إياك والمسكرات..

سالم محمد

إياك والمسكرات.. مقال قيِّم مستخلص من كتاب وصايا طبيب لمؤلفه: د.حسان شمسي باشا حفظه الله تعالى.

  • التصنيفات: قضايا الشباب -

 

إياك والمسكرات.. مقال قيِّم مستخلص من كتاب وصايا طبيب لمؤلفه: د.حسان شمسي باشا حفظه الله تعالى.

شرب المسكرات مشكلة يعاني منها الغرب، ويعاني منها البعض في بلادنا العربية والإسلامية، وإن ما يدعو إلى الأسف الشديد أن نشاهد ازدياداً في شرب الخمر في بلادنا الإسلامية، في الوقت الذي يدعو فيه الغرب إلى الابتعاد عن المسكرات.

تقول دائرة معارف جامعة كاليفورنيا للصحة ( طبعة ۱۹۹۹ ): ( يعتبر الخمر حالياً القاتل الثاني - بعد التدخين - في الولايات المتحدة. فشرب المسكرات في أمريكا سبب موت أكثر من مائة ألف شخص سنوياً هناك، والخمر وحده مسؤول عن أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في أمريكا ( والبالغة خمسين ألف شخص سنوياً). "

وليس هذا فحسب، بل إن الخمر مسؤول عن إصابة أكثر من نصف مليون شخص بحوادث السيارات في أمريكا في العام الواحد، وأما في البيت، فالمسكرات مسؤولة عن كثير من حرائق البيت، وسقوط شاربي الخمر على الأرض، أو غرقهم أثناء السباحة »

وتتابع دائرة معارف جامعة كاليفورنيا القول: ( والمسكرات لا تسبب المشاكل في البيت. . أو على الطرقات فحسب، بل إن خسائر أمريكا من نقص الإنتاج وفقدان العمل نتيجة شرب الخمر تزيد عن 71 بليون دولار سنوياً، ناهيك عن الخسائر التي لا تقدر بثمن من مشاكل نفسية وعائلية واجتماعية، ويحثُ الكتاب في الجرائد والمجلات الأمريكية الناس على عدم تقديم المسكرات قبل العشاء ـ أثناء حفلاتهم - وعلى أن يصادروا مفاتيح السيارات من المفرطين في شرب الخمر، حتى لا يقودوا أنفسهم إلى الموت !! ).

وتذكر موسوعة جامعة كاليفورنيا في مكان آخر: ( إنّ ثلث اليافعين في أمريكا يشرب المسكرات بدرجة تعيق نشاطه الدراسي في المدرسة، أو توقعه في مشاكل مع القانون. . وقد بدأ معظم هؤلاء الشباب شرب المسكرات قبل سن الثالثة عشرة من العمر ».

ويقول البروفسور ( شوكيت ) وهو بروفسور الأمراض النفسية في جامعة كاليفورنيا ومدير مركز الأبحاث المتعلقة بالإدمان على الكحول: ( إن 90٪ من الناس في الولايات المتحدة يشربون الخمر وإن 40 - 50٪ من الرجال هناك يصابون بمشاكل عابرة ناجمة عن المسكرات. وإن 10٪ من الرجال و 3 - 5٪ من النساء مصابون بالإدمان على الكحول.

ويقدر خبراء جامعة كاليفورنيا أن ١٥ مليون أمريكي يشرب أكثر من كأسين من البيرة ـ أو ما يعادلها من أنواع الخمر الأخرى يومياً، واستناداً إلى المعهد الوطني الأمريكي للإدمان على الخمر، فإن من يشرب مثل تلك الكمية يعتبر « مفرطاً في شرب المسكرات » « Heavy Drinker ) وأن 18٪ من هؤلاء يشرب أكثر من 4 كؤوس من البيرة - أو ما يعادلها - يومياً، وهذه الفئة مهددة بالإدمان الخطير على الكحول ».

هذا ما يجري في أمريكا، فماذا يحدث على الجانب الآخر من الأطلنطي - وبالخصوص بريطانيا ؟ تقول مجلة ( لانست » البريطانية الشهيرة: ( إن مئتي ألف شخص يموتون سنوياً في بريطانيا بسبب المسكرات » وذكرت المجلة البريطانية للإدمان ( British Journal of Addiction ) أن الخسائر الناجمة عن مشاكل الكحول الطبية بلغت 640 مليون جنيه استرليني في العام الواحد، وأن الخسارة الإجمالية الناجمة عن شرب المسكرات تقدر بـ (2000) مليون جنيه استرليني في العام الواحد ».

