كل معروف صدقـة
المعروف كما قال الراغب: اسم لكل ما عُرف حُسْنُه بالشرع والعقل معًا، وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل معروفٍ صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ، وأن تُفْرِغَ من دَلوك في إناء أخيك»
- التصنيفات: الحث على الطاعات - نصائح ومواعظ -
هل فكرت يومًا أن تجعل من أعمالك اليومية حسناتٍ؛ تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل معروفٍ صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ، وأن تُفْرِغَ من دَلوك في إناء أخيك»، والمعروف كما قال الراغب: اسم لكل ما عُرف حُسْنُه بالشرع والعقل معًا، وفي هذا الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملَينِ، وجعلهما من المعروف، وهذا ليس على سبيل الحصر، وإنما على سبيل المثال، وأحد هذه الأعمال منبعه القلب؛ أي: إنه عمل قلبي، والآخر هو عمل الجوارح، وكما هو معروف أن الأعمال في الشرع قسمان: أعمال ظاهرة (أعمال الجوارح)، وأعمال باطنة (أعمال القلوب)، وجميع أعمالنا اليومية ترجع إلى هذين القسمين، إذًا؛ فلْنَجْعَلْها اقتداءً وامتثالًا لأوامر الشرع.
ومن الأعمال اليومية العبادات، ولا بد للمسلم الإتيان بها كل على حسب حاله؛ كالصلاة والزكاة، والصيام والحج، وبر الوالدين، وقراءة القرآن، والدعاء والذكر، وقسم آخر من تفاصيل الحياة اليومية إذا راعينا فيها الأحكام والآداب الشرعية، كانت من الحسنات، وهذا من فضل الله ونعمته على عباده، ومن هذه التفاصيل إفشاء السلام، وصلة الأرحام، وإماطة الأذى عن الطريق، وخطوات الرجل إلى المسجد، والدينار الذي ينفقه الرجل على أهل بيته، والخروج من المنزل ودخوله، والنوم والاستيقاظ منه، والأكل والشرب، واللقمة الذي يضعها الرجل في فم زوجته، حتى في دخول الخلاء وخروجه، وفي التنعُّل والترجُّل، وفي جميع تفاصيل الإنسان اليومية؛ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقِي مصارع السوء، والآفات، والمهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة»، وصنائع المعروف كلُّ عمل فيه رضا الله وطاعته، والإحسان إلى خلقِه، والغاية من كل ما ذُكِر هو رضا الله تعالى للفوز بحياةٍ طيبة في الدنيا، وبالجنة في الآخرة، ووسائل هذه الغاية هي الإيمان والعمل الصالح الذي يشمل صنائع المعروف؛ {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، والحياة الطيبة تكون في الدنيا، وجزاء الأجر بالحسنى يكون في الآخرة؛ وهو الجنة، ومن فاز بالدنيا والآخرة، فلن يخزيَه الله تعالى فيما بينهما؛ أي: في القبر والبرزخ، فما أعظم هذه النعمة! اللهم وفِّقنا للإيمان والعمل الصالح.
__________________________________________________
الكاتب: عادل علي قاسم