نُحِبُّكَ
نُحِبُّكَ حِيْنَ أَنْقَذْتَ البرايا - وخَلَّصْتَ القُلوبَ من الحُثال - وسَاوَيْتَ الوَرَى عَبْدًا وحُرًّا - وسُسْتَ النَّاسَ بالعَدْلِ الزُّلالِ
- التصنيفات: الشعر والأدب - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -
نُحِبُّكَ فـوقَ مرْقاةِ الخَـــيــــــــــــــــــالِ *** وفوقَ مَعاجِمِ اللُغَةِ الحَــــــــــــــوالي
نُحِبُّكَ لم نَجِدْ وَصْفًا مُحيطًــــــــــــــــــا *** بآياتِ الكمالِ مع الجَمـــــــــــــــــــالِ
حُبِيتَ من الشَّمائِلِ طَيِّبــــــــــــــــــــاتٍ *** مُضَمَّخةً بخالصَةِ الخِصــــــــــــــــالِ
نُحِبُّكَ كالسَّحائبِ هاطــــــــــــــــــــلاتٍ *** بأَنْداءِ المكارمِ والسِّجــــــــــــــــــــالِ
وأُعْطِيْتَ الجوامعَ واضحـــــــــــــــــاتٍ *** وضوحَ الشَّمْسِ تَسْمُو والهِــــــــــلالِ
وطابت باسْمِكَ الدُّنْيا وأَمْســـــــــــــــى *** أَذانُ الحَقِّ عنوانَ الوِصــــــــــــــــالِ
وهذي الأَرْضُ قد صارت طَهــــــــــــورًا *** إِذا صَلَّيْتَ لَبَّت في اِبْتَهــــــــــــــــال
نُحِبُّكَ للهدى قد جاءَ يُحْيِــــــــــــــــــي *** رَمِيمَ الأَنْفُسِ الشُّحِّ البوالــــــــــــــي
نُحِبُّكَ حِيْنَ أَنْقَذْتَ البرايـــــــــــــــــــــا *** وخَلَّصْتَ القُلوبَ من الحُثـــــــــــــال
وسَاوَيْتَ الوَرَى عَبْدًا وحُـــــــــــــــــــرًّا *** وسُسْتَ النَّاسَ بالعَدْلِ الــــــــــــزُّلالِ
أَنارت بِعْثَةُ الهادي قُلُوبًــــــــــــــــــــــــا *** قدِ امْتلأَت بأَوْضارِ الضَّــــــــــــــلالِ
كشَمْسٍ ذَوَّبت ثَلْجَ الليالـــــــــــــــــــــي *** وأَظْهرَتِ الدَّفِينَ من اللآلــــــــــــــي
فسَالَت أَنْهُرٌ واخْضَرَّ كَــــــــــــــــــــــوْنٌ *** ودَرَّت بالنَّدى ذاتُ الفِصـــــــــــــــالِ
وقُطْبَا الظُّلْمِ قد صُعِقَا بِبَــــــــــــــــــرْقٍ *** تَلأْلَأَ فوقَ سارِيةِ العوالــــــــــــــــــي
فَبَيْنا هُمْ يَرُومُونَ الأَمانـــــــــــــــــــــي *** تَفاجَأوا بالمنايا والصِّيـــــــــــــــــــالِ
نُخَلِّصُهم ونُرْجِعُهُم عِبــــــــــــــــــــــادًا *** لِتَنْخَفِضَ الجِباهُ لذي الجــــــــــــــلالِ
بِلالٌ كان في الجَهْلاءِ عَبْـــــــــــــــــــدًا *** فطالَ لَدى الأَذانِ على الطِّــــــــــــوالِ
وسَلْمانُ الذي قد ضَاقَ ذَرْعًـــــــــــــــــا *** بمُعْتَقداتِ أَزْمِنةٍ خَوالــــــــــــــــــــــي
يَجِيءُ إِلى الجزيرةِ مُسْتَظِــــــــــــــــلًّا *** بأَنْوارِ النُّبوَّةِ والظِّـــــــــــــــــــــــــــلالِ
وياسرُ صابرٌ فَدّى حَبِيبًـــــــــــــــــــــــا *** بما مَلَكَتْ قُواهُ وبالعِيـــــــــــــــــــــــالِ
جُيُوشُ الكُفْرِ من شَتَّى النَّواحــــــــــي *** تُحَشّدُ بالعَتادِ وبالرِّجـــــــــــــــــــــــالِ
قُوَى الشَّرِّ اسْتمالت كلَّ بــــــــــــــــــاغٍ *** لِتُطْفِئَ كَوكبًا بَيْنَ الليالـــــــــــــــــــــي
فما صَمَدَت أَمامَ الحَقِّ يَومًـــــــــــــــــا *** ولا نالت سِوى سُوءِ المــــــــــــــــــــآلِ
تَغَشَّاهم هوانٌ ثُمَّ وَلَّـــــــــــــــــــــــــوا *** يَرومُونَ النَّجاةَ من القتــــــــــــــــــــالِ
وكم فِئَةٍ فوارسُها قَلِيْــــــــــــــــــــــــلٌ *** أَطاحَت بالخَميسِ لَدى السِّجـــــــــــالِ
هو الإِيْمانُ يَجْلُو كُــــــــــــــــــــــلَّ رَانٍ *** ويَبْعَثُ في النُّفُوسِ أَعَزَّ حـــــــــــــــالِ
فيَرْمي مَن رَمَى باِسْمٍ تعالــــــــــــــــى *** ويَصْلُحُ بالهِدايةِ كُلُّ بـــــــــــــــــــــــالِ
وهذي الأُمَّةُ السَّمْحاءُ تَكْبُــــــــــــــــــو *** ولكنْ لا تَمُوتُ ولا تُبالــــــــــــــــــــــــي
فمن خَلَلِ الرَّمادِ تَهُبُّ أَقْـــــــــــــــــوَى *** وتَنْفضُ كُلَّ أَرْدِيَةِ الخَبــــــــــــــــــــــالِ
لكم يَومٌ عَصِيْبٌ لا يُجــــــــــــــــــارَى *** تُحَشْرجُ فيْهِ أَعْناقُ الرِّجــــــــــــــــــــالِ
وما هذا على المَولى مُحــــــــــــــــالٌ *** ولكنَّ البَقاءَ من المُحــــــــــــــــــــــــــالِ
إِذا كَلَّت مَطايانا بعَصْـــــــــــــــــــــــرٍ *** فمن أَهْلِ العَمالةِ والكــــــــــــــــــــــــلالِ
ذُكورٌ لا الرُّجولةُ تَرْتَضِيهــــــــــــــــــم *** ولا الدِّينُ الحَنِيفُ ولا المَعالــــــــــــــــي
نِعالٌ يَحْتَذِيها ذُو سِبــــــــــــــــــــــالٍ *** وتَأْبَى الوَصْفَ أَرْذالُ النِّعـــــــــــــــــــالِ
كِلابُ حِراسةٍ وضِباعُ لَيْــــــــــــــــــلٍ *** وأَزْيارُ الملاهي والليالــــــــــــــــــــــــــي
فَخُذْهُمْ أَخْذَ مُقْتَدَرٍ عَزِيــــــــــــــــــزٍ *** وخَلِّصْنا من الرِّمَمِ البوالـــــــــــــــــــــــي
هُمُ الأَعْداءُ فاخْذلْهم جميعًــــــــــــــا *** ووَلِّ خِيارَنا أَهْلَ الخِصــــــــــــــــــــــــالِ
لقد ضاقت بنا الأَحْوالُ فالْطــــــــــفْ *** وبَدِّلْ حالَنا بأَعَزِّ حــــــــــــــــــــــــــــــالِ
ملايينٌ بَنو الإِسْلامِ لكــــــــــــــــــــنْ *** غُثاءُ مُجلْجلٍ وسَـــــــــــــــــــــــــرابُ آلِ
وغَزَّةُ وَحْدَها رَفَعَت جبينًـــــــــــــــا *** إِلى المَولى بصادقةِ الفعـــــــــــــــــــــــالِ
فحَيَّهَلا على أَسْنى جِهــــــــــــــــــادٍ *** تَسامى بالشَّهادةِ للأَعالــــــــــــــــــــــــــي
ولو كُنَّا جَمِيعًا ما رَضَخْنـــــــــــــــــا *** لأَشْرارِ الخلائقِ والــــــــــــــــــــــــــــرِّذالِ