وذكرت هذه المجلة أيضاً أن 12%من المرضى الذين يدخلون المستشفيات في بريطانيا، يدخلون بسبب مشاكل ناجمة عن المسكرات ).

وعودة إلى أمريكا. . فحسْب ما جاء في كتاب «Cecil» الطبي الشهير: فإن الخسائر الكلية الناجمة عن مشاكل المسكرات في أمريكا بلغت ما قيمته 136 بليون دولار في العام الواحد ويقدر الخبراء أن ربع الحالات التي تدخل المستشفيات الأمريكية سببها أمراض ناجمة عن شرب المسكرات.

 فحذار. . حذار أيها المسلمون، قبل أن يستشري فينا الداء الذي يريده لنا الغرب، فالأفلام والمجلات الخليعة تدعو الناس صباح مساء في بلادنا العربية إلى شرب المسكرات عن طريق إبراز الفنانين والممثلين، وفي أيديهم كأس من المسكرات، أو عن طريق الدعايات والمقالات.

ويظن بعض الناس أن شرب قليل من المسكرات أمر لا بأس فيه، ولكن هذا غير صحيح، وقد نبهتْ على خطورته مجلة ( لانست » البريطانية فتقول في عدد صادر لها عام ۱۹۸۷: ( لقد تبين أخيراً أن معظم الوفيات والاختلاطات الناجمة عن الكحول تحدث عند الذين يظنون أنهم لا يشربون الكثير من الخمر، وعند أولئك الذين كان يظن أطباؤهم أن ما يتناولونه من المسكرات ما هو بالكثير، بل هو في حكم المقبول في عرف المجتمعات الأمريكية والأوربية ).

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليغفل عن ذلك، فقال حديثه المشهور: ما أسكر كثيره فقليله حرام.

وزعم البعض من الأطباء أن القليل من الخمر قد ينقص نسبة الوفيات من جلطة القلب، ولكن مقالاً رئيساً في مجلة ( لانست » البريطانية ( صدرت عام ١٩٨٧ ) فند هذه المزاعم، يقول كاتب المقال: ( إن ما يدعيه بعض الأطباء الكحول قد يكون مفيداً إذا ما أخذ بجرعات صغيرة إنما هو محض كذب وافتراء ).

ويقول أيضاً: ( إن الدراسة التي يستند إليها هؤلاء دراسة غير موثوقة ولا يعتد بها » ويتابع كاتب المقال القول: (وخلاصة القول إن على الأطباء أن يبلغوا الناس رسالة واحدة فقط وهي: أن الكحول ضار بالصحة ).

أنعجب بعد هذا كله من تحريم الإسلام للمسكرات ؟!! حتى للقليل منها !؟ ألم يقل رسول الإنسانية عليه صلوات الله وسلامه: كل مسكر حرام، وما أسكر الفَرْقُ فمل الكف منه حرام، ثم ألم يحذر رسول الله من الجلوس على موائد الخمر لأن ذلك قد يعرض صاحبها لمسايرة الجالسين، فربما ذاقها للمرة الأولى ثم تبعها جلسات وسكرات نهى رسول الله عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر: وإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ). ( ق ٣٧)

وحديثاً نشرت مجلة Drugs Exp Clin Res في عام ۱۹۹۹ دراسة تذكر فيها أن المادة التي يعزى لها التأثير المفيد في رفع مستوى الكولسترول المفيد، والموجودة في الخمر الأحمر وتدعى Resveratrol هي موجودة أصلاً في العنب الأحمر وبنفس الفعالية. ويضيف كاتب المقال ـ وهو يتحدث عما يجري في الغرب - لماذا نعرض الناس لأخطار الخمر والإدمان عليها من أجل احتمال حصول فائدة غير مؤكدة في الوقت الذي يمكن الحصول على هذه المادة من العنب الأحمر؟

وتحظر الجمعية الأمريكية لأمراض القلب الدعوة إلى شرب الخمر عند من لا يشربها، من أجل هذا السبب.