من شعبان انطلق إلى رمضان
أبو الهيثم محمد درويش
استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين عن زيد بن خالد الجهني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» » [صححه الألباني].
- التصنيفات: ملفات شهر شعبان -
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كل صاحب شأن في هذه الحياة ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بالاستعداد الجيد والإعداد المتقن للفوز بمسارات الحياة، فالطالب المجتهد يستعد قبل الاختبار بما يليق بمثله، والتاجر الناجح يستعد قبل مواسم التجارة بما يستطيع من أسباب النجاح.
وأغلى سلعة في حياة الإنسان الممتدة إلى الآخرة هي سلعة الله، ألا إن سلعة الله غالية إلا إن سلعة الله الجنة.
ومن أكبر مواسم الفوز بالجنة شهر رمضان، ففيه مغفرة وعتق وفوز كبير بأعالي الجنان، وقد يكون هو الخطوة الكبرى في حياتك تجاه باب الجنة.
ونحن في شعبان لازالت الفرصة سانحة للاستعداد والتهيئة والتشمير.
هيا نبدأ بالتوبة:
التوبة أداة ماحية لكل ما اقترفت الأيدي والقلوب من آثام، مهما كبر الذنب فالله أكبر، ومهما عظم الجرم فالله أعظم.
ولنصلح من النيات: بالإخلاص لله قبل كل عمل ولنتاجر مع الله بنياتنا في كل كبير وصغير من الاعمال.
هيا بنا نصل الأرحام المقطوعة:
ولو بكالمة هاتفية للسلام والاطمئنان، حتى لو قطعوك فليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل من وصل من قطعه.
عود نفسك من الآن على عدم التخلف عن صلاة الجماعة:
فما أخسر من اختار أجراً واحداً وترك سبعة وعشرين.
حافظ على أذكار الصباح والمساء:
فهي حصن وبركة لك طوال اليوم بلا مجهود يذكر سوى دقائق من الذكر ينشرح لها الصدر.
إياك أن تهجر القرآن:
اجعل لك ورداً يوميا تلتزم به ولو نصف جزء، ولن يستغرق منك وقتاً طويلاً، وما أكثر ما نضيع من أوقات، وحتى تبدأ يومك بقوة فنصيحتي أن تلتزم بوردك بعد صلاة الفجر وأذكار الصباح، فما أجمل أن تبدا اليوم بصلاة الفجر في جماعة، وبعده أذكار الصباح، وبعده ورد القرآن.
حتى تسهل عليك التراويح من الآن تعود على القيام ولا تقطعه حتى تلقى الله .. «إنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَقُصُّونَهَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ فِيهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شَاءَ اللَّهُ، وأَنَا غُلَامٌ حَديثُ السِّنِّ، وبَيْتي المَسْجِدُ قَبْلَ أنْ أنْكِحَ، فَقُلتُ في نَفْسِي: لو كانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ ما يَرَى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلتُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فأرِنِي رُؤْيَا، فَبيْنَما أنَا كَذلكَ إذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ، في يَدِ كُلِّ واحِدٍ منهما مِقْمعةٌ مِن حَدِيدٍ، يُقْبِلَانِ بي إلى جَهَنَّمَ، وأَنَا بيْنَهُما أدْعُو اللَّهَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ في يَدِهِ مِقْمعةٌ مِن حَدِيدٍ، فَقالَ: لَنْ تُرَاعَ، نِعْمَ الرَّجُلُ أنْتَ، لو كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ. فَانْطَلَقُوا بي حتَّى وقَفُوا بي علَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هي مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، له قُرُونٌ كَقَرْنِ البِئْرِ، بيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بيَدِهِ مِقْمعةٌ مِن حَدِيدٍ، وأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بالسَّلَاسِلِ، رُؤُوسُهُمْ أسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِن قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا بي عن ذَاتِ اليَمِينِ. فَقَصَصْتُهَا علَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ، علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَقالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذلكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ» . [الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري]
استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين عن زيد بن خالد الجهني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» » [صححه الألباني].
تصدق بشكل يومي في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان فتدخل فيمن قيل فيهم في الحديث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً»» [صححه الألباني]