فوائد مختصرة من باب الأذان
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
فوائد مختصرة من باب الأذان من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
- التصنيفات: فقه الصلاة -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب الأذان من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& المؤذن...ثوابه يوم القيامة أنه من أطول الناس أعناقاً, فالمؤذنون أطول الناس أعناقاً, لأنهم رفعوا ذكر الله عز وجل وأعلنوا به, فكان من جزائهم أن يرفع الله سبحانه وتعالى أعناقهم يوم القيامة فوق الخلق حتى يتميزوا بهذه الميزة.
& الأفضل أن المؤذن لا يأخذ أجرًا على أذانه, بل يجعل الأذان خالصًا لله عز وجل, لما في الأذان من الأجر العظيم, ومثل ذلك جميع الولايات الدينية لا يؤخذ عليها أجرًا, كالإمامة والتدريس وغيرها.
& إذا أُعطي الإنسان شيئًا من بيت المال للتدريس أو للإمامة أو للأذان أو لرعاية المسجد, أو ما أشبه ذلك فإنه لا بأس به ولا حرج عليه في ذلك, وإنما الذي لا ينبغي أن يتطلب هذا الأمر ويطالب فيه أو في الزيادة فيه.
& من أخذ رزقًا من بيت المال ليستعين به على عمله, فلا بأس بذلك, سواء كان مُؤذنًا أو مُدرسًا أو إمامًا أو غيره, لكن من عمل العبادة ليأخذ, فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ليس له في الآخرة من نصيب "
& هل يجوز للمسلمين أن يعينوا شخصًا يؤذن فيهم ويُجمع له راتب؟ الجواب: نعم, لا بأس بشرط ألا يشارطهم ويقول: لا أؤذن إلا بكذا وكذا.
& بعض الناس يسأل ويقول: لو وضعت مسجلًا أمام مكبر الصوت وبدأ يؤذن فهل يجزئ. الجواب: لا يجزئ, لأن الأذان عبادة لا بد أن يفعلها الإنسان.
& ينبغي أن يختار للأذان من هو أندى صوتًا, لأن النبي صلى عليه وسلم اختار بلالًا لأنه كذلك, فينبغي أن يكون المؤذن نديّ الصوت, يعني رفيع الصوت بنداوةٍ.
& الترجيع أن يأتي بالشهادتين سرًا, ثم يأتي بهما جهراً, فتكون ثماني مرات.
& التلحين في الآذان هو التطريب فيه, بأن يأتي به على صورة الطرب الذي لا يحيل المعنى, وهو مكروه, قال العلماء: يكره الأذان ملحَّنًّا أو ملحونًا.
& بعض المؤذنين يضيف في نهاية الأذان يقول: " الصلاة والسلام عليك يا رسول الله", ويقول بعضهم: " صلوا" هذا بدعة يُنهى عنها, ولا نقول ببطلان أذانه, لأنها بدعة بعد الأذان.
& يسن وضع الأصبعين في الأذنين عند الأذان من أوله إلى آخره, لا أن يضع يديه على أذنيه...والحكمة من وضع إصبعيه في أذنيه أمران: الأمر الأول: أنه أرفع للصوت. الأمر الثاني: أنه إذا رآه البعيد الذي لا يسمعه أو الأصم عرف أنه يؤذن
& أذان الجنب ليس بمكروه, وأنه لا بأس أن يؤذن وهو جنب, إلا أن الأفضل أن يكون على طهارة.
& ما الحكم إذا نسي المؤذن جملة من الأذان ولم يتذكر إلا بعد الأذان؟ الجواب: إن كان عن قُرب أتى بالجملة وما بعدها, وإن طال الفصل أعاد الأذان.
& لو كنّا في سفر وأردنا أن نؤخر الصلاة, فهل نؤذن إذا دخل الوقت وإن لم نصل إلا في آخر الوقت؟ الجواب: لا, بل نؤذن حين إرادة الصلاة...أما داخل البلاد فالأذان يكون عند دخول الوقت.
& لا يشرع الأذان ولا الإقامة لصلاة العيدين, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك, ولو كان هذا من شرع الله لفعله, أو أمر به.
& من قال من الفقهاء رحمهم الله: إنه ينادي للعيدين بقول: " الصلاة جامعة"... الصحيح أن هذا بدعة وليس بسنة, لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولو كان ثابتًا لورد.
& الإنسان إذا أذن قبل الوقت وجب عليه إعلام الناسُ بأنه أذنّ قبل الوقت, لئلا يغتروا بالإمساك عن الأكل والشرب إن كانوا صائمين, أو بتقديم الصلاة إن كانوا يريدون الصلاة.
& فإن قال قائل: قربوا لنا الوقت؟ قلنا: لعل بينهما نصف ساعة, بين الأذان الأول الذي هو لإرجاع القائم, وإيقاظ النائم, وبين أذان الفجر الذي هو لدخول وقت الصلاة.
& الصحيح أن متابعة المؤذن ليست بواجبة, لكنها سنة لا ينبغي للإنسان تركها.
& هل يشرع للمرأة والمريض متابعة المؤذن؟ الجواب: نعم.
& لو أذن مؤذن وتابعه وانتهى, ثم أذن آخر فتابعه فإنه يشرع له ذلك, لأن الحديث مطلق, ولم يقل: إذا سمعتم النداء الأول, بل أطلق, فيشمل كُلّ ما سمع.
& لو سمع الإنسان أذانًا مسجلاً هل يتابعه؟ الجواب: لا, لأني لا أرى الأذان المسجل أذان, بل هو حكاية صوت مؤذن.
& إجابة المؤذن تكون كلمة كلمة, كلما قال كلمة تقول أنت كلمةً, فإن بقيت ساكنًا حتى يتم الآذان ثم أتيت به, فإنك لم تحصل السنة.
& إذا قال المؤذن لصلاة الفجر " الصلاة خير من النوم" فقل: " الصلاة خير من النوم" هذا ظاهر السنة.
& من سمع النداء ولم يتابع, فإنه لا يشرع له الدعاء بعده, ومما يستفاد أيضًا مشروعية الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد متابعة المؤذن.
& مشروعية الالتفات يمينًا وشمالًا في " حي على الصلاة", " حي على الفلاح" لكن هل هذا الحكم باق مع مكبرات الصوت الآن؟ الظاهر لا, لأنه لا حاجة لهذا, بل إنه لو التفت يمينًا وشمالًا عن مقابلة اللاقط لانخفض الصوت لذلك نقول لا يلتفت
& إذا دخل المسجد والمؤذن يؤذن, هل يصلي تحية المسجد أو يتابع الأذان؟ الجواب: يتابع المؤذن, لأنه وقوف يسير ثم يصلي تحية المسجد, إلا يوم الجمعة إذا كان المؤذن يؤذن الثاني, فإنه يصلي تحية المسجد ولا يتابع.
& " حي على الصلاة " بمعنى أقبلوا.
& " حي على الفلاح" كلمة جامعة تتضمن النجاة من كل مكروه, والفوز بكل مطلوب. ومناسبة ذكر الفلاح بعد ذكر الصلاة ظاهرة جدًا , كأنه يقول: حي على الصلاة, لأن بها الفلاح, فالصلاة كلها فلاح, كلها خير
& السنة في الأذان: هو الترسل والتمهل, وفي الإقامة: الحدر والاستعجال وعدم التأني.
& ينبغي أن يباشر الإقامة من يباشر الأذان...ويجوز أن يتولى الإقامة غير المؤذن لكن إن خيف من عداوة أو بغضاء بين المؤذن وبين الذي يقيم بدله, فلا ينبغي أن يفعل هذا.
& لا ينبغي أن يبادر بالإقامة بل يجعل بين الأذان والإقامة قدر ما يفرغ الآكل من أكله والمتوضئ من وضوئه فإن قال قائل هذه المدة قصيرة بالنسبة للصلوات التي لها رواتب قبلها مثل الظهر والفجر. فنقول: إذن يضاف إلى هذا...والمتنفل من نافلته
& الصحيح أنه لا يتابع في الإقامة, لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة, ولا يشرع أن يقول: أقامها الله وأدامها.
& مشروعية قوله" قد قامت الصلاة" في الإقامة فإن قال قائل: هل هذه الجملة تأكيد لقوله" حيّ على الصلاة"؟ قلنا: لا لأن "حيّ على الصلاة" مع كونهم حاضرين يراد بها الصلاة المعنوية بمعنى أقبلوا على الصلاة بقلوبكم كما أنتم حاضرون بأجسادكم
& النوم فيه خير لا سيما إذا استعان الإنسان به على طاعة الله.
& كثير من الناس في الحقيقة يُفرِطون في النوم ويزيدون فيه...والذي ينبغي ألا يزيد الإنسان على القدر الذي يكون حفظاً لجسمه فقط, لأن زيادة النوم كما أنها إسراف فهي ضرر على البدن, لأن البدن يسترخى أكثر مما ينبغي فيحصل بذلك ضرر عليه.
& نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام قال: {﴿اجعلني على خزائن الأرضِ إني حفيظ عليم﴾} [يوسف:45] لأنه رأى أن بيت المال قد ضاع, وأنه ذو حفظ وعلمٍ, فطلبهُ لعدم وجود من يقوم مقامه.
& كثير من الناس تحمله الغيرة على أن يبدأ بالتأديب قبل التعليم, فإذا وجد ابنه مثلاً ترك الجماعة أو ترك ما لا ينبغي تركُه ضربه فوراً, وهذا خلاف الحكمة بل علِّم قبل أن تؤدب, فإذا علمت فقد أقمت الحجة, ثم بعد ذلك أدِّب.
& مراعاة أحوال الناس وأنه ينبغي لمن ولاه الله على عباده أن يراعي أحوالهم.
& لا تخف من دعاء من يدعو عليك بغير حق, لأن المستجيب للدعاء هو الله عز وجل, وهو سبحانه وتعالى لا ينصر الظالم أبدًا, لكن إن كنت ظالمًا فاحذر.
& الدعاء في الصلاة أفضل من الدعاء خارج الصلاة فيدعو في السجود وبين السجدتين وفي التشهد.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