نقائض عراق خامنئي
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
يظل عراق الاحتلالين الصليبي والصفوي نبعًا لا ينضب للمضحكات المبكيات، وأحدثها -وهو لن يكون آخرها في المدى المنظور- احتفاء أهل الفلوجة برحيل قوات الغزو الأمريكي عن العراق، وفي الوقت ذاته تطبيل عملاء قم للانسحاب الأمريكي من بلاد الرافدين باعتباره إنجازاً (وطنيًا) حققوه..! وتلكم مفارقة ينطبق عليها قول الشاعر: "هذا كلامٌ له خبئ" معناه: ليست لنا عقولُ.
فأهل الفلوجة رمز لمقاومة باسلة سطرها أهل السنة وحدهم ضد الغزاة، الأمر الذي يبيح لهم الابتهاج بانقشاع غيمة الاحتلال الصليبي لوطنهم الجريح، أما غاصبو المنطقة الخضراء فلا يستطيع عاقل أن يفهم العرس الذي نصبوه بهذه المناسبة، فهم جاؤوا على متن الدبابات الأمريكية الغازية، وتسلقوا إلى التسلط على رقاب العراق والعراقيين بصفقة صفيقة بين (بريمر والسيستاني) مثلما يعلم الكافة، وكما أورد وزير دفاع الغزو (دونالد رامسفلد) في مذكراته.
وبحسب قول العامة: "مجنون يحكي وعاقل يسمع..!" فنقائض العراق الصفوي لا تكف عن التدفق، وبخاصة في القضايا الكبرى، كالموقف من الربيع العربي في سوريا، فنور المالكي -الطاغية الوكيل- يحذر من حرب طائفية مدمرة إذا سقط نظام بشار الأسد..! وبعبارة صريحة: (فالمهم بقاء نظام الشام التابع للسيد المشترك في طهران، وألا يأتي نظام وطني في سوريا).
مع أن الإشارة الضمنية إلى سيطرة الأصولية عليها ليست سوى تعبير عن الحقد الصفوي الرهيب من مجرد أن يتم إنصاف أهل السنة هناك من تسلط أقلية عائلية تتدثر بعباءة طائفية، وإلا فإن القوى الرئيسية في المعارضة السورية تصر على تأسيس نظام مدني بديل، وليس حكمًا دينيًا بمعنى يشبه ولاية الفقيه المجوسية، ولا ينسى المالكي المتعصب لرافضيته أن يعرض وساطته بين بشار والشعب السوري الثائر على ظلمه..!
كيف لا وهو يملك جميع مؤهلات الوسيط النزيه: دعمه المالي لبشار بمليارات الدولارات، بينما يعيش ملايين العراقيين بلا ماء نظيف ولا كهرباء..! وكذلك النفط المجاني وتسهيل وصول فرق الموت التابعة لمقتدى الصدر إلى الشام لتسهم في ذبح السوريين بعد أن قتلت أعدادًا من العراقيين لا يعلمها إلا الله تعالى.
المالكي -العميل المزدوج لواشنطن وطهران- يرفض أن يكون للأكثرية السنية في سوريا أي مشاركة في صنع القرار السوري، يصيبه الخرس عندما يقوم سيده خامنئي بتعيين ولي فقيه خاص بالعراق هو (آية الله هاشمي شاهرودي) يمثل الولي الأصيل في إيران، ويعتبر بمثابة المندوب السامي للاحتلال الصفوي غير المعلن، هذا في العراق الذي نجح الاحتلالان في الترويج لخرافة أن أكثر مواطنيه شيعة.
وحتى موفق (الربيعي) سيئ الصيت خرج من سردابه ليحذر من أن سقوط بشار سوف يزعزع أمن العراق..! أجل.. هؤلاء العملاء الذين كانوا على مدى سنوات يتهمون نظام آل الأسد برعاية الإرهاب وتدريب الإرهابيين إلى العراق، أخذوا يبشرون بنقيض ما كانوا يدعون إليه بالأمس..! وهذا ما اضطر شريكهم الأصغر (عبد الغفور السامرائي) -الذي نصبوه رئيسًا للوقف السني- اضطره إلى تذكيرهم بماضي الأسد مع العراق، ومسؤوليته عن الإرهاب هناك.
فالذين حملتهم دبابات (بوش الصغير) إلى مواقع الهيمنة على العراق ونهب ثرواته -من رافضة وخونة كرد- يعارضون اليوم بشدة التدخل الأممي الإنساني لإنقاذ الشعب السوري من نيرون دمشق، ولو بإقامة منطقة آمنة تحت مظلة الأمم المتحدة، وبدون أن تطأ قدم أي أجنبي أرض سوريا..!
والمسمى رئيس جمهورية العراق: (جلال الطالباني) يخاف من بديل لبشار يكون غير ديمقراطي. كذا والله..! ولو صدق (طالباني) مع نفسه لتعين عليه نقل نظام بشار الديمقراطي لحكم العراق فالسوريون لا يستحقونه!
ولا يفوتنا الوقوف عند مهازل المجرم (مقتدى الصدر) ولقبه العراقي: (أبو الدريل) -أي: المثقاب الكهربائي الذي كان وسيلته المفضلة لقتل أهل السنة العزل- فهذا الخائن من رأسه حتى أخمص قدميه يتهم الشعب السوري البطل بالعمالة لأمريكا، وذلك ليبرر تدفق خنازيره لنجدة بشار الأسد، الذي باع أبوه الجولان لليهود وتولى حراسته، ثم ورثه ابنه في الكرسي وفي حماية الصهاينة في هضبة الجولان المحتلة، ولم يرد ولو برصاصة يتيمة عندما طارت طائرات اليهود فوق قصره، وعندما دمرت مفاعل الكُبَر، وعندما قتل عملاؤهم حبيبه الهالك: (عماد مغنية..).
فالناس يعلمون اليوم من هو الشريف حقًا ومن هو العميل، فقد سقطت سائر أكاذيب الممانعة والمقاومة المزعومة.