رسالة إلى المؤثر في مجتمعه

من أراد أن يكون ناجحًا في دعوته، مؤثِّرًا في أحبابه وأولاده وخُلَطَائه، فليكن قريبًا ممن يدعوهم، محبًّا لهم، وليتحبب لهم، وأولى طرائق هذا الأمر أن تكون قريبًا من الله تبارك وتعالى

  • التصنيفات: تزكية النفس - نصائح ومواعظ -

حين تُقلِّب طرفك في أحوال الناس، ترى منهم الثابت على دينه، الداعي له، وآخر تراجعت همَّتُه، فزلَّت بعد ثبوتها قدمُه، وترى غافلًا يحتاج مَن يذكِّره، وآخرَ ليرشده، وآخر يصدُق عليه قول مَن قال: تعال بنا نؤمن ساعة.

 

يتساءل الإنسان بعد ذلك عن مسؤوليته تجاههم، فربما تأخرت النفس لصعوبة المهمة، وكثرة الناكصين، فيبزُغ بين عينيك حديثٌ ملء السمع والبصر، حديث يحدِّثك به سهل بن سعد رضي الله عنه، وعمن ترضى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر حين أعطى الراية عليَّ بن أبي طالب قال له: «انفُذ على رِسْلِكَ حتى تنزل بساحتهم، ثم ادْعُهم إلى الإسلام، وأخبِرْهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى، فوالله لأن يهدِيَ الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمْرِ النَّعَمِ».

 

مرسلٌ ليفتح بلدًا من البُلدان، فلو فزت بواحد كنت من الفائزين، ما أعظم الإسلام! وما أكبر أثره! هداية رجل واحد خير لك من حُمر النَّعَم، هنا تندحر وسوسة الشيطان بنص كلام رسول الأنام عليه الصلاة والسلام، فالشيطان يصعِّب على الناس المهمة، فالناس كُثر، وهدايتهم صعبة، والمغريات كثيرة، ليدلك حبيبك صلى الله عليه وسلم بعد قرون على الفرح بالإنجاز، والفرح بالنجاح، فهداية الرجل الواحد خير من حُمر النعم، فلا تدري في أي المدعوين البركة.

 

هي دعوة للتركيز في دعوة الناس، وتطلب هدايتهم بدءًا بنفسك لتثْبُتَ على الحق، ومن ثَمَّ أسرتك الصغيرة، مرورًا بالإخوة والأخوات وأولادهم، وإن كنت معلمًا للخير، فكم يجلس تحت يديك من أجيال! فهنيئًا لمن أطاب الغرس ليفوز هناك، فإنك لا تدري في أي كلامك البركة، ولا تدري في أي مستمعي كلامك البركة.

 

وإني لأتساءل وأقول: ما هي حجم علاقتنا؟ ما هي حجم علاقات كل واحد منا؟ كم هي أرقام هواتف جوالك؟ وكم هم أصدقاؤك وجيرانك وخِلَّانك؟ أين تأثيرك فيهم؟ يا أخي، أثرك عظيم؛ فلا تستصغر نفسك.

 

عبدَالله:

من أراد أن يكون ناجحًا في دعوته، مؤثِّرًا في أحبابه وأولاده وخُلَطَائه، فليكن قريبًا ممن يدعوهم، محبًّا لهم، وليتحبب لهم، وأولى طرائق هذا الأمر أن تكون قريبًا من الله تبارك وتعالى؛ فقلوب العباد بيد الله جل وعلا، والنبي عليه الصلاة والسلام حين جاءته الرسالة أُمر بصلاة الليل؛ كي يتحمل القول الثقيل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 1 - 6]، فإذا زاد الاتصال بالله جل وعلا، قوِيَ تأييد الله لك؛ فأنزل الله بعد ذلك: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 1، 2].

 

فإذا تقرب العبد من ربه، أدناه وأنعم عليه بالمحبة والمودة في قلوب أوليائه؛ نتيجة حتمية؛ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } ﴾ [مريم: 96]، وإن الله جل وعلا جعل لهم ودًّا؛ لأنهم ودوه، فتودد إلى أوليائه وأحبابه؛ ألم تسمع بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى إذا أحب عبدًا، دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبول في الأرض».

 

فكان حبيبًا قريبًا من ربه، محبًّا لأمته، عليه الصلاة والسلام، وأمته محبة له، فكتب الله لدعوته البقاء، فيا كل مؤثِّر في مجتمعه، تقرَّب إلى ربك، يُحَبِّبك الله جل وعلا لخلقه، فتكون قريبًا من المدعوين.

 

تأمل معي قبل أن تحسن السيرة بينك وبين الناس لا بد أن تحسن السريرة بينك وبين الله تبارك وتعالى؛ فأكْثِرْ من الأسرار بينك وبين الله، فهو دليل صدق الإيمان، والعِبرة بكثرة الأسرار يوم تبلى السرائر، الصدق في العبادة يُورِث الصدق في القول والدعوة، وقديمًا قالوا: ما خرج من القلب يصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الأذان، اللهم ارزقنا جميعًا الصدق في القول والعمل؛ فقلوب العباد بيد الله جل وعلا.

