التكبير والتحميد والتهليل والذكر
ويُسَنَّ التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة، ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به.
- التصنيفات: الذكر والدعاء - العشر من ذي الحجة -
يُستحَب الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل في أيام العشر من شهر ذي الحجة؛ ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظمَ عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكْثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»؛ ((أخرجه أحمد (٥٤٤٦)، والدارقطني في العلل (١٢/٣٧٦) واللفظ لهما، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٩٧١)، وأحمد شاكر، تخريج المسند لشاكر ٩/١٤، إسناده صحيح).
وفي هذا الحديث يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن»، والمعنى: أن أفضل أيام السنة عند الله عز وجل، والتي يكون فيها العمل الصالح أقرب أن يُقبَلَ ويُزاد في الأجر، من هذه الأيام العشر؛ يعني: العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فأكثروا فيهن من التهليل؛ وهو قول لا إله إلا الله، والتكبير؛ وهو قول: الله أكبر، والتحميد؛ وهو قول: الحمد لله، وهذا الذكر هو الباقيات الصالحات، ويحسُنُ عمل الطاعات بأنواعها في هذه الأيام مع الذكر والدعاء.
وفي الحديث: بيان عظم فضل العشر الأوائل من ذي الحجة على غيرها من أيام السنة.
وفيه: تفضيل بعض الأزمنة على بعض.
وفيه: أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره من الأوقات.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به؛ حيث اتفق العلماء على أن التكبير مشروع عقب الصلوات وغيرها في الأضحى؛ قال البخاري: وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمِنًى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتجَّ مِنًى تكبيرًا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا؛ (كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، السبكي، (ص361)، فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، (315/ 2)، (التكبير أيام منى)).
(وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله تعالى عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما).
قال ابن حجر في الفتح (2/ 458): "لم أرَهُ موصولًا عنهما، وقد ذكره البيهقي أيضًا معلقًا عنهما، وكذا البغوي".
قال ابن رجب في الفتح (9/ 8): "وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق".
وصفة التكبير في العشر من شهر ذي الحجة:
اختلف العلماء في صفة التكبير في العشر الأولى من شهر ذي الحجة على أقوال:
الأول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
الثاني: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
الثالث: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد ".
فيصح التكبير في أي صفة من هذه الصفات، والأمر في ذلك واسع.
وقت التكبير في العشر من ذي الحجة:
التكبير ينقسم إلى قسمين:
1- التكبير المطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسَنَّ دائمًا، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت من اليوم والليلة.
2- التكبير المقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.
ويُسَنَّ التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة - أي: من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة - إلى آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
وأما التكبير المقيد، فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سلم من الفريضة واستغفر ثلاثًا، وقال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، بدأ بالتكبير؛ (مجموع فتاوى ابن باز، 13/17، والشرح الممتع لابن عثيمين، 5/ 220).
________________________________________
الكاتب: د. كامل صبحي صلاح