الفوضى وعدم النظام
إن الترتيب والنظام في كل شيء يجعل الحياة أكثر مرونة، وأكثر انسيابية، وأكثر راحة واطمئناناً وسعادة، ولكن المؤسف حقاً إن بعض الناس لا يروق له ذلك، فيميل إلى الفوضى وكسر حاجز الأنظمة والتعليمات
- التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -
يغلب على بعض المجتمعات الإسلامية الميل إلى حب الفوضى، وضعف حب النظام والالتزام به، وهذا مشاهَد وملموس، على عكس الدول التي توصف بالمتقدمة يُبهرك فيها التزام الجميع بالنظام صغاراً وكباراً دون استثناء، ولقد أصبح النظام سمة بارزة لهذه الدول على العكس تماماً من المجتمعات الإسلامية.
إن المجتمعات الإسلامية يفترض أن تكون على درجة عالية من الكمال في التنظيم والدقة وحب النظام؛ لأن شريعتهم جاءت بالدعوة إلى الإحسان في كل شيء، والالتزام بالآداب والأخلاق الفاضلة والتي أنموذجها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] [1].
ومن أبرز مظاهر الفوضى وضعف حب النظام والالتزام:
1- الفوضى في قيادة السيارات وعدم الالتزام بأنظمة المرور.
2- الاستعجال وعدم الانتظار في الصفوف لقضاء بعض الحاجات، فالكل يريد أن يكون هو الأول ولا يهمه من أتى قبله.
3- الفوضى في الأعمال المنزلية، والتعامل مع الأسرة، فلا يوجد في الغالب ترتيب ولا نظام.
4- الفوضى في الإنفاق المالي إلى حد الإسراف، فلا توجد ضوابط ولا وعي، أو إدراك.
5- الفوضى في تحديد المواعيد وعدم الالتزام بها.
إن الترتيب والنظام في كل شيء يجعل الحياة أكثر مرونة، وأكثر انسيابية، وأكثر راحة واطمئناناً وسعادة، ولكن المؤسف حقاً إن بعض الناس لا يروق له ذلك، فيميل إلى الفوضى وكسر حاجز الأنظمة والتعليمات، وإذا أردت أن توضح له تصرفاته تسمع منه العجب العجاب، فيقول: وأنت مالك علاقة لا تدخل نفسك في شيء ما يخصك!! كل الناس هذه حالها، أو يرى نفسه أن له مكانة اجتماعية، أو منزلة علمية تؤهله معها أن يعمل ما يشاء، والواجب أن يكون هو أول الملتزمين بذلك!!
ولا شك أن هؤلاء الناس تأثيرهم سلبي على طريق الرقي، ذلك لأن الرقي بالمجتمعات بحاجة إلى رجال يحسنون التعامل المنظم وفق تخطيط، ووفق رؤى علمية، وقبل هذا وذاك على قدر من الأخلاق يحسنون الأدب، والتعامل مع الآخرين.
[1] سورة القلم، آية رقم: 4.
_________________________________________________
الكاتب: د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي