هذه أيامنا المشهودة
محمد بوقنطار
إن عظمة هذا الدين كامنة في كون أوامره قد وافقت الفطر السليمة، ونواهيه قد حمت أصحاب القلوب العليمة
- التصنيفات: ملفات الحج وعيد الأضحي -
هذه أيامنا المشهودة، تصل حاضرنا بماضينا التليد المشرق في مثل هذا اليوم نزل من الكتاب المبين ما يفيد بالقطع من ربنا العليم الحكيم، أنه سبحانه قد أكمل لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأتم لنا نعمته المطلقة، نعمة الكتاب والسنة، ورضي لنا الإسلام دينا...
وأعظم به من دين جاء على وفق الفطرة الصحيحة، والصبغة السوية، والمروءات القوية، وإنما كان الرمي والاتهام في زمن انتكست فيه الفطر، وتدركت القيم، وانقلبت المفاهيم، حتى تشابه على البشر البقر، منصبا مستهدفا طهرانية العرى، وصفاء ونقاء هذه الشريعة الغراء، وتلك معركة إبليس اللعين وأعوانه من شياطين الجن والإنس من متبعي الشهوات ذوي الغرائز المريضة، والفطر الموبوءة، من الذين يريدون أن يميلوا بنا ميلا عظيما.
إن عظمة هذا الدين كامنة في كون أوامره قد وافقت الفطر السليمة، ونواهيه قد حمت أصحاب القلوب العليمة، والأكيد الأكيد أن معركتنا مع الاستثناء والدياثة والشذوذ بكل أضرابه وأنواعه تدور معاركها الضارية على رحى الفطر لا الشرائع، ذلك أن تغيير الفطر أخطر وأنكى وأشد على دين الإنسان، وانظر في هذا المقام على سبيل التمثيل لتهكم قوم لوط لما انحرفت فطرهم، وصاروا يأتون الذكران دون الإناث، حيث نقل القرآن هذا الملحظ من الانتكاسة الفطرية المضادة لناموس التنزيل وسنن النبوات فقال سبحانه نقلا لاستصراخهم الغاشم المقيت:
" {أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} "
فانظر أيها اللبيب كيف عابوهم وإنما العيب فيهم، ثم تأمل في جنس التهمة، فإنها والله ليست إلا الطهارة التي هي شطر الإيمان وشرط الصلاة، لتنفك أمام بصيرتك قبل بصرك ألغاز هذا التهارش البهيمي المحموم، ولتفهم طبيعة هذه الحرب المقامة على الإسلام والمسلمين أين حطت ركائب دعوته وأناخت مطايا سفرائه ودعاته...
يوم مبارك من أيام هذه الأمة الموصولة بالله، ولا أيام مباركة لهم، وكل عرفة وأنتم ترفلون في زينة الإسلام غرا محجلين من أثر الوضوء ومأثور الطهارة، خلوف أفمامكم من أثر الصيام أطيب عند الله من ريح المسك، وليس هذا الامتياز لأحد غيركم، فاذكروا آلاء الله عليكم واشكروا نعمه يزدكم...آمين كتبها العبد الضعيف الفقير إلى مولاه محمد بوقنطار