استقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع
الدعاءَ فهو كنز عَظيم، وسلاحٌ مَتين، ورابطة بينك وبين الله، لا وسيط فيها ولا دخيل، لا تَستسلم للأقدار، فالله سبحانه على كلِّ شيء قدير: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
«وَاسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ»، فنبيُّكم صلى الله عليه وسلم أراد من خلال هذه النصيحة أن يُذكِّر الأمة بعبادة عظيمة، هذه العبادة هي من أجلِّ العبادات، هذه العبادة هي سبب لتفريج الهموم، وتنفيس الكروب، وانشراح الصدور وتيسير الأمور، هذه العبادة هي سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفع البلاء بعد نزوله، هذه العبادة سبب في نجاة صاحبها من النار والعذاب الأليم يوم القيامة، إنها عبادة الدعاء والتضرُّع.
ولذلك لو تصفحت كتاب الله تعالى ستجد أن الله تعالى قد تحدث عن هذه العبادة في أكثر من ثلاثمائة آية، كل ذلك ليُنبِّه الأمة على أهمية هذه العبادة في حياتها وبعد مماتها.
هذا سيدنا يونس عليه السلام، هذا النبي الذي أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام، ولكنه لم يستجب إليه أحد قط، فغضب عليهم وتوعَّدهم بنزول العذاب عليهم، ثم تركهم وذهب مغاضبًا إلى الشاطئ، وهناك التقمه الحوت، كما قال تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إلى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 139 - 142]، فلما أصبح في بطن الحوت انقطعت صلته بالمخلوقين جميعًا، لا ولد، ولا زوجة، ولا أهل، ولا أصحاب، وأصبح في ظلمات ثلاث: (ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت)، وفي تلك الظلمات نادى سيدنا يونس عليه السلام، تضرع إلى الله عز وجل بالدعاء، قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، فسمعت الملائكة صوت سيدنا يونس عليه السلام، فقالت الملائكة: يا رب صوت معروف، من عبد معروف، لا ندري أين مكانه؛ لأن صوته معروف كان يُسبِّح دائمًا، الملائكة لم تعرف في أي قارة، هل هو في إفريقيا، أم في آسيا، أم في البحر أم في النيل أم في دجلة؟ لكن الله تعالى يدري أين هو، يدري بالزمان والمكان: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59]، فقال لهم الله تعالى: أَمَا تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قَالُوا: لَا يَا رَبِّ، وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدِي يُونُسُ، قَالُوا: عَبْدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ وَدَعْوَةٌ مُجَابَةٌ، قالوا: يا رب، أو لا تَرْحَمُ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيَهُ مِنَ الْبَلَاءِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ فِي الْعَرَاءِ[3].
ولذلك قال تعالى في كتابه العزيز: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88]، فهل بعد كلام الله من كلام؟! وهل بعد هذا الوعد الإلهي من وعد؟! فالله تعالى عندما قال: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] كأنَّ الله تعالى أراد أن يقول للمسلم: يا مسلم، إذا وقعت في بطن حوت الأزمات، ووقعت في بطن حوت الابتلاءات، ووقعت في بطن حوت الأمراض والأسقام، ووقعت في بطن حوت الهموم والغموم، ووقعت في بطن حوت المشاكل والمصائب، فتضرع إلى الله تعالى كما تضرع يونس عليه السلام من قبل، ادْعُ الله في ظلمة الليل كما دعا يونس في ظلمات ثلاث، فإن فعلت ذلك استجبنا لك ونجَّيناك من الغم كما استجبنا ليونس ونجَّيناه من الغَمِّ {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88]؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ»[4].
بل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن أهمية الدعاء، ويُبين لنا أن الدعاء سبب في رفع البلاء بعد وقوعه، فقال صلى الله عليه وسلم قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة: «انْطَلَقَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إلى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُم: اللَّهُمَّ كَانَ لي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلا مَالًا، فَنَأَى بِي في طَلَبِ شيء يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ».
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِها، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فجاءتني فَأَعْطَيْتُها عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِها، فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْها قَالَتْ: لا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْها، فَانْصَرَفْتُ عَنْها وَهْي أَحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِى أَعْطَيْتُها، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا».
قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ، غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْــــرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْــــوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا عبدالله، أَدِّ إليَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيـــــــقِ، فَقَالَ: يَا عبدالله، لا تَسْتَـــــــــهْزِئْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ. فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْــــــرُكْ مِنْهُ شَيـــْئًا، اللَّهُــــمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِــــــغَاءَ وَجْـــــــهِكَ فَافــــــْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»[5].
فأنا من خلال هذه الخطبة أقول لك:
يا أيها المريض، يا من أقعدك المرض في الفراش، تضرَّع إلى الله تعالى في جوف الليل، يا أيها المدين، يا من أثقل الدَّيْن كاهلك، تضرع إلى الله في ظلمة الليل، يا أيها المهمــوم والمغمـــوم والمكروب، تضرع إلى الله وادْعُ بدعوة سيدنا يونس {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، يا أيها العقيم، يا من تبحث عن الذرية، تضرَّع إلى الله في جوف الليل، يا أيها المظلوم، يا من هضم الظالمُ حقَّك، تضرَّع إلى الله بالدعاء.
فنبيُّك صلى الله عليه وسلم يقـــــول: «إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُــــــمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ»[6]، ويقول أيضًا: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا»، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُها؟ فَقَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَها أَنْ يَتَعَلَّمَها» [7].
فلا تستهن بالدعاء ولا تستهزئ به.
أَتَهزَأُ بِالدُّعاءِ وَتَزدَريــــــــهِ *** وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَّيلِ لا تُخطِي وَلَكِن *** لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انقِضـــــاءُ
فالدُّعاءَ الدعاءَ؛ فهو كنز عَظيم، وسلاحٌ مَتين، ورابطة بينك وبين الله، لا وسيط فيها ولا دخيل، لا تَستسلم للأقدار، فالله سبحانه على كلِّ شيء قدير: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]
[1] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ- باب: (5/ 317)، برقم (3373).
[2] أخرجه أبو داود في كتابه المراسيل، كتاب الطهارة، باب في الزكاة، رقم: (105) مرسلًا، واللفظ له. ورواه الطبراني في الأوسط، رقم: (1963) والبيهقي، الزكاة، فصل فيمن آتاه الله مالًا من غير مسألة، رقم: (3279). قال المنذري في الترغيب والترهيب: «رُوِي مرسلًا ورُوِي متصلًا والمرسل أشبه، 1/301، رقم: (1112) وهو حديث حسن. والمرسل عند جمهور الفقهاء حجة شرعية.
[3] تفسير القرآن العظيم لابن كثير: (5/ 323).
[4] الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ- باب: (5/ 409) برقم (3505).
[5] صحيح البخاري، كتاب الإجارة - باب من استأجر أجيرًا فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد: (3/ 119)، برقم (2272)، وصحيح مسلم، كتاب الرقاق- بَاب قِصَّةِ أَصْحابِ الْغَارِ الثَّلَاثَةِ وَالتَّوَسُّلِ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ: (4/ 2099)، برقم (2743).
[6] صحيح البخاري، كتاب الإجارة - باب من استأجر أجيرًا فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد: (3/ 119)، برقم (2272)، وصحيح مسلم، كتاب الرقاق- بَابُ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْغَارِ الثَّلَاثَةِ وَالتَّوَسُّلِ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ: (4/ 2099)، برقم (2743).
[7] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ- باب: (5/ 448)، برقم (3556)، وقال الترمذيُّ: حسنٌ غريب، ورواه بعضُهم ولم يرفعْه. وصحَّحه الذهبي في كتاب ((العرش)): (ص:59)، وحسَّنه ابن حجر في ((الأمالي الحلبية)): (1/126)، وجوَّد إسنادَه الصنعانيُّ في ((العدة على الإحكام)) (3/36).
____________________________________________________
الكاتب: د. محمد جمعة الحلبوسي