النظامان الليبي والسوري.. شركاء في المذهب وفي الجرم
إبراهيم بن محمد الحقيل
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
خلال الثورات التي اشتعلت في الدول الإسلامية أظهر الحكام المخلوعون والذين هم في طريقهم للخلع قسوة كبيرة مع شعوبهم، وكأن الله -تعالى- أراد أن يفضح هؤلاء الحكام في آخر أيامهم في الحكم، ويظهر ما تكنه قلوبهم للناس من استهانة بدمائهم واسترخاص لأرواحهم؟
وكنت ولا زلت أعجب حين أرى بعض العقلاء يدافعون عن أحد هؤلاء المجرمين كما فعل بعضهم مع حسني مبارك مقارنا فعله بالقذافي، مستشهدًا بقلة من قتلوا في ثورة مصر بالنسبة لمن قتلوا في ثورة ليبيا، وكأننا في مزاد لذبح الناس يفوز فيه قتلة مجرمون لأنهم قتلوا أقل من غيرهم، ويتعامى أصحاب هذا التوجه عن حقيقة قرآنية تفيد أن من استحل قتل نفس معصومة واحدة فكأنه استحل دماء الناس كلهم {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]، ويغفلون عن أن المانع لهؤلاء الحكام المنزوعين من قتل الناس هو عجزهم، وإلا لو قدروا لأبادوا الشعب بأجمعه؛ فرشيد عمار وقف في وجه طاغوت تونس، وحيَّد الجيش، ثم حوله إلى حماية المتظاهرين، وحسني مبارك استخدم كل وسائل القتل والإرهاب من رصاص حي وقناصة ودعس بالسيارات وإرهاب بالطيارات واستئجار للمجرمين واللصوص بعد إطلاقهم من السجون وتوج ذلك بمعركة الجمل.. حتى وقف الجيش له بالمرصاد بعد الحياد فترة، وإني لأعجب ممن يدافع عن هؤلاء الذين سحقوا الناس وأذلوهم عقودا من الزمن، فينظر إلى ذلهم اليوم وينسى إجرامهم بالأمس وقبل الأمس وخلال سنوات..
بيد أن اللافت للنظر هو خروج مساري الثورتين الليبية والسورية عن الثورات التونسية والمصرية واليمنية في فداحة الجرم، وغزارة الدم، وكثافة القتل، وهذه المقالة تلقي الضوء على التشابه بين النظامين السوري والليبي، وعلى افتراق ثورتي ليبيا وسوريا عن باقي الثورات، وسبب ذلك أن النظامين السوري والليبي نظامان باطنيان اغتصبا الحكم من المسلمين، ودينهما غير دين الشعب:
فالقذافي باطني من أم يهودية لم يُظهر باطنيته إلا بعد الثورة الخمينية، ولم يدع لباطنيته ويجاهر بها إلا قبل سنوات، ووصل للحكم بانقلاب عسكري وهو صغير السن ورتبته العسكرية ملازم، وكان ذلك بترتيب وصنع الاستخبارات اليهودية والغربية، التي كانت تهدف إلى التمكين لشخصية متطلعة طموحة حاقدة على المجتمع الليبي؛ ليسهل ابتزازها وقمع الشعب بها، ومنع وصول الإسلاميين والشيوعيين للحكم، وقد وجدوا بغيتهم في الشذوذ العقلي للقذافي، كما ألقى الضوء على ذلك عدد من الكتاب الليبيين مثل الدكتور محمد المقريف وسليم الرقعي وغيرهما، وشهد على تمكين آياد أجنبية للقذافي حسين محمود الشافعي نائب جمال عبد الناصر ثم نائب السادات في شهادته على العصر (قناة الجزيرة) وهو ذو منصب سياسي كبير تصله المعلومات، كما أنه عاصر الفترة الانقلابية في ليبيا.
