فضل التوبة إلى الله تعالى

وحيد عبد السلام بالي

التوبة طريق إلى محبة الله تعالى: قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}

  • التصنيفات: التوبة -

1- التوبة طريق إلى محبة الله تعالى:

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [1].

 

2- التوبة طريق إلى الجنة:

قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [2].

 

3- التوبة الصادقة يبدل الله بها السيئات حسنات:

قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [3].

 

4- التوبة سبب في انشراح الصدر وطيب النفس:

قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [4].

 

5- حملة العرش يدعون للتائبين:

قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [5].

 

6- التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها:

روى مسلم عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يَبسُط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار، ويسبط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها[6].

 

7- التائب الصادق تقبل منه توبته ولو تكرر منه الذنب:

ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عبدًا أصاب ذنبًا ورُبما قال: أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا - أو أذنب ذنبًا - فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفرُ الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا وربما، قال: أصاب ذنبًا قال: رب أصبت، أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرتُ لعبدي ثلاثًا، فليعمل ما شاء» [7].

 

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذهب الله بِكُم ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم» [8].

 

ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبة، فقال: لا، فقتله فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلِق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أُناسًا يعبدون الله، فاعبُد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مُقبلًا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملكٌ في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة».

 

وفي رواية: «فأوحى الله إلى هذه أن تقرَّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغُفر له» [9].

 

8- الذنوب تسودُ القلوب والتوبة تُبيضها:

روى الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكتت في قلبه نكتةٌ سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب، سُقِل قلبُه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله:  {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] [10].

 

9- الله يفرح بعبده التائب:

ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجُل في أرض دوية مهلكة معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كُنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» [11].

 

10- الحسنة تمحو السيئة:

قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

 

روى الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّق الله حيثما كُنت، وأتبِع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالِق الناس بخُلق حسن» [12].

 


[1] البقرة: 222.

[2] مريم: 60.

[3] الفرقان: 70.

[4] هود: 3.

[5] غافر: 7 - 9.

[6] صحيح: رواه مسلم «2759».

[7] متفق عليه: رواه البخاري «7507» ومسلم «3758».

[8] صحيح: رواه مسلم «2749».

[9] متفق عليه: رواه البخاري «3470» ومسلم «2766».

[10] حسن صحيح: رواه الترمذي «3334».

[11] متفق عليه: رواه البخاري «6308» ومسلم «2744».

[12]حسن صحيح: رواه الترمذي «1987» وقال: حسن صحيح.