 

ومما يعين على تقوية أواصر المحبة بين المؤثر ومن تحت يده: الهدية؛ نتيجة حتمية «تهادوا تحابوا»، والهدايا نوعان: هدايا أبدان، وهدايا أرواح، وهدايا الأرواح هي الدعاء، وكل من أهدى لغيره هدية أحبَّه، فأكْثِروا من الدعاء لمن تحت أيديكم وجلسائكم؛ فهو هَدْيُ حبيبكم صلى الله عليه وسلم، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محبًّا لأمته محبًّا لكم، ودَّ لو رآكم، فلقد كان محبًّا لأمته وأصحابه، يدعوهم، وقبل أن يدعوهم، يدعو لهم، دونك البشارة، استبشروا بها وبشِّروا بها، وبلِّغوها واعملوا بها، رزقني الله وإياكم الاقتداء بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

 

عن أمنا عائشة رضي الله عنها تقول: ((لما رأيت النبي صلى الله عليه طَيِّبَ النفس، قلت: يا رسول الله، ادعوا الله لي، فقال: «اللهم اغفر لعائشةَ ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرَّت وما أعلنت»، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك، فقال: «أسرَّكِ دعائي»؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك؟ فقال: «والله إنها دعوتي لأمتي في كل صلاة».

 

ألم تسمعوا أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «لكل نبي دعوة مجابة، وادَّخرت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلةٌ - بإذن الله - من مات لا يشرك بالله شيئًا».

 

وإليك بحرًا من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه؛ هذه قبيلة دوسٍ، دعاهم أبو هريرة فامتنعوا، فطلب أبو هريرة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه قال: «اللهم اهدِ دَوسًا»، فأتَوا وأسلموا على بكرة أبيهم.

 

وهذا عبدالرحمن بن عوف لما تزوج قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ ولو بشاةٍ، بارك الله في مالك»، قال عبدالرحمن بن عوف: فأقبلتِ الدنيا عليَّ.

 

وهذا أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام يدعو لذريته، فلم يكن نبي من بعده إلا من ذريته؛ فهو أبو الأنبياء.

 

فلا تغفُل - أيها المؤثر - عن الإكثار من الدعاء لمن تجالسهم؛ فالأب لأولاده يدعو لهم، وخطيب الجمعة في جماعته، والأخ لأخيه، والجار لجاره، والمعلم لطلابه، قبل أن تدعو الناس للخير، ادعُ الله أن يكتب لكلامك القَبول، اسأل الله دومًا أن يكون كلامك سببًا في إنارة في قلب، وتأثيرٍ في عقل، وانشراحٍ في صدر، وتغير في فِكْرٍ.

 

أيها المؤثر، يا من تريد الخير لولدك ومن تجلس معه، إليك نصيحة مما يجلب المحبة للمدعو فتكون قدوة لمن تحتك، احفظها وطبِّقها؛ أن تهتم أيها المؤثر بما يهتم به مَن تهتم به؛ فحبيبك وقدوتك صلى الله عليه وسلم كان يهتم بما يهتم أصحابه به وجلساؤه، فيهتم بمؤانسة أزواجه فيسمع حديثهن، ويتكلم أصحابه في مجالس الأنس، فيضحكون ويضحك النبي صلى الله عليه وسلم معهم، يموت الطير لطفل صغير فيتأثر فيعزيه فيناديه ويقول: «يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير»، بل حتى يرسل رسالة واضحة إلى أصحابه وجلسائه عليه الصلاة والسلام وأنه مهتم بأمرهم؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه وقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا»؟ فيعبِّر لهم رُؤاهم.

 

حتى ما يشغلهم في أحلامهم ورؤاهم، تجد رسولك صلى الله عليه وسلم مهتمًّا به، فيفسر لهم ويعبُر لهم.

 

لا بد - أيها المؤثر - من النزول لاهتمامات من نجالس، فيحبون مجالسنا، لا بد من مزاحمة أهل الشر والفساد مزاحمة لا تنزل فيها إلى ما يغضب الله جل وعلا، فنحن نريد تأييد الله؛ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [إبراهيم: 4].

 

شاركْهُم في ألعابهم، ونافسهم فيهان فسيسري حبك في قلوبهم، ولا تُكْثِر من التوجيه القولي، بل اجعل أفعالك هي التي تنطق؛ فصوت الأفعال أقوى أثرًا من صوت الأقوال، فقبل أن تحدثهم عن تعظيم الله، اجعل أفعالك تتكلم عن ذلك؛ فلا يجدك ربك حيث نهاك، ولا يفقدك الله حيث أمرك.

 

وقبل أن تُوجِّهَ من تحت يدك للصلاة، وتأمرهم بها، اجعل من تتعايش معه يعلم علم اليقين، يحفظ عنك، وينقل عنك، أن لا شيءَ في الدنيا أهم من الصلاة، لا أنس في استراحة، ولا أنس في حديث، فإذا نادى منادي الله، كنت في الموعد حيث يريدك الله.

 

لا تحدِّث ولدك كثيرًا عن تحريم الكذب، بل اجعل الصدق يتكلم عنك في حديثك وأفعالك، وتذكر على الدوام أن صوت الأفعال أقوى أثرًا من صوت الأقوال، وإن كان لا بد من صوت الأقوال بقدر غير مثقل ولا مُمِلٍّ؛ فلقد كان عليه الصلاة والسلام يتخوَّل الناس بالموعظة، وما أعظم صوت أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تنطق به عائشة، بكلمات أحلى من الشهد، وأطيب من الطِّيب لمَّا سُئِلت عنه: ((كان خلقه القرآن))، إنما جُعل العلم من أجل العمل.

 

عبدَالله المؤثر: مما يجلب المحبة لك في قلوب الناس أن تتميز في نقاط تميزهم، وهذا ما يعني أن تعتني بنفسك، فتكون مثقفًا، فإذا تكلم من تجالس في موضوع وَجَدَك محبًّا للكلام عنه، فهنا ستجد جسورَ الحب بينكم ممدودة، وإذا أحبك من تجالس، فإما أن تكون حاملَ لواء إلى الجنة، محببًا للخير، فهنيئًا لك تكثير الحسنات، فكم أثرت كلمات في أشخاص وخلان! فالتأثير في الحياة لا يضيف أيامًا إلى حياتك، ولكنه يضيف حياة إلى أيامك، فأثرك في القلب عطر يفوح في حياتك، ويزداد فَوَحانًا بعد وفاتك، تأثير صوتك يبقى حيًّا في غيابك، والموفَّق السعيد من تنتهي أنفاسه، ولا تتوقف حسناته، وتأمل في حياة من حولك تجد هذا واضحًا.

 

اعلم - رعاك الله ووفقنا الله وإياك لكل خير - أن دين الإسلام بدوننا منصور، ونحن بدون الإسلام مخذولون، فقطار الدعوة لن يتوقف، والعمل للإسلام زينة الزمان، ومن يتقدم يقدمه الله، ومن يتأخر يُؤخِّره الله.

 

وإياك أخي أن تكون حامل لواء للنار لولدك ولجلسائك ولمن تحت يدك، وتأمل يا من تريد مخالطة الناس، وتريد التأثير فيهم، ثلاث قواعد عمل بها المصطفى عليه الصلاة والسلام، فكان أثره ممتدًّا أربعة عشر قرنًا إلى قيام الساعة، ولا شك أنه نبي مرسل مؤيد من الله تبارك وتعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، فمن خالط الناس لا بد أن يصبر فيعفو عنهم.

 

والقاعدة الثانية: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: 159]؛ أن تدعو لهم في ظهر الغيب، تستغفر لهم، وتكون محبًّا، والقاعدة الثالثة: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]؛ هذه تعني أن تحترمهم وتحترم عقولهم، وتخالطهم مخالطة من يحترم آراءهم ومبادئهم، لا من يزدريها وينظر إليها من علوٍّ.

 

قاعدة يجب على كل مؤثر وأب وأم ومعلم ومريد للخير أن يجعلها نُصبَ عينيه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

 

عبدَالله: لا بد من المزاحمة في الدعوة؛ فأنت مؤيد من الله تبارك وتعالى، واعلم أن ذلك سبب لثباتك، وهو بر وإحسان لمن تحت يدك: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9].

 

ألم تقرأ في سورة الكهف في كل أسبوع أن الله حفِظ الكنز للولدين بصلاح أبيهم؟ {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 82].

 

فصلاحك صلاح لأولادك، ومن خاف على ولده، فليبدأ بنفسه؛ فالله لا يضيع أولياءه، وتذكَّر على الدوام القاعدة: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].

 

فثِقْ -عبدالله المؤثر - بالله وبنصر الله وبوعده، أحِبَّ من تجالس وارحمهم، وادعُ الله لهم في كل أحوالك، كن قدوة خير محبوبًا لجلسائك، وتميَّز غاية التميز في علاقتك مع ربك، يكن لكلامك أثرٌ، ولبيانك سحر، وأدعوك للتأمل في حديث أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجو منك أن تحاول وتصبر، وسَلِ الله التوفيق، تصل مبتغاك بإذن الله: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12].

 

يقول أنس رضي الله عنه وأرضاه وعمن ترضى عنه، عن أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وأهله، بل أثره عليه الصلاة والسلام باقٍ إلى قيام الساعة يقول: ((لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، أضاء فيها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كل شيء)).

 

هنا يكون الداعي مؤثرًا، فهل يفقدك الناس إذا غبت عن مجلسهم؟ ثم استثمر ذلك في مرضاة الله.

_________________________________________________________
الكاتب: الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني