بيان الشيخ عبد الله السعد حول أحداث دماج
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
سم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد، أنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي (رحمه الله تعالى) من العلماء المشهورين، وقد قام داعيًا إلى الله تعالى في بلاد اليمن، ففتح الله عليه وبارك في دعوته، فحصل بدعوته خيرٌ كثيرٌ بفضل الله تعالى، من نشرٍ لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقمعٍ للبدع والخرافات، وخبره في ذلك مشهور معلوم.
وإنَّ من آثار دعوته: أن أنشأ مركز دار الحديث بدماج في محافظة صعدة، يستقبل فيه طلبة العلم من اليمن وخارجها، وبعض طلاب العلم معهم أهاليهم، فانتفع بهذا المركز طلابٌ كثيرون، فكان لهم أثر أيضا في محاربة البدعة ونشر السنة هنالك، وكانوا سدًا منيعًا أمام الرافضة من حوثيين وغيرهم.
واليوم هؤلاء الحوثيون الرافضة يحاصرون قرية دماج بما فيها هذا المركز حصارًا شديدًا، فمنعوا دخول القوت الضروري إليهم، وقتلوا قنصًا عددًا من طلاب العلم.. في تعاملٍ هو من تعاملات اليهود، وقد قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].
ولا يخفى شر الحوثيين الروافض، وخبث مقاصدهم وعظيم فتنتهم، وقد كتبت في بيان شرهم كتابًا تحذيرًا للأمة منهم.
وعلى هذا، فيجب على أهل الإسلام والسنة في اليمن جميعًا أن يسارعوا في نصرة إخوانهم، نصرة تفك عنهم الحصار، وتردع هؤلاء الأشرار، وتقطع طمعهم في المعاودة لهذه البلدة أو غيرها من بلاد اليمن، فإنكم إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد الله أعلم به، وفي هذه النصرة لهم قيام بحق الولاية التي عقدها الله تعالى بين المؤمنين كما في قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:71].
والوصية لنا جميعًا: بتقوى الله سبحانه، والاعتصام بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك النجاة في الدنيا والآخرة.
وكتبه: عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الرياض
هـ 15/1/1433