أنواع الصبر

الصبر الاختياري كصبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز أكمل وأفضل من الصبر الاضطراري أي الصبر على أقدار الله تعالى كصبر يوسف على إلقاء إخوته له في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره.

  • التصنيفات: الفقه وأصوله - - آفاق الشريعة -

والصبر نوعان: اختياري واضطراري، والاختياري أكمل من الاضطراري.

 

فالصبر الاختياري المتعلق بالتكليف وهو الأمر والنهي، أفضل من الصبر الاضطراري؛ أي الصبر على أقدار الله تعالى؛ لأنه لابد لكل أحد من الصبر على القدر اختيارًا أو اضطرارًا، فأما الصبر على الأوامر والنواهي، فهو صبر أتباع الرسل، وأعظمهم اتباعًا أصبرهم في ذلك.

 

قال ابن تيمية -رحمه الله-: "كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها، أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، لا تكسُّب له فيها، وليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية، فصبر اختيار، ومحاربةٌ للنفس"؛ (مدارج السالكين: 2 /156).

 

 

وقال ابن القيم - رحمه الله - في المدارج أيضًا 2 /169": "الصبر على طاعته والصبر عن معصيته، أكمل من الصبر على أقداره، فإن الصبر فيها صبر اختيار وإيثار ومحبة، والصبر على أحكامه الكونية صبر ضرورة، وبينهما من البون ما قد عرفت، وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى -عليهم الصلاة والسلام - على ما نالهم في الله، باختيارهم وفعلهم ومقاومتهم قومهم، أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله، من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسببًا عن فعله، وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح، وصبر أبيه إبراهيم - عليهما السلام - على تنفيذ أمر الله، أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف.

 

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول: "الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل، فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة أبغضُ إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية"؛ اهـ.