ولسوف يعطيك ربك فترضى

محمد سيد حسين عبد الواحد

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى أن نتخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى.. 
الله تعالى رحيم فكن رحيما،  الله تعالى كريم فكن كريما،  الله تعالى صبور فكن صبورا

  • التصنيفات: السيرة النبوية -



أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه وتعالى { ﴿ وَٱلضُّحَىٰ ﴾  ﴿ وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ﴾ ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾﴿ وَلَلْءَاخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلْأُولَىٰ ﴾ ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ ﴾ }  . 

أيها الإخوة الكرام:  قبل أيام كنا نتحدث عن درس مستفاد من الحديث عن الإسراء والمعراج،  وهو بيان أنه قد يكون الألم نعمة،  لأن الألم يولد من رحم هذا الألم، ولأن النور يولد من رحم الظلام، ولأن المنحة تولد من رحم المحنة،  ولأن العسر يأتي بعده اليسر... 

أما يومنا هذا فالحديث عن درس آخر مستفاد من الحديث عن الإسراء والمعراج وهو أن الله طيب خاطر رسوله صلى الله عليه وسلم،  وسرّى عن قلبه، وفرج عنه همّه، وكشف عنه كربه، بالإسراء والمعراج.. 

فالفترة التي وقعت فيها حادثة الإسراء والمعراج كانت في مكة، كانت بعد الخروج من الحصار الظالم الذي ضربته قريش على المسلمين في شعب أبي طالب، ومنعوا عنهم فيه الطعام والشراب وحاصروهم لثلاث سنوات، وكانت الإسراء والمعراج قبل الهجرة بسنوات قليلة، وكانت بعد وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها،  وبعد وفاة أبي طالب، وبعد خروج رسول الله إلى الطائف وبعد العودة منها وقد آذته ثقيف أذية بالغة، فكانت الإسراء والمعراج ( متنفساً ) في أصعب الفترات التي مرّت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام... 

في يوم (أحد) في العام الثالث من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، غزت قريش المدينة، وقُتل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، قتلتهم قريش، ومثَّلت قريش بأجساد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، قطعوا آذانهم، وجدعوا أنوفهم،  وبقروا بطونهم، واستخرجوا أحشاءهم، وخلُصت قريش في يوم أحد إلى رسول الله غير مرة، قذفوه بالحجارة حتى سقط شقه صلى الله عليه وسلّم،  وأصابوا شفته السفلى، وكسروا رَباعيته، وأصابوه في رأسه،  وضربوه على عاتقه، وأسقطوه بالحفرة،  وأسالوا دماءه صلى الله عليه وسلّم، وأشاعوا أنهم قتلوه عليه الصلاة والسلام، أحد أصعب المواقف التي مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم المواقف التي جرت على رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم أحد،  لكنه لم يكن الأشد.. 

أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت:   «يَا رَسولَ اللهِ، هلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ »
فَقالَ عليه الصلاة والسلام : «يا عائشة  لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ وَكانَ أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ( كنانة بْنِ عبدِ يَالِيلَ بنِ عبدِ كُلَالٍ) فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ» ..

و( كنانة بْنِ عبدِ يَالِيلَ بنِ عبدِ كُلَالٍ) هو سيد من سادات ثقيف وكانت ثقيف تسكن الطائف،  فأتاه رسول الله فدعاه إلى الإسلام فلم يجبه،  فعرض عليه أن يؤويه ويحميه حتى يبلغ رسالة الله فلم يجبه،  بل سخر منه وأغرى به السفهاء فآذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سالت دماء النبي صلى الله عليه وسلم على أرض الطائف..  وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً إلى مكة.. 
رجع مهموماً محزوناً،  لا يدرى أين يضع قدميه من شدة الحزن.. 

هذه الحال وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه لعائشة رضى الله عنها قالت:  يَا رَسولَ اللهِ، هلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ 
فَقالَ عليه الصلاة والسلام : ي «ا عائشة  لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ وَكانَ أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ( كنانة بْنِ عبدِ يَالِيلَ بنِ عبدِ كُلَالٍ) فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ» ..
قال صلى الله عليه وسلّم: «فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ علَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعَالِبِ،( جبل بين مكة والطائف) قال: فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بسَحَابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ عليه السلام ، فَنَادَانِي، فَقالَ يا رسول الله : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَما رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، قالَ عليه الصلاة والسلام: فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بأَمْرِكَ، فَما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أَصْلَابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا» .. 

هذا الموقف العصيب ينضم إلى موت خديجة الزوجة الصالحة،  وإلى موت أبي طالب العمّ الشفيق ، وإلى سفاهات قريش التي واجهت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم..  لنتصور حالة كبيرة من الحزن والهم والغم سكنت قلب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت.. 

تطييباً لنفس النبي عليه الصلاة والسلام،  وإيناساً لنفسه، وتنفيساً لهمِّه، وتسرية عن قلبه عليه الصلاة والسلام كانت الإسراء وكان المعراج  .. 

