أحاط باليهود الفساد من كل جانب، وأخذ عليهم الشيطان كل سبيل
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}[النساء: 51].
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}[النساء: 51].
تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: {أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، لتعلم أن مجرد الانتساب للدين مع مخالفة أحكامه، وتعدِّي حدوده، وانتهاك محارمه، لا يغني عن صاحبه شيئًا، ثم تأمل كيف وصف الله تعالى أولئك اليهود بتلك الصفات الثلاث: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ}، وهو: السِّحْرُ، وهو دليلٌ على نبذهم شريعة الله تعالى وراء ظهورهم؛ كما قَالَ تَعَالَى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} [البقرة: 101، 102].
{وَالطَّاغُوتِ}، وَيُؤْمِنُونَ الطَّاغُوتِ، وَهو كلُ ما عُبِدَ من دون الله ورضي بذلك، وهذا دليلٌ على فساد إيمانهم، وذلك لِما توارثوه عن أجدادهم الذين قال الله تعالى عنهم: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}[البقرة: 93].
{وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51]، ويقولون للوثنين عُبَّادِ الأصنامِ: أنتم أهدى سبيلًا من محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، وهذا دليلٌ على فساد فطرتهم، حتى رأوا الكفرَ إيمانًا، والإيمانَ كفرًا، والباطلَ حقًّا، والحقَ باطلًا، والمنكرَ معروفًا والمعروفَ منكرًا؛ وذلك لأنهم قومٌ بُهت، كما قال أعرف الناس بهم عبد الله بن سلام وكان كبير أحبارهم.
أحاط بهم الفساد من كل جانب، وأخذ عليهم الشيطان كل سبيل.
______________________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب