تهــادوا....تحــابوا
يقول رسولنا الكريم (ﷺ): «تهادوا تحابوا»، فالهدية من وسائل تقوية روابط المحبة والألفة بين الناس.
- التصنيفات: وصايا نبوية -
يقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): «تهادوا تحابوا..»، فالهدية من وسائل تقوية روابط المحبة والألفة بين الناس، فلم يكتف الرسول الكريم بأن ينصحنا بإخبار من نحبهم بحبنا بالكلام فقط، بل جعل في الهدية دليلا ماديا على حب الأخ لأخيه، فمن منا لا يسعد بهديه تقدم إليه ولو كانت بسيطة. وللهدية في ديننا آداب لابد من مراعاتها، كي تكتمل الفائدة منها:
(1) أولا: نيتكِ في العمل لابد أن تكون ابتغاء مرضاة الله، فهي سنة من سنن النبي (عليه الصلاة والسلام)، أوقد تكون بنية المساعدة للآخرين، أو لإصلاح ذات البين، أو تكون في صورة صدقة مستترة لمن تهدي إليه.
(2) أحسني اختيار وقت الهدية، ولا تتأخري إلا لعذر ألم بك.
(3) اربطي الهدية دائما بالمناسبات الدينية، وابتعدي عن تقليد الغرب في أعيادهم، عليك بتقديم الهدية لأمك أو لأم زوجك، أو لأبنائك في عيد الأضحى أو عيد الفطر، مع توضيح الغاية من ذلك.
(4) اختاري الهدية المناسبة للشخص المناسب، ففي شرق آسيا مثلا تقوم العروس بكتابة قائمة ما تريده ثم تعرضه على الأصدقاء والأقارب، وكل يختار هديته حسب إمكاناته، ولعل هذه طريقة مناسبة لنا في بلد لها ظروف اقتصادية مثل بلادنا، كما أنها تكون عونا لمن نهدي لهم إن كانوا في حاجة إلى ذلك.
(5) الهدية العينية "النقود" عرف تعارف الناس عليه، وهي تسمي "بالنقطة"، وهي نقطة صغيرة لمن يعطيها تجتمع عند آخذها لتكون مبلغا كبيرًا مفيدًا له، ولكن تذكري النية في ذلك ولا تنتظري ردها أو ردها بذات قيمتها.
(6) لا تقومي بإهداء هدية أهديت لك من قبل، واختاري الهدية المناسبة، فلا تشتري شيئا قد صار قديما لرخص ثمنه.
(7) ارفعي ثمن الهدية من على هديتك، ولا تلمحي من قريب أو بعيد إلى ثمنها، فهذا ليس من الذوق في شيء.
(8) قدمي هديتك بطريقة جميلة في غلاف جميل، أو مظروف جميل، وبه بطاقة صغيرة تحمل دعاءً مأثورا مناسبا للهدية، ففي الزواج "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"، وفي الولادة "بورك في الموهوب، وشكرت الواهب، ورزقت بره، وبلغ أشده"، وفي المرض: "نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك".
(9) يستحب أخذ هدية صغيرة من الحلوى: "عند زيارة صديقه لك عندها أطفال، فذلك يدخل السرور على أهل البيت".
(10) عودي أطفالك على هذا الفن الجميل فن المجاملات، والهدايا بينهم وبين أصدقائهم، وبين إخوانهم، فهي من وسائل التربية على الحب والألفة بين الآخرين.
(11) عند استقبالك للهدية عليك بالثناء عليهم، وفتحها إن أمكن أمام مهديتها.
(12) إن صادف وأهديت لك أكثر من هدية في وقت واحد فلا تفتحيها أمام مهدياتها، فقد تكون إحداها أقل ثمنا وقيمة من الآخريات، فيحزن ذلك صاحبتها.
(13) لا تتفاخري بأنواع الهدايا المقدمة إليك، وبثمنها أمام الآخرين.
(14) تذكري أن هناك أنواعا أخري من الهدايا غير النقدية مثل الزيارة أو السؤال بالتليفون أو الرسالة، فهي ذات أثر جميل أيضا.
(15) وأخيرا أهدي من ماتوا الصدقة عليهم والدعاء لهم.