والقذافي أطاح بالسنوسي عام 1969م ولم يُظهر شيئا من باطنيته عشر سنوات إلى عام 1979م، لكنه في تلك الفترة أنكر السنة النبوية، ومعلوم موقف الباطنيين من السنة، وحين قامت الثورة الخمينية فرح القذافي بها فرحًا شديدًا، وأرسل رئيس وزرائه عبد السلام جلود مع خمسة وخمسين من كبار المسئولين الليبيين اجتمعوا مع الخميني وباطنيته اجتماعًا مغلقًا مطولاً، وألقى جلود خطبة طويلة كان منها قوله: "ونحن هناك في الجماهيرية متأثرون بالدولة الفاطمية وإن لم نكن شيعة فإننا أقرب الناس إليهم، والمذهب الشيعي أكثر تقدمية من المذاهب الأخرى". [1]
لكن القذافي أظهر ما كان يخفيه ودعا في العلن إلى قيام الدولة العبيدية، وتقويض الدول السنية في عدة خطب منشورة قال في بعضها: "إن الدولة الفاطمية الجديدة هي ملكنا.. هي تاريخنا.. هي إرثنا.. نحن صنعنا الدولة الفاطمية الأولى وسنصنع الدولة الفاطمية الثانية... هذه دولتنا قامت فوق هذه الأرض أقامها أجدادنا ونحن أولى بها وببعثها كلما تمكنا من ذلك".
وقال أيضًا: "أعتقد أنه في يوم ما إن شاء الله تقوم الدولة الفاطمية الثانية لكي تقلب الموازين".
وقال: "ونحن شيعة أهل البيت.. وقد ظهرت جماعات حتى من داخل العرب ليس من حقها أن تحكم المسلمين، ولكن بمساعدة الإنجليز ..ومساعدة الفرنسيس ..ومساعدة الدول الاستعمارية.. وأخيرًا الأمريكان.. وحتى الإسرائيليون يدعمون أعوانهم ويمكنونهم من الحكم".اهـ وواضح أنه هنا يريد أهل السنة.
وقال: "الأقليات التي الآن مطاردة في العالم الإسلامي هي بقايا الدولة الفاطمية، لو قامت الدولة الفاطمية مرة ثانية ستعود العزة والكرامة لهذه الأقليات المضطهدة، نسمع عن جماعات كثيرة: الإسماعيلية والنزارية والدروز والبهرة والزيديين والعلوية هذه الأقليات هي بقايا الدولة الفاطمية".اهـ
إذن فالقذافي صار يصرح بأنه عبيدي باطني ويسعى لإعادة الدولة العبيدية للقضاء بها على أهل السنة والتنكيل بهم كما نكل بأبناء ليبيا.
وأما نظام الأسد فجعل حزب البعث سلمًا له لبلوغ السلطة مع إخفاء باطنيته أيضًا حتى بلغها، ورسخ حكمه بممانعة إسرائيل والدول العربية في العلن، والله -تعالى- أعلم بما في الخفاء، ولا سيما أن الاستعمار الفرنسي كان يعلم أن أقوى الطوائف الباطنية في سوريا هي النصيرية، وأقام لهم أثناء الاستعمار دولة مناكفة لأهل السنة سماها دولة العلويين استمرت ستة عشر عامًا من 1920م إلى 1936م.
فلما تمكن حافظ الأسد النصيري من حكم سوريا بطش بالناس، وأذاقهم صنوف العذاب، فبدأ بالسنة لأنهم الأكثر وصفاهم من الجيش والأمن ومفاصل الدولة، ومكن لطائفته النصيرية من الإمساك بزمام الأمور، ويكفي أن نعلم أن الانقلاب الذي أتى بحافظ الأسد قام على أربعة ضباط هو واحدهم والثلاثة هم: صلاح جديد ومحمد عمران وعبد الكريم الجندي، وكلهم نصيريون عدا الأخير فهو إسماعيلي، وكان حافظ الأسد أكثرهم دهاء في إخفاء طائفيته، والتمكين للنصيريين دون ضجيج ولا دعايات ولا استفزاز للآخرين، بخلاف البقية الذين كانوا مستعجلين، وبعضهم بعد الانقلاب صار يظهر ما يبطن، كمحمد عمران الذي قال: "إن الفاطمية يجب أن تأخذ دورها"، وقد فسرها الباحث الهولندي نيقولاوس بأنه يريد: العلويين والإسماعيلية والدروز؛ لأنهم فاطميون في مقابل أهل السنة. [2]
لكن النصيريين لما استخدموا الإسماعليين والدروز والعلمانيين من أبناء أهل السنة في الانقلاب بشعارات حزب البعث تخلصوا منهم بعد ذلك، وأبعدوهم عن المواقع المؤثرة، وطوقوا الحكم لصالحهم، وفي هذا الشأن يقول سليم حاطوم وهو درزي من الضباط المؤثرين في الانقلاب وممن نكلوا بأهل السنة: "إن الروح الطائفية تنتشر بشكل فاضح في سوريا وخاصة في الجيش سواء بتعيين الضباط وحتى المجندين، وإن الفئة الحاكمة تعمد إلى تصفية الضباط والفئات المناهضة لها وتحل مكانهم من أتباعها في مختلف المناصب". فقد بلغت نسبة العلويين في الجيش خمسة مقابل واحد من جميع الطوائف الأخرى ومضى قائلاً: "إذا ما سئل عسكري سوري عن ضباطه الأحرار سيكون جوابه إنهم سرحوا وشردوا ولم يبق سوى الضباط العلويين. إن الضباط العلويين متمسكون بعشيرتهم وليس بعسكريتهم، وهمهم حماية صلاح جديد وحافظ الأسد. إن الاعتقالات الأخيرة شملت مئات الضباط من جميع الفئات إلا العلويين".اهـ [3]
ولسائل أن يسأل: بما أن النظامين الليبي والسوري باطنيان وقد تمكنا، فلم لم ينشرا المذهب الباطني أثناء حكمهما لليبيا وسوريا الذي زاد على أربعين سنة؟!
وهو سؤال وجيه يلبس به بعض العلمانيين على العامة ويشغبون به على الشرعيين، وجوابه يكمن في معرفة طبيعة المذاهب الباطنية؛ إذ إنها سرية، ومن أساساتها عقيدة الانتظار للإمام المعصوم أو المخلص في آخر الزمان، فهي ليست دعوات تبشيرية علنية، لكن أبناء هذه الطوائف الباطنية سواء كانوا علمانيين أم ملتزمين بدين الطائفة يسعون للنفوذ السياسي والاقتصادي لتعزيز مكانتهم، شأنهم شأن اليهود الذين لا يدعون إلى دينهم لكنهم يخترقون الدول ويتنفذون فيها، ولا سيما أن أصول هذه المذاهب الباطنية يهودية.
والانقلاب الإمامي الرافضي في إيران على عقيدة الانتظار هو خروج عن أصل من أصول الباطنية اتكأ فيه الخميني على ولاية الفقيه التي اخترعت في العهد الصفوي ثم حولها الخميني إلى واقع بإعلانه تصدير الثورة الخمينية باعتبار أنه نائب عن الإمام المعصوم المنتظر، واعترض كثير من علماء الإمامية على إجراءات الخميني فتخلص منهم بالتصفية أو بالسجن أو بالتخويف، أما الطوائف الأخرى فلا زالت تلتزم سرية المذهب، وتؤمن بعقيدة الانتظار، ولا تسعى في نشر مذهبها..
وأيضا فالقذافي دخيل على بلد لا أثر للفرق الباطنية فيه، وليس له أعوان في شأنه هذا ولو جامله بعض المتنفعين من السياسيين المقربين منه؛ ولذا لم تبدأ دعوته إلى إعادة الدولة العبيدية إلا متأخرة جدًا.
وفي سوريا كان بعض الضباط النصيريون المخلصون لمذهبهم يريدون فرضه على الناس، ونقل أهل السنة إليه بعد تسلمهم الحكم مثل ما فعلت إيران بعد ذلك، لكنهم اصطدموا بعقبة السرية التي يفرضها شيوخ الطائفة، ففي مناقشة دارت عام1963م بين سامي الجندي وزير الإعلام آنذاك، ورئيس الأركان اللواء صلاح جديد وكلاهما نصيري، اقترح الأول أن يقوم العلويون بنشر كتب عقيدتهم السرية كحل للعمل على الحد من الأفكار الخاطئة المتداولة -يريد مذهب أهل السنة- فرد عليه جديد بالقول:"لو فعلنا لسحقنا المشايخ" [4] يريد مشايخ النصيريين.
وأسس جميل الأسد (جمعية علي مرتضى) النصيرية عام1981م لتغيير عقيدة أو ما أسماه "علونة" البدو والمزارعين من الجزيرة والمناطق الصحراوية وشبه الجدباء من حمص وحماة بحجة أن سكان هذه المناطق كانوا في الأصل علويين واضطروا تحت ضغط السلطات العثمانية أن يصبحوا سنيين، وأحيانًا يسلح أعضاء هذه الجمعية عن طريق سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد، ويرهبون غير النصيريين وخاصة أهل السنة، لكن حافظ الأسد أمر بحل هذه الجمعية لعلمه بخطورتها في زعزعة نفوذه وإثارة أهل السنة عليه. [5]
فالنظام الليبي والسوري يتفقان في أن رأس السلطة في كليهما باطني، وحينئذ فلا غرابة أن يدعم القذافي حافظ الأسد في مذبحة حماة بالأسلحة والذخيرة والتأييد المعنوي، ولا غرابة أيضًا أن يرسل بشار الأسد سفينة محملة بالأسلحة والسيارات ذات الدفع الرباعي من ميناء طرسوس إلى ميناء طرابلس لوأد الثورة الليبية.
وبهذا أيضًا نفهم الموقف الإيراني الذي كان متحمسًا جدًا أثناء الثورة المصرية، ومحرضًا عليها بشدة في شبكاته الإعلامية في حين أنه سكت عن الثورة الليبية وعن ممارسات القذافي الوحشية رغم أن إيران تتهم القذافي بخطف إمام الشيعة موسى الصدر وقتله أو إخفائه. [6]
وفهم هذه الخلفية العقدية والتاريخية يعين على فهم واقع الثورات العربية؛ إذ نجحت في تونس ومصر بخسائر أقل، ولم تنجح في ليبيا إلا بخسائر فادحة؛ لأن القذافي كان يدرك نجاح الثورة ضده إن اشتعلت؛ إذ لا قبول له في داخل ليبيا لا مذهبيًا ولا قبليًا، وقد استفاد من سبق الثورتين التونسية والمصرية لليبية فاستعد بجلب سبعين ألفًا من الدول الإفريقية استأجرهم لذبح شعبه، ويقال: إن طيارين سوريين يقودون طائراته لقصف الليبيين، ولن ينتهي نظام القذافي إلا بالقضاء على المرتزقة المستأجرين أو تخليهم عنه، ولم يتورع القذافي عن فعل أي شيء في الانتقام من شعبه إذ لا شيء يربطه بهم..لا دين ولا أصل، ويجد في نفسه من الحقد عليهم ما يدفعه لإبادتهم، وقد صرح بأن من لا يريده فإنه يستحق الموت، ووصفهم بأنهم جرذان وحشرات.
أما نظام الأسد فيختلف قليلاً في أنه قد يتكئ في وأد الثورة على أبناء طائفته -وهم بين العُشر والعُشرين من مجموع السكان- لكن بفضل الله -تعالى- أن النصيريين المتنفذين في سوريا وخلال أربعين سنة دبت بينهم الفرقة، وصار بعضهم لا يثق ببعض، لأن عائلة الأسد لما ارتقت عليهم لتثبيت الحكم تنكرت لرموزهم بعد ذلك خوفًا من انقلاب أحد منهم عليها، كما أن عامة النصيريين في اللاذقية وما حولها كانوا يطمعون في نفوذ أكبر مما حصلوه فهم غير راضين عن عائلة الأسد. وأما الدروز والإسماعيلية والنصارى فهم ناقمون جدًا، وهذا يعزز نجاح الثورة بإذن الله -تعالى-، ومن المبشرات أن عددا من العشائر النصيرية أعلنت تبرأها من النظام السوري وهم عشائر الميلاتيّة والحداديّة والكلبيّة والحيدريّة في بيان صدر من التكتل السوري الموحد قبل أيام.