قالت الإسراء والمعراج بلسان الحال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا كان أهل الأرض في الأرض قد آذوك فإن أهل السماء في السماء ينتظروك.. 

قالت الإسراء والمعراج بلسان الحال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم،  أنت خاتم النبيين، وأنت إمام المرسلين.. 

قالت الإسراء والمعراج بلسان الحال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أنت صاحب المقام العالي عند رب العالمين، ستصل وستسمع وسترى ما لم يصل إليه وما لم يره وما لم يسمعه غيرك يا رسول الله، أقسم على ذلك اللطيف الخبير سبحانه وتعالى.. 

{﴿ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴾﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴾﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ ﴾﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ ﴾﴿ عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ ﴾﴿ ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ ﴾﴿ وَهُوَ بِٱلْأُفُقِ ٱلْأَعْلَىٰ ﴾﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴾﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴾﴿ فَأَوْحَىٰٓ إِلَىٰ عَبْدِهِۦ مَآ أَوْحَىٰ ﴾﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ ﴾﴿ أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴾﴿ وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾﴿ عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ ﴾﴿ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰٓ ﴾﴿ إِذْ يَغْشَى ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ  ﴿ مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴾﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰٓ ﴾} .. 

أحد أهم <المغازي> من وراء الإسراء والمعراج أن يخرج رسول الله من حالة الحزن التي سكنت قلبه،وقتلت فرحته وخنقت ابتسامته، من أهم الكنوز المستفادة من الإسراء والمعراج بيان أن [الجبار] سبحانه وتعالى شاءت قدرته وحكمته أن يجبر خاطر النبي محمد صلى الله عليه وسلّم،  شاءت قدرة الله تعالى أن يذهب همّه، أن يفك كربه، شاءت رحمة الرحمن سبحانه وتعالى أن يُسعد رسوله، وأن يُسري عن قلبه، فكانت الإسراء والمعراج، وهذا من كرم الله تعالى،  وهذا من الإنعام والإحسان الذي عهده رسول الله صلى الله عليه وسلّم من ربه سبحانه وتعالى أقسم على ذلك اللطيف الخبير سبحانه وتعالى فقال {﴿ وَٱلضُّحَىٰ ﴾  ﴿ وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ﴾ ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾﴿ وَلَلْءَاخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلْأُولَىٰ ﴾ ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ ﴾}  . 

من بين ما ورد عند تفسير هذه الآيات ماورد في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَلا قَوْلَ إبْراهِيمَ عليه السلام : {﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُۥ مِنِّى ۖ وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ } ثم تلا قول عِيسَى بن مريم عليه السَّلامُ:   {﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ}} .. 
فَلما فرغ منهما رَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، وبَكَى صلى الله عليه وسلّم، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، ورَبُّكَ أعْلَمُ، فَسَلْهُ ما يُبْكِيكَ؟ 
فأتى جِبْرِيلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَسَأَلَ رَسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رسول الله إن الله يقرؤك السلام ويقول لك وهو أعلم ما يبكيك؟
فقال صلى الله عليه وسلّم يا جِبْرِيلُ قرأت قول أبي إبراهيم عليه السلام   {﴿ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُۥ مِنِّى ۖ وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾} وقرأت قول أخي عيسى عليه السلام {﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ} } فبكيت خوفاً على أمتي فرجع جبريل إلى ربه فأخبره وهو سبحانه وتعالى أعلم بما قال رسوله،  فقال الله تعالى يا جِبْرِيلُ ارجع إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ له : إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ.

 الله سبحانه وتعالى يعفو ويصفح لأنه الجبار،  يتجاوز عن السيئات لأنه الجبار، يستر العيوب، لأنه الجبار، ويرحم ويتوب لأنه الجبار  
  {﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾}

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجبر كسرنا وأن يرحم ضعفنا وأن يصلح أحوالنا إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.. 

الخطبة الثانية 
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى أن نتخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى.. 
الله تعالى رحيم فكن رحيما،  الله تعالى كريم فكن كريما،  الله تعالى صبور فكن صبورا،  والله سبحانه وتعالى جبار يجبر المنكسرين وينصر المستضعفين فتخلق بأخلاق الله تعالى تسعد في الدنيا والآخرة.. 

قال الله تعالى {﴿ مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ }
تخلق بأخلاق الله تعالى فالراحمون يرحمهم الله عز وجل.. 

تخلق بأخلاق الله تعالى فمن ستر مسلما ستره الله تعالى،  ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.. 
قال النبي صلى الله عليه وسلم : المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ. 

وقال عليه الصلاة والسلام: « مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ» .

وفي الختام ولأنه ليس من الحكمة تأخير البيان عن وقت الحاجة فبعد أيام قليلة يهل عليها شهر شعبان وشهر شعبان هو أحد أفضل الشهور عند الله تعالى وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. 
هو شهر مغفول عنه وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى: 
قال أسامة بن زيد يا رسول الله ما رأيتك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟! 
فقال صلى الله عليه وسلّم ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وبين رمضان،  وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم...

 أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكتب لنا ولعموم المسلمين في هذه الأيام المباركة نصراً تقر به أعيننا ويشف الله به صدور قوم مؤمنين إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير..