عزيزي الشاب عزيزتي الشابة ... مـن قــدوتك؟

الشباب يجب أن يعرف أنه غني بتراثه وبما له من ذخيرة في دينه، ولكن يحتاج بين الحين والآخر إلى التذكير والتنبيه على ماله وما عليه...

  • التصنيفات: قضايا الشباب -

إذا سألك أحد بلا سابق ترتيب: من قدوتك؟ كيف سيكون رد فعلك؟
هل ستجيب بصدق لأنك تعرف قدوتك جيدا.
هل ستفكر في الإجابة المرضية الأقرب إلى الصواب حتى لو لم تكن حقيقية؟
هل ستعتبر السؤال غير ذي أهمية ولا تفكر في إجابته من الأساس؟
هل ستكون صريحا .. وتقولها بلا مواربة: ليست لي قدوة؟
أيا كانت إجابتك عزيزي الشاب .. وعزيزتي الشابة، فنحن نوجه السؤال، ونتمنى ألا يحار أحد منكم وهو يختار قدوته بشرط أن يحسن الاختيار.


رغم كل الظواهر السلبية التي يعيشها الشباب من حوله في ظل الغزو الثقافي الغربي للمجتمعات الإسلامية والعربية، وفي ظل انبهار الشباب بما يقدمه الغرب من تقدم تكنولوجي، وتقنيات حديثة في جميع المجالات، وفي ظل العصر الذي أصبحت الماديات هي التي تتحكم في مجريات الأمور، وفي ظل هذا كله نتساءل:
هذا الشباب انجرف وراء بريق الحضارة الغربية، وما تحمله من تقدم علمي؟
هل أصبح صناع الحضارة الغربية هم قدوته ؟ أم لا زال متمسكا بعقيدته الإسلامية وبحضارته العربية ؟؟
 

تقول د. حنان محمد حسن أستاذة علم الاجتماع كلية الآداب جامعة عين شمس - لا نستطيع أن نجزم أن هناك غيابا للقدوة بين الشباب، فهذه العمومية لا تلغي وجود استثناءات، بمعنى إننا مع التقدم التكنولوجي وعصر السماوات المفتوحة، فهناك قدوة نحتذي بها، والقدوة لديها من السمات الإيجابية ما جعلها مصدرا للإعجاب والارتباط بها، ولكن بصفة عامة مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية ظهرت قيم واختفت قيم أخرى كنا في أشد الحاجة إليها.
فنجد قيما مثل حب العلم والتمسك بالتقاليد والعمل المنتج قد اختفت من حياتنا، وهناك أشياء حلت محلها مثل الاستسهال وتقديس المال، وبناء على هذه المعايير أصبح الشباب يتخذ من نجوم الفن والكرة والغناء قدوة له، ونسي هذا الشباب القدوة الحقيقية الموجودة في الصحابة والمفكرين وأساتذة الجامعة وغيرهم من القدوة الحسنة.


انظــر لمـن يستحـق
أما د. عبد المنعم نجم - وكيل كلية أصول الدين جامعة الأزهر - فيقول: ليس هناك غيابا للقدوة بين الشباب، ولكن الشباب يجب أن يعرف أنه غني بتراثه وبما له من ذخيرة في دينه، ولكن يحتاج بين الحين والآخر إلى التذكير والتنبيه على ماله وما عليه، ويحتاج إلى التذكير بالله، و سنة رسوله، لكي ينكشف له الضوء الإنساني السليم ليمشي فيه، وليبتعد عن الانحراف والميل ويظل مشدودا إلى نداء ربه ونداء رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) فلا يميل ولا ينخدع لدعايات الغرب ويتحصن بدينه الحنيف.


فلا ينظر إلى الغربيين كقدوة له، أو ينظر إلى أناس لا يستحقون أن يكونوا قدوته، وليعلم بأن عنده ما فيه الكفاية "ولكم في رسول الله أسوة حسنة".


ولكم أيضا صحابته الكرام؛ لأنهم تربوا في بيت النبوة وكان معلمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ولكم أيضا في علماء المسلمين الذين قادوا الإنسانية لفترات طويلة إلى طريق التقدم والازدهار، فلهم الفضل فيما وصل إليه الغرب من تقدم وازدهار بالرغم من جحود الغرب لجهود علماء المسلمين.