معها لضرب الإسلاميين طوال السنوات الماضية.. العلمانيون المتطرفون يرفضون الاعتراف بالواقع ويريدون أن يسيروا ضد حركة التاريخ محاولين استدعاء تجارب الماضي لتكرارها في الحاضر معتقدين أن الشعوب لا زالت مهيئة لتقبل الخديعة واحتمال اتباع اللصوص الذين أذاقوها المر تحت شعارات اليسارية والاشتراكية حينا وتحت شعارات الليبرالية والرأسمالية حينا آخر، متجاهلين أن التجارب أثقلت الإسلاميين والشعوب معا وأنه من الصعب ممارسة الدجل الإعلامي في عهد السماوات المفتوحة لتغييب عقل الجماهير كما كان يحدث من قبل ولو حدث ذلك الآن لانكشفت الحقائق سريعا ولانتفضت الشعوب مجددا ضد المستبدين الجدد.


تقرير إخباري - خالد مصطفى 19/10/1432
علي الصلابي