صلاة الصبح تجعلك في رعاية الله وحفظه
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - فقه الصلاة -
روى مسلم عن جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» [1].
معاني المفردات:
مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ: أي من صلى الفجر في جماعة.
فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ: أي في رعاية الله، وعنايته، وحفظه طوال يومه.
فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ: أي فلا تؤذوا من صلى الفجر في جماعة؛ لأنه في رعاية الله، وأمانه.
فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ: أي فمَن آذى من صلى الفجر في جماعة أكبه الله في نار جهنم حينما يدركه؛ لأن الله يدافع عنه، وهو في أمان الله وحفظه وكفالته.
ومعنى الحديث: أن من صلى الفجر فقد أخذ من الله ذِماما، فلا ينبغي لأحد أن يؤذيه بظلم، فمن ظلمه فإن الله يطالبه بذمته[2].
ويحتمل أن يكون معنى الحديث: لا تتركوا صلاة الصبح، فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم، فيطلبكم به، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرَّط في حقه والقيام بعهده أدركه، ومن أدركه كبه على وجهه في نار جهنم[3].
ما يستفاد من الحديث:
1- فضيلة صلاة الفجر في جماعة، حيث إنها سبب من أسباب رعاية الله للعبد.
2- التحذير من إيذاء الذين يصلون الفجر في جماعة.
3- تقرير الإيمان بالنار؛ وأن من أسباب دخولها التعرض لمن هو في ذمة الله سبحانه وتعالى.
[1] صحيح: رواه مسلم (657).
[2] انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/ 49).
[3] انظر: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، للبيضاوي (1/ 243).
______________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني