فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم [2]
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الجزء الثاني من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الثاني من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& الله سبحانه وتعالى يبتلى عباده أحيانًا بالمصائب, ليعلم من يكون صابرً ومن يكون ضجرًا, ولله سبحانه وتعالى في خلقه شئون.
& المؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير, وليس ذاك لأحد إلا المؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» ))
الشكر:
& الشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح.
&شكر القلب فأن يعترف الإنسان بقلبه أن هذه النعمة من فضل الله وحده وليست بحول المرء وقوته وأما شكر الله باللسان فالتحدث بهذه النعمة إظهارًا لفضل الله لا افتخارًا على عباد الله وأما الشكر بالجوارح فأن يقوم...بالعمل الصالح بجوارحه
ابتلاء العاصي بأمراض تحرمه من التمتع بالطيبات:
& قد يُحرم الإنسان من الطيبات لا تحريمًا شرعيًا, ولكن بما يُصابُ به من الأمراض التي تجعله لا بد أن يمتنع عن بعض المأكولات والمشروبات...فقد يبتلى الإنسان العاصي بأمراض تمنعه من التمتع بالطيبات التي أحلها الله له.
سجود الشكر:
& مشروعية...سجود الشكر عند تجدد النعم...يكبر الإنسان ويسجد ويقول سبحان ربي الأعلى, سبحانك الله ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي, ثم يثني على الله بما أنعم به من هذه النعمة, ويشكره عليها, ثم يرفع بدون تكبير ولا تسليم
النصر:
& نحن لو صدقنا الله عز وجل, لهيأ لنا من أسباب النصر ما لا يخطر على البال.
& ينبغي للإنسان إذا نصره الله ويسر له أسباب النصر ألا يغتر بنفسه, وألا يعجب بعمله, بل يسأل الله المغفرة. مغفرة الذنوب, حتى لا يشمخ ويتعالى, ويترفع.
من اعتقد أن أصل بني آدم قردة:
& من اعتقد أن أصل بني آدم قردة, فإنه مُكذب بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين, فإن قالها عن جهل لكونه عاش في بيئة لا تعلم سوى ذلك, فإنه يُعلّم فإن أصرّ على ما كان عليه صار كافرًا.
& إن لم يقلها عن جهل بأن كان مقيمًا في بلاد المسلمين الذين يقرءون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يكون كافرًا بجرد قوله: إن بني آدم أصلهم قردة, لأن هذا تكذيب صريح لما عُلِمَ من دين الإسلام
الإيمان والعمل الصالح يطرد الخوف ويُطردُ الحزن:
& الإيمان والعمل الصالح يطرد الخوف ويُطردُ الحزن في الدنيا والآخرة, ولهذا كان أشرف الناس صدرًا, وأنعمهم بالًا, وأشدهم طمأنينة, أي: أشدهم طمأنينة في القلب هم المؤمنون العاملون عملًا صالحًا.
عدم الاتعاظ بالآيات الكونية:
&بعض الناس بعد ظهور الآيات لا يزداد إلا كبراً وعناداً فتجد من آيات الله ما يظهر ظهوراً بيناً سواء أكانت هذه الآيات من الأمور الفلكية أو الأرضية، أو الواقعة بين الناس فإن كثيراً من الناس لا يهتم بها، ولا يذكرها إلا على سبيل أنها واقعة فقط.
& عند كسوف الشمس أو خسوف القمر لا نجد كثيراً من الناس يتأثر أو يقبل على المساجد، ليفعل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة.
& عند حصول الزلازل والفيضانات والعواصف الشديدة لا نجد كثيراً من الناس يهتم بها، ويقلق منها، ويخشى أن يصاب بمثلها، بل لا يذكرونها إلا على أنها حوادث وقعت وكأنها-كما يقولون-كوارث طبيعية، لا يلتفت إليها.
& نجد كثيراً من الناس تقع بينهم الحروب والفن، ويعتدي بعضهم على بعض بالقتل والنهب وانتهاك الحرمات ومع هذا لا يعدونها شيئاً يُذكر بل يذكرونها على أنها حوادث تاريخية، وليست من الآيات التحذيرية التي يحذر الله بها العباد.
& تجدهم بعد أن تزول هذه الكوارث وهذه الحوادث العظيمة يرجعون إلى غيِّهم، بل ربما يرجعون إلى أكبر من غيهم، نسأل الله السلامة.
الدعاء بطول العمر على الطاعة:
& ينبغي لمن دعا لشخص بطول العمر أن يقرن ذلك بطاعة الله فيقول: أطال الله عمرك في طاعته, لأن طول العمر بدون طاعة لا يفيد الإنسان شيئًا.
ذكر الداء والدواء:
& ينبغي لمن ذكر الداء أن يذكر الدواء...ينبغي للداعية إذا ذكر الداء والأمراض التي في المجتمع أن يذكر لهم الدواء وطريق الخلاص منها, حتى يجمع بين الأمرين.
الانتفاع بالموعظة:
& الموعظة إنما ينتفع بها المتقون, لقوله تعالى: {﴿ وَمَوۡعِظَة لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾} [البقرة:66] فمن ليس بمنتقٍ فإنه لا ينتفع بالموعظة, وكلما كان الإنسان أتقى لله كان أوعى للموعظة وأكثر انتفاعًا بها, وشاهد هذا ظاهر في المحسوس.
العقل عقلان:
عقل إدراك، وعقل تصرف، فعقل الإدراك هو الذي يترتب عليه التكليف، ويكون في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وأما عقل التصرف، فهو ما يحصل به الرشد، وهو حُسن التصرف في أفعال الإنسان وأقواله، وهذا خاص بمن آتاه الله الحكمة.
عمر الإنسان حقيقة:
& عمر الإنسان حقيقة ما أمضاه في طاعة الله, وليس عمر الإنسان ما طال, فإن الإنسان قد يكون قصير العمر, ولكن يجعل الله في عمره بركة, ينتفع بنفسه وينتفع غيره, كما يوجد من بعض العلماء الذين عمروا قليلًا, ولكنهم خلفوا خيرًا كثيرًا للأمة
من أعظم أنواع السحر:
& من أعظم أنواع السحر التفريق بين الرجل وزوجته...وهذا ما يسمى بالعطف والصرف...فيصبح يرى زوجته وكأنها من أعدى أعدائه أو العكس, وهذا من أشد أنواع السحر إيذاء وضررًا.
لجوء المسحور إلى الله تعالى:
& ينبغي للمسحور أن يلجأ إلى الله تعالى وأن يسأله رفع ما نزل به بصدق وإخلاص وضرورة...وقد يكون لجوء الإنسان إلى الله في الحال التي يصاب فيها بالسحر, وشدة تضرعه إليه من أقوى الأدوية تأثيرًا إن لم يكن أقوى الأدوية تأثيرًا.
الرجوع إلى الكتاب والسنة:
& قال الله تعالى: {﴿ فإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾} [النساء:59] لم يأمرنا الله تعالى بالرجوع إلى الله ورسوله إلا لأننا سنجد الحل الشافي الكافي في الرجوع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
& ما ضرَّ الأمة وأوجد عندها المشاكل التي لا منتهى لها إلا غفلتهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لا ينسب الخطأ للجميع إذا وقع من بعضهم
& إذا وقع الخطأ من بعض قوم, فإنه لا ينسب الخطأ إلى الجميع, بل العدل أن يشار إلى أن هذا الذي حصل إنما كان من فريق منهم, لئلا يلحق العار جميع القوم مع براءة بعضهم منه.
الحذر من مكر الكفار:
& الحذر من مكر الكفار من اليهود والنصارى...لا تغتر بما يبذلونه لنا من حلاوة اللسان, وإظهار انشراح الصدر بنا لأنهم إنما يفعلون ذلك من أجل خير عائد عليهم
& الحذر من كيد الأعداء ومخادعتهم لأنهم يودون أن يردونا كفارًا فإنهم لم يألوا جهدًا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
الإخلاص والمتابعة في العبادة:
& من قام بالعبادة على هذا الوجه: الإخلاص والمتابعة, فإنه لا خوف عليه في مستقبله, ولا حزن عليه في ماضيه, لأنه سوف يصل إلى النعيم والسعادة.
& من لم يتعبد لله بهذين الشرطين: الإخلاص والمتابعة, فإنه يحل به الخوف والحزن, الخوف في المستقبل, والحزن في الماضي
أهل مكة عليهم شكر نعمة الله عليهم أكثر من غيرهم:
& مكة وإن لم تكن بلدًا زراعيًا, تُجبي إليها ثمرات كل شيء من كل قطر, فأهلها آمنون, وبالعيش راغدون, فكان يجب عليهم من طاعة الله أكثر مما يجب على غيرهم, شكرًا لله تعالى على هذه النعمة.
الأمن والإيمان:
& الإيمان بالله واليوم الآخر من أسباب الرزق والأمن, وكلما كان الإنسان أقوى إيمانًا بالله واليوم الآخر كان أكثر آمنًا.
سؤال الله الذرية الصالحة:
& ينبغي للإنسان أن يسأل الله له عقبًا صالحًا, لقوله: {﴿ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسۡلِمَةً لَّكَ﴾} [البقرة:128] وهذا كقول إبراهيم: {﴿ رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ ﴾ } [إبراهيم:40]
حكم الله الكوني لا يمكن رده:
& حكم الله الكوني لا يمكن لأحد مخالفته, ولا مضادته, ولا معارضته, ولهذا نجد أن الفيضانات العظيمة والعواصف المدمرة, والصواعق المحرقة تنزل على أعظم دولة وأقواها صناعة, واقتصادًا, وسلاحًا, وتدمر ما شاء الله أن تدمر ولا يملكون ردها.
الحرية الحقيقية:
& العبودية لله عز وجل هي الحرية الحقيقية, وأما من تحرر من عبودية الله فقد استرق للشيطان.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