وسائل الاتصال الحديثة: إيجابيات وسلبيات
الاتصالُ هو أساسُ الحياة بين البشر على اختلاف مشاربِ الإنسان وتعدُّد لغاته، وبالاتصال تتقاربُ الشعوب والأمم، وقد دعا الإسلام إلى التعارفِ والتآلفِ..
- التصنيفات: وسائل التكنولوجيا الحديثة - نصائح ومواعظ -
الاتصالُ هو أساسُ الحياة بين البشر على اختلاف مشاربِ الإنسان وتعدُّد لغاته، وبالاتصال تتقاربُ الشعوب والأمم، وقد دعا الإسلام إلى التعارفِ والتآلفِ، فما أهميةُ التواصل والتعارف في الحياة؟ وكيف أرشدَ الإسلامُ إلى التعامل الإيجابي مع وسائل الاتصال؟!
لقد أنعمَ اللهُ علينا في العصر الحديث بوسائلِ الاتصال الحديثة، التي سهَّلت نقلَ المعلومات، واختصار الوقت والمسافات، فقرَّبت البعيد، وقصَّرت المسافات، وشُكْرُ المُنعمِ على هذه النعمِ واجبٌ شرعًا، ومِنْ شكرِ هذه النعمِ التوظيفُ الإيجابيُّ لها في نشر العلم والمعرفة، وحسن استخدامها في نشر القيم والأخلاق الإسلامية، والتعريف بديننا الإسلامي الحنيف.
ولكن - للأسف الشديد - بعض الناس ساء استخدامُها لهذه الوسائل، فأصبحت وسائلُ الاتصال الحديثة سلاحًا فتَّاكًا، تمخر أخلاق الشباب، وتزيحهم عن فطرتهم التي فطَرَ الله الناسَ عليها، فوظفت هذه الوسائل في نشر الفاحشة، والأخبار الكاذبة، والتشهير بالناس، والتحريض على النزاع بين الأفراد، وصار الإنترنت وسيلة لمشاهدة صورِ الخلاعة والمجون، وسماع الأغاني الساقطة، والأفلام الإباحية، وعرض مَشاهد وبرامج تخدش الحياء، وقد نهى الإسلامُ عن ذلك، وألقى على الإنسان مسؤوليةَ حفظ الحواس؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [الإسراء: 36].
إن التعاملَ مع وسائل الاتصال الحديثة تحكمُه ضوابطُ تربوية وأخلاقية، حَرِيٌّ بالمؤمن الصادق أن يتحلَّى بها في تواصله مع الآخرين، ويمكن إجمالها فيما يأتي:
♦ النيةُ الخالصةُ بالقصدِ إلى فعل الخير، والاستعانة بذلك في طاعة الله.
♦ الحرصُ على الكلمة الطيبة، وتجنُّبُ البذيءِ من القول والفعل.
♦ التحلِّي بفضائلِ الحوارِ الهادئِ والهادفِ، المُتَّسِمِ بروحِ التسامح.
♦ التحلِّي بخصلة الحياء التي تمنع المسلمَ من نشر الفاحشة.
فعلى ضوءِ هذه الضوابط الأخلاقية، والسير على منهاجها في الاستخدام الإيجابي لوسائل الاتصال، يمكن أن تثمر لنا نتائج إيجابية؛ لما لهذه الوسائل من قدرة فائقة على اختصار الوقت والمسافات في ظرف وجيز، فالقارئ والباحث أصبح كلُّ شيء متيسرًا له في عصر التكنولوجيا الحديثة، عوض التنقل بين رفوف المكاتب، وقضاء وقت طويل في الوصول إلى المعلومة.
كما تمكِّن هذه الوسائلُ من تبادلِ الأفكار والمعارف، والاطلاع على ثقافات الآخرين وتجارِبِهم الرائدة، وتنميةِ المستوى الفكريِّ والعلمي، وإغناء الرصيد المعرفيِّ للباحث، والانفتاحِ على العالم الخارجي.
______________________________________________________
الكاتب: عبدالواحد المسقاد