الصلاة تنير لك الطريق إلى الله

ذَكَرَ رسول الله الصَّلَاةَ فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ»

  • التصنيفات: الحث على الطاعات - وصايا نبوية -

روى مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ -أَوْ تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا»[1].

 

معاني المفردات:

الطُّهُور:أي الوضوء، سمي طهورًا؛ لأنه يطهِّر الأعضاء.

 

شطر: أي نصف.

 

الإيمان: أي الصلاة، كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة:143].

 

الحمدُ لله: أي أُثبتُ لله عز وجل كل أنواع المحامد، والحمد هو الثناء على الله مع المحبة، والتعظيم.

 

سبحانَ الله: أي أنزِّه الله عز وجل عن كل نقص، وعيبٍ، وعن مشابهة المخلوقين.

 

الصلاة نور: أي تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به.

 

والصدقة برهان: أي يُفزع إليها كما يُفزع إلى البراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاتُه براهين في جواب هذا السؤال فيقول: تصدقتُ به.

 

والصبر ضياء: أي الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته، والصبر على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرًّا على الصواب.

 

والقرآن حجة لك أو عليك: أي تنتفع به إن تلوتَه، وعملت به، وإلا فهو حجة عليك.

 

يغدو: أي يذهب باكرًا.

 

معتِقها: أي مخلِّصُهاببيعها لله بطاعته، فيعتقها من العذاب.

 

موبِقها: أي مهلكها ببيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها، أي يهلكها.

 

روى الإمام أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ»[2].

 

معاني المفردات:

نُورًا: أي بين يديه، مُغنيًا عن سؤال عن الصلاة.

بُرْهَانًا: أي دليلا على محافظته على سائر الطاعات.

 

ما يستفاد من الحديثين:

1- فضيلة الوضوء، وأنه يعدلُ نصف الصلاة.

2- فضل الحمد، والتسبيح، وأنهما يملآن ميزان العبد بالحسنات يوم القيامة.

3- فضيلة الصلاة، وأنها نور تمنع صاحبها من الوقوع في المعاصي.

4- فضيلة الصدقة، وأنها برهان للعبد يوم القيامة.

5- الحث على تلاوة القرآن، والعمل به، والتحذير من هجرانه، وترك العمل به.

6- الحث على طاعة الله، والتحذير من المعصية.

7- الحديث الثاني فيه تغليظ شديد، وتهديد عظيم لمن يتهاون في المحافظة على الصلاة؛ لأن هؤلاء المذكورين هم أشد أهل النار عذابًا.


[1] صحيح: رواه مسلم (223).

[2] حسن: رواه أحمد (6576)، وحسنه أحمد شاكر.

__________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني