التربية بالقدوة
سهام علي
وهذا أمر لا خلاف عليه فالأبناء يقلدون الآباء وذلك من الأمور الخطيرة بحيث يتحمل الآباء تبعة ذلك أمام الله.
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
وهذا أمر لا خلاف عليه فالأبناء يقلدون الآباء وذلك من الأمور الخطيرة بحيث يتحمل الآباء تبعة ذلك أمام الله.
وقد سُئلت فتاة صغيرة على أعتاب البلوغ عن سر الجفوة بينها وبين أمها فقالت أن أمها لا تفي بوعودها كما أنها تطيل المكوث في الدروس الشرعية مهملة رعايتها ورعاية أخواتها، كما أنها تغدق الكثير من الهدايا لصديقاتها غير مبالية بمتطلبات بناتها الأساسية، فهذه الأم قد قدمت نموذجًا سيئًا لبناتها، فعدم الوفاء بالوعد آفة من آفات النفاق في السلوك، وعدم رعاية أبنائها والاهتمام بالدروس الشرعية التي هي أحد مظاهر التدين أمام الآخرين على حساب رعاية الأسرة يعد نفاق في العقيدة، والنفقة لحساب الصداقة والمعارف على حساب متطلبات البنات تضييع لهم سواء كانت هي المسئولة عن النفقة لغياب الزوج أو مسئولة عنها نيابًة عن الزوج و «"كفى بالمرءِ إثمًا أن يضَيِّعَ من يَقُوتُ» "
كما في الحديث الراوي : عبد الله بن عمرو(المصدر : سنن أبي داود رقم [1692])
هذا بخلاف حرصها الشديد على حفظ القرآن وتحفيظ بناتها متجاهلةً أن حفظ القرآن نافلة وأن تطبيقه فريضة، فإن كان الله سبحانه قد أمر المؤمنين بالتأسي بالنبى صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى : " {قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } ﴿٢١﴾"(الأحزاب:21)
وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أن خلقه كان القرآن .
والأدهى و الأمر هو دفع البنات لحفظ القرآن بأسلوب غير تربوي على الإطلاق وهو عقد المقارنات بينهم وبين أبناء الآخرين بدلًا من تقديم نفسها لهن كنموذج طيب لحفظة القرآن.
فماذا قدمت تلك الأم من جوهر الدين لبناتها غير الولع بالشكليات والمظاهر التي هي مدعاة للتفاخر والتباهي دون بذل أقل جهد لتعليم بناتها الدين الحق الذي يبدأ بالجوهر كما في الحديث «(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)»
الراوي : عمر بن الخطاب (المصدر : صحيح البخاري رقم 5200[1])
وأن الإخلاص أهم شئ في العلاقة بالله وأن الله جعل الرياء من محبطات الأعمال، كما جعل الدين حياة كاملة شاملة وليست مجموعة من الشعائر قد تصدق وقد لا تصدق وإنما يصدقها أداء حقوق كل العباد بلا استثناء والأقربون هم أولى بالمعروف فما بالنا بسائر حقوق الأبناء وعلى رأسها الإحسان في التربية وتقديم القدوة الحسنة .
وقد كان من الممكن التماس العذر لمثل هذه الأم لو كانت تجهل فقه الأولويات لكن كيف مع كل هذا الوقت لحساب الدروس الشرعية هذا فضلا عن توجيهات الكبار مرارًا وتكرارًا لكنه الهوى
قال تعالى :{"أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ "} (الجاثية:23)
نسأل الله السلامة