بلد ميادين صحيح
خالد الشافعي
كان الله في عون أبناء الحركة الإسلامية الشرفاء، الذين كانوا هم (وقلة من غيرهم) كانوا هم الثوار قبل أن يكون ثوار، وكانوا هم الميدان قبل أن يكون ميدان، كان الله في عونهم ...
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
كان الله في عون أبناء الحركة الإسلامية الشرفاء، الذين كانوا هم (وقلة من غيرهم) كانوا هم الثوار قبل أن يكون ثوار، وكانوا هم الميدان قبل أن يكون ميدان، كان الله في عونهم أمام كل هذا التربص والتخوين وتصيد وتضخيم الأخطاء، كان الله في عونهم أمام كل هؤلاء الخصوم، ثم كان الله في عونهم أمام كل هذا الجحود والعقوق.
أتذكر أول مرة استدعيت فيها لأمن الدولة، فاتصلت بضابط هناك لي به معرفة ليخفف شدة اللقاء الأول، فقال لي: يا عم خالد هو أنت لازم تكون مسلم بيافطة؟ كانت جملة بليغة، ودون أن يقصد ومن حيث لا يدري جعلني أشعر أن لي قيمة، وأنني صاحب قضية... وأنني شخص صاحب مبادئ أعرض نفسي للبطش لأجلها، دون أن يقصد جعلني أشعر بأن اللحية لها قيمة لم أكن أنتبه إليها، جعلني أشعر أنني على الطريق الصحيح.
نعم أيها الضابط المسكين! أحب أن أكون (مسلم بيافطة)، نعم أحب أن أتبجح بإسلامي، أتذكر كم مرة نزلت من الميكروباص لأجل لحيتي، كان الرجل يشير إلى من زجاج الميكروباص لأترجل ولم يسألني قط هل أنا مسلم، وكذلك لم يسألني أحد قط منذُ أعفيت لحيتي عن ديني فقد كان ذلك واضحًا من اللافتة، أقصد من لحيتي وسمتي.
أتذكر كم مرة تعرضت للتمييز بسبب انتماءي، تذكرت عشرات الألوف من أبناء الحركة الإسلامية خلال الخمسين عامًا الأخيرة قبل أن يكون ثوار وقبل أن يكون هناك ميدان وقبل أن تصبح الثورية فسحة في الميدان وفي الشوارع المحيطة به لالتقاط صورة للذكرى أو الظهور في فضائية.
تذكرت ألوفًا من الإسلاميين الذين قضوا تحت تعذيب فوق طاقة البشر، تذكرت أزمانًا لم يكن فيه أحد يخلخل في الطواغيت ويلخلخ في عروشهم ويأكل من منسأتهم إلا أبناء الحركة الإسلامية، تذكرتهم اليوم وأنا أرى هذا الجحود من الثوار ومن سحرة الإعلام.
تذكرته وأنا أسمع هذه التهمة المتهافتة عن أين كنا؟ وعن ركوب الثورة، وعن خيانة دم الشهداء، مع أن أصحاب هذه التهم كانوا يشاهدون الشهد والدموع وسنبل بعد المليون وذئاب الجبل، ويتسمرون أمام الشاشات لمتابعة الليجا والبوندزليجا، حين كنا تحت القمع والترويع.
أسوأ ما في الموضوع أن الناقمين على مواقف التيار الإسلامي، ليسوا فقط يكفرون العشير، بل يكفرون بوثن الحرية، ويجعلون الاختلاف في الرأي يفسد للود كل قضية، خصومنا يرفعون المبدأ (البوشي) من ليس معنا فهو علينا.