(15) اسجد واقترب
رضا الجنيدي
"كلما سجدتَ اقتربتَ من خالقك ووليِّ نِعْمتِك، وكلما اقتربتَ منه بعدتْ عنك همومُك، وهربت منك أوجاعُكَ، وصفت نفسك.."
- التصنيفات: تزكية النفس - نصائح ومواعظ -
اروِ قلبك:
إذا شعرت أن قلبك صار كَنَبْتةٍ ذابلة في صحراء مجدبة وقاحلة، فأسرِع وارْوِه بأمطار الحبِّ والطمأنينة والسلام.
اروِ قلبك بكلمات الله عز وجل، وستسعد حين تراه قد انتعش، وعادت إليه الحياة بعد طول سبات..
حتى موت القلوب له علاج، فلا تيأس!
اسجد واقترب:
كلما سجدتَ اقتربتَ من خالقك ووليِّ نِعْمتِك، وكلما اقتربتَ منه بعدتْ عنك همومُك، وهربت منك أوجاعُكَ، وصفت نفسك، واستكان قلبُكَ، واطمأنَّتْ رُوحُك؛ فاسجد واسجد، وأطل السجود لتقترب، فما أحوج قلوبنا إلى هذا الاقتراب!
مكانك على القمَّة:
السقوط لا يليق أبدًا بأمثالِك؛ فمكانك على القمَّة، تحرَّك واصعد نحو القمَّة، واحتفظ بحقِّك في التميُّز، فأنت حقًّا مميَّز.
حديثك وحديثهم:
إذا حدَّثوك عن الصِّعاب، فحدِّثْهم عن الإرادة وخيرات العمل، وإذا حدَّثوك عن سجون الهموم، فحدِّثهم عن نوافذ الأمل، وإذا حدَّثوك عن عتمةٍ تُدمِّر حياتهم، فحدِّثهم عن ضوءٍ في الصباح سينهمر، حدِّثْهم عن ربٍّ يحبُّ سماع أصوات عباده وهم يدعونه ليستجيب لهم.
القرار قرارك:
من عمق الفشل تُولَد الإرادة، ومن قلب الجراح، تُصنَع السعادة، ومن عتمة الليل ينبثق النور، فكلُّ ما هو مُحزِنٌ، يمكن أن تُخرج منه كل ما هو مبهج وضَّاء.
الأمر بيدك والقرار قرارك، إما أن تعيش غارقًا في الألم، وإما أن تنسج من جراحك وفشلك ثوب النجاح والسعادة والأمل، فماذا سيكون قرارُكَ؟!