إلى أهل السودان الحبيب

إن فقدان السودان هويته الأساسية هو مكمَنُ الداء الذي هو فيه الآن من عدم أمن وأمان، والحروب المستعرة فيه الآن التي جاءت على الأخضر واليابس وعلى الجميع، فهي حرب على هُوِيَّة السودان دبرتها يَدُ الغَدْر والخيانة يَدُ الماسونيَّة العالمية.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا أهل السودان الكِرام، أنتم مستهدفون منذ قرون، مستهدفون في دينكم وأرزاقكم ووطنكم، مستهدفون من أعداء الإسلام، فأنتم العُمْق الممتد لداخل القارة الإفريقية.

 

السودان لم ينْعَم بالأمْنِ والأمان منذ قرون، تمسَّكُوا بكتاب ربِّكم، فالله لن يُضيِّع إيمانَكم {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170]، فأعداء الله يحقدون عليكم لإيمانكم بربِّكم {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105]، فأعداء الله يبغونكم كُفَّارًا مثلهم {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} [النساء: 89].

 

يا أهل السودان الكِرام، ربُّكم واحد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تمسَّكُوا بدينكم، عدوُّكم يتربَّص بكم، عدوُّكم عدوُّ الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

 

إن فقدان السودان هويته الأساسية هو مكمَنُ الداء الذي هو فيه الآن من عدم أمن وأمان، والحروب المستعرة فيه الآن التي جاءت على الأخضر واليابس وعلى الجميع، فهي حرب على هُوِيَّة السودان دبرتها يَدُ الغَدْر والخيانة يَدُ الماسونيَّة العالمية.

 

تعتبر الهُوِيَّة الحصنَ الذي يتحصَّن به أبناؤه، والنسيج الضامَّ، والمادة اللاصقة بين لَبِناته؛ فإذا فُقِدت تشتَّتَ المجتمعُ وتنازعَتْه المتناقضات، فإذا توافقت هُوِيَّة أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، كان الأمنُ والراحة والإحساس بالقوة، وإذا تصادمت الهُوِيَّات، كانت الأزمةُ والاغتراب، ومن هنا يمكنَّا فَهْم معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا؛ فطوبى للغرباء»؛ (مسلم).

 

فالأُمَم التي تريد أن تبقى، هي التي تُحافظ على هُوِيَّتها، فالهُويَّة هي ذات الأُمَّة ووجودها؛ ولذلك لا عجبَ أن تحاول كلُّ دولة أو أمة أن تصون لأتباعها هويتَهم، وتحميَهم من غَزْو الثقافات الأخرى لثقافتهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]، كونوا من الذين يجمعون الشَّمْل بالإصلاح، لا تكن من الذين يفرقون الصَّفَّ أشْتاتًا وفِرَقًا وأحزابًا، إذا جاءك المتنازعون في (العمل، الأهل، الأزواج).

 

استعِن بالله لتنفع وتصلح لله، اسْعَ بإخلاص مجتهد في الإصلاح، اسمع بصمتٍ للكُلِّ، أنصِتْ بهدوء وعمق، اجبر خاطر غيرك لربِّك وانصح لله، تعلَّمْ كيف تهدي النور لمن حولك وإن كانت خفاياك متعبةً ومعتمةً، واحتسب ذلك لله، ولا تُجامِلْ ولا تُحابِ، ولا تتحيَّز ولا تمِلْ إلَّا للحَقِّ لله، فثواب العطاء يُخبِّئ لك فرجًا من رحمة الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]، اللهُمَّ ربنا أصلحنا لنصلح في الأرض.

 

الله الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله الله ربي لا أشرك به شيئًا، أنشروها لكل مسلم في العالم.

 

سبحانك اللهُمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنْتَ، نستغفرك ونتوبُ إليك.

______________________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى