هل نحن في غيبوبة؟! أم قد فارقتنا الحياة؟!
أحمد كمال قاسم
كلما أرسلت لشخص لا يعرفني تذكيرا بقضية فلسطين وواجب نصرتنا لها ولأهلها بكل ما نقدر عليه. في الغالب يسألني: هل أنت فلسطيني؟
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كلما أرسلت لشخص لا يعرفني تذكيرا بقضية فلسطين وواجب نصرتنا لها ولأهلها بكل ما نقدر عليه. في الغالب يسألني: هل أنت فلسطيني؟
أقول له: بل أنا مصري
يقول (في أحسن تقدير) : ربنا ينصرهم
هناك شعور بالانفصام بينهم وبيننا، حتى أن قضيتهم لم تعد قضيتنا، وصار كل ما نشعر به - على أفضل احتمال - هو التعاطف معهم، مجرد التعاطف العاري عن الإحساس بالمسئولية الحقيقية - دع عنك العمل لنصرتهم - نحوهم، لكونهم عربا، أو جيرانا، أو لكون من يحتلهم هو عـ.ـدو تاريخي لنا ... كل الاعتبارات إلا اعتبار أخــ.ـوة الديـ.ـن التي ينبغي يجمعنا في سياجها "حبل الله" المتين.
قال تعالى:
{﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَوَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَوَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدعونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَوَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاختَلَفوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾ } [آل عمران: ١٠٢-١٠٥]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«"تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى." »
وقال أيضا:
"والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ لا يُؤْمِنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ"
وقد قيل بحق:
* لماذا كانتِ القِبلَةُ في الإسلامِ إلا لتَعتادَ الوُجُوهُ كُلُّها أن تَتَحَوَّلَ إلى الجِهَةِ الواحدة؟
*لماذا ارتَفَعَت المآذِنُ إلا ليَعتادَ المُسلِمونَ رَفعَ الصَّوتِ في الحق؟
*أيُّها المُسلِمون! كُونوا هناك. كُونوا هناك مع إخوانِكُم بمَعنًى من المعاني.
---------------
مصطفى صادق الرافعي
إن أخوة الديـ.ـن - لمن كان له قلب سليم وعقل رشيد - هي أخوة أوثق وأقوى من أخوة النسب والدم. وما يوجع إخواننا في الدين إن لم يوجعنا نحن - كما أوجعهم - فهذا دليل لا ريب فيه أننا قد فقدنا البوصلة، وأننا - إن كنا ما زلنا أحياء - فنحن في غيبوبة.