وعليه فإن من حسن السياسة لقادة الثورة السورية والمشاركين فيها من أهل السنة أن يقطعوا الطريق على الحكومة في إثارة الخلاف بينهم وبين الفرق الباطنية الموجودة على أرض سوريا؛ لأن النظام السوري في سبيل إنقاذ حكمه قد يلجأ إلى هذه الأساليب القذرة كما حاول حسني مبارك وحبيب العدلي إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر، ولا أظن أن أهل السنة في سوريا يغيب عنهم هذا البعد المهم.
والثورتان الليبية والسورية تتجهان للنجاح بإذن الله -تعالى- بعد سقوط مصراته في ليبيا، وبعد ثبات السوريين أمام إرهاب النظام النصيري الذي استعمل كافة أسلحته الناعمة والعنيفة ولم يستطع إخماد الثورة.
وبنجاح الثورتين يكون العالم الإسلامي قد تخلص من أسوأ نظامين عربيين باطنيين، وخاصة أن انتهاء النظام السوري سيكسر شوكة حزب الشيطان في لبنان، مما يكون سببًا لاشتعال الفرقة في داخل إيران؛ إذ إن إيران تنفق على تصدير الثورة70% من دخلها القومي بينما لا ينفق داخل إيران إلا30% ومظاهر الفقر بسبب هذه السياسة الثورية المذهبية بادية لمن يزورون إيران. وكثير من أبناء الشعب الإيراني متذمرون جدًا، فإذا فشل تصدير الثورة بقطع أقوى ذراعين لإيران في سوريا ولبنان فلا بد أن تتأجج نار الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين المشتعلة أساسًا، ولله -تعالى- ألطاف وتدابير لا يعلمها الناس،وكم من محنة أعقبها منح كثيرة {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
أسأل الله جلت قدرته أن يزيل النظامين الباطنيين في ليبيا وسوريا، وأن ينزل السكينة والنصر على المسلمين فيهما، وأن يتقبل قتلاهم في الشهداء، وأن يشفي جرحاهم، وأن يقوي عزائمهم، ويربط على قلوبهم، ويثبت أقدامهم، ويزلزل أرض أعدائهم، ويقذف الرعب في قلوبهم، إنه سميع قريب..
------------------------------------------
[1] وجاء دور المجوس:454، ومن براعة كاتبه في استشرافه للمستقبل أنه قال ص456: "فهل يعلن القذافي غدًا إنكاره للقرآن الكريم أم يعلن أن دعوته عبيدية شيعية...."الخ، فعلق على ذلك ناشر الكتاب في طبعة لاحقة قائلاً: فعلاً فقد امتد إجرام القذافي إلى القرآن الكريم فاقترح تعديل آياته.اهـ قلت: ودعا القذافي إلى قيام الدولة العبيدية..
[2] ينظر التقرير الوثائقي السوري: 64، عن الصراع على السلطة في سوريا.. الطائفية والإقليمية والعشائرية في السياسة 1995 -1961 م الدكتور نيقولاوس فان دام: 70.
[3] المصدر السابق: 93.
[4] ينظر كتاب البعث، سامي الجندي، ص144-145، دار النهار، بيروت، 1969م الأولى.
[5] ينظر: حوار حول سوريا، محمود صادق، ص79، الطبعة الأولى1993م، بدون دار طبع، وهو كتاب خطير جدا فيه أخبار عن تعذيب السجناء في سوريا يشيب من هولها الولدان.
[6] ومما يعزز ترابط المذاهب الباطنية أن موسى الصدر لما اختفى في ليبيا وزعم نظام القذافي أنه ذهب إلى روما على الخطوط الجوية الإيطالية فأجرت إيطاليا تحقيقًا وصلت فيه إلى أن الصدر لم يدخل إيطاليا: أبلغت الحكومة الإيطالية رسميًا بنتائج التحقيق كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وسوريا وإيران. فإذا فهمنا سبب إبلاغ لبنان وإيران فما دخل سوريا؟! مما يدل على أن الغرب يعامل الطوائف الباطنية ودولها على أنها تشكل وحدة مذهبية وإن اختلفت في التسمية والمذهب، في الوقت الذي لا يعامل فيه أهل السنة على أنهم أمة واحدة، وإنما يفرقهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.