وهزم الأحزاب وحده
هاني مراد
لم تجد هذه الأحزاب على اختلاف أطيافها من برنامج انتخابي سوى طرد اللاجئين السوريين، وإسناد المشروعات التركية إلى شركات أمريكية.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تحزبت أحزاب الطاولة السداسية على أردوغان؛ حيث ضمت حزب الشعب الجمهوري العلماني الكمالي، المعروف بعلاقته بتنظيم فتح الله غولن الإرهابي، وحزب العمال الكردستاني الانفصالي الشيوعي، وحزب أكشينار الجيد الليبرالي العلماني المنشق عن الحركة القومية، وحزب السعادة ذي الوجهة الإسلامية المزيفة، مع حزبي علي بابا جان وداوود أوغلو المنشقين، والحزب الديمقراطي.
لقد حظيت هذه المعارضة بالدعم الأمريكي والأوربي المادي والإعلامي والاستخباري، حيث حظيت بعشرات القنوات الفضائية التي تدعو لانتخابها، وشنت الصحف الغربية حملة شعواء على أردوغان، بعد تخوف الغرب من قوة تركيا النامية، لا سيما مع توجهها الإسلامي، وبدء اعتمادها على ذاتها في الصناعة والزراعة، واستخراج النفط والغاز والمعادن بواسطة شركات تركية، خلافا لدول المنطقة التابعة التي يحرم عليها اعتمادها على ذاتها، لتستمر تابعة وذليلة للغرب الذي يستنزف ثرواتها.
لم تجد هذه الأحزاب على اختلاف أطيافها من برنامج انتخابي سوى طرد اللاجئين السوريين، وإسناد المشروعات التركية إلى شركات أمريكية. وعملت هذه الأحزاب على التقليل من شأن الصناعات التركية الحديثة، والتهوين من شأن الاكتشافات التركية، لا لشيء سوى أنها على يد منافسيهم.
وكان ولا يزال منهج هذه الأحزاب استغلال الكوارث والأزمات لتقليب الرأي العام على الحزب الحاكم والرئيس، ابتداء بتأييد الانقلاب عام 2016، واستغلال الحرب المالية التي شنتها المؤسسات الغربية على الليرة التركية، عقابا لتركيا على عدم قبول التعاون مع صندوق النقد الدولي، وعدم الرضوخ لابتزاز أصحاب الأموال الساخنة، وانتهاء بكارثة الزلزال المدمر الذي تعرضت له البلاد.
لقد هزم في هذه الانتخابات الغرب وأذنابه، وهزمت جماعات الشذوذ، وهزمت أحزاب الحرب على الحجاب، وهزمت أحزاب طرد اللاجئين، وهزمت جماعات التشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية وكل مظهر إسلامي، وهزمت الشيوعية والإباحية والعلمانية والليبرالية. لقد هزمت الأحزاب.