كنزي هو الأقوم

سهام علي

فالكنوز تسمى كنوزًا لعظمة قيمتها من حيث الكم والكيف والمرء يحيا عمره كله يحصر قيمتها وغالبا لا يستطيع
وكلما مر الزمن وزادت الفتن نزداد معرفة بقيمة هذا الدين الرائع.

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -

 

هذه قصة شهيرة عن رجل أراد بيع منزله فجاء بمن يصيغ له إعلانًا عن هذا البيت و يُرغِب الناس في شرائه ،فذكر ميزات هذا البيت بالتفصيل فلما قرأ ذلك مالك البيت فوجئ بميزات كثيرة في بيته نسيها بحكم الألف والتعود وأدرك أن ببيته ميزات قد لا يجدها ببيت آخر ،فعدل عن قرار البيع وقرر الاحتفاظ ببيته وهو قرير العين بعد أن أدرك القيمة الحقيقية لبيته التي غفل عنها وكاد أن يفرط فيه.

طبعًا أنا لا اقارن نفسي بصاحب البيت لأني أدرك جيدًا قيمة كنزي الذي هو ديني .

فالإسلام كنز لا يدرك قيمته كثير منا إلا بعد أن يقارن بين حياة المسلم الحق وبين حياة غيره .

فالمسلم الحق يحيا حياة آمنة مطمئنة لأنه يشعر بحماية القوي القدير وقد قال تعالى {"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ‎"} (الرعد:28)

وشعائر الإسلام كلها من صلاة وصيام وحج وذكر بل وزكاة كلها تقوده إلى هذا الشعور بالأمن والسكينة ولن ندخل في تفاصيل ميزات الدين الإسلامي حيث لا يكفي لذلك كتابة المجلدات.

فالأشياء الحسية من نظافة ونظام وحسن إنفاق ومحافظة على المال والوقت ناهيك عن الأمور المعنوية من حسن خلق وحسن تعامل مع البشر بكل أنواعهم والتخلص من كل أمراض القلوب من غل وحقد وحسد كل هذه الأمور توجه دافة المسلم نحو خير البشرية في الدنيا وحسن الجزاء في الأخرة.

و قد كان الدافع الأساسي وراء كتابة هذه الكلمات هو شغفي بالإطلاع على قصص المسلمين الجدد وبمعنى أصح العائدين إلى الإسلام حيث أن المرء يولد مسلمًا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ» )

[الراوي : أبو هريرة (المصدر : صحيح البخاري  رقم [1385])]

 

ومع كل قصة أجد لمحة جديدة أو قديمة متجددة من مظاهر عظمة الإسلام، فكما ذكرت أنفًا أني أعلم جيدًا قيمة ديني، فالكنوز تسمى كنوزًا لعظمة قيمتها من حيث الكم والكيف والمرء يحيا عمره كله يحصر قيمتها وغالبا لا يستطيع

وكلما مر الزمن وزادت الفتن نزداد معرفة بقيمة هذا الدين الرائع.

اللهم ارزقنا الثبات وحسن الخاتمة ولا تحرم من يستحق من عبادك هذا الفضل العظيم.