عبادة انتظار الفرج

انتظار المغموم تفريج الله عنه بالصبر أفضل عبادته؛ وذلك لدلالته على حسن ظنه بالله، وعدم يأسه من روحه؛ فهو في كل آناته وساعاته مرتقب تفريج كربته، وزوال غمته.

  • التصنيفات: فقه العبادات -

 انتظار المغموم تفريج الله عنه بالصبر أفضل عبادته؛ وذلك لدلالته على حسن ظنه بالله، وعدم يأسه من روحه؛ فهو في كل آناته وساعاته مرتقب تفريج كربته، وزوال غمته.

وما أجدر المغموم بارتقاب تفريج الله عنه؛ فإنه المفرج لكل كربة بعد اليأس، والمفعل لكل خير بعد الإبلاس، فهو الذي صير النار على الخليل بردا وسلاما، وهو الذي فرج عن يونس فأخرجه من بطن الحوت إذ ناداه في الظلمات، وهو الذي أخرج الكليم من اليم وفلق له ولقومه البحر وأنجاهم من الكرب العظيم، وهو الذي أخرج يوسف من الجب وأخرجه من السجن، وهو الذي رفع عيسى ونجاه من القتل، وهو نجا رسوله من قومه إذ يمكرون به ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه، وكم؟ وكم؟

وبالجملة ما من بشر تحت أديم السماء إلا وقد وقع في كربة وكشَفَها الله -تعالى-، وما من أحد إلا وقد جرب هذا في نفسه.


وكم ليلة بت في كربــــــــة   **   يكاد الرضيع لها أن يشيب
فما أصبح الصبح حتى أتى   **   من الله فتح ونصر قريـب


اللهم إنا منتظرون تفريجك عن الدين؛ فقد هضمته أيدي المعتدين، وعن ضعفاء المسلمين؛ فقد افترسهم سباع الناعين، وسائلون لك أن تفرج كربتنا، وترحم غربتنا في الدين! ".

___________________________________

الكاتب: الصنعاني(ت 1182هـ).
التنوير 573/2