صبراً جميلاً إخواننا في سورية
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تحية إجلال مكللة بدعاء لكل مواطن سوري شريف ثائر أبى يخضع للظلم والقهر والإذلال، تحية إجلال وإكبار لكل أم فقدت ابنها في هذه الثورة المباركة، تحية إجلال وإكبار لكل قطرة دم سالت تدافع عن حرية هذا الشعب العربي الكبير، لا شك بأن ما يدور في شوارع سوريا هي انتفاضة شعب ضاقت صدورهم من ظلم نظام دكتاتوري مستبد كتم على أنفاسهم عقود طويلة من الزمن توارثته عائلة متسلطة ظالمة عاثت في الأرض فساد قتلت الشرفاء من أبناء سوريا وسجنت الآلاف منهم ممن يطالبون بحرية المواطن السوري والظفر بحياة كريمة دون إذلال أو استعباد.
سوريا هذا القطر العربي العريق الذي كان له دوراً فاعلاً في نشر الدين الإسلامي فكان مهد الثقافة ومنبع العلم والجهاد في سبيل الله ونقطة تحول جوهرية في نهضة المواطن العربي ثقافياً واجتماعياً وسياسياً طبعاً هذا كله قبل أن يخضع لحكم عائلة "الأسد" التي غيرت سمات هذا الوطن وأذلت شعبه وأعانت الأعداء على النيل من مكتسباه وسهلت تغلغل أعداء الأمة ومهدت لهم الطريق للنيل من لحمتنا العربية، وجميعنا يعلم بأن حزب الله ما كان ليكن لولا الدعم والتسهيلات من قبل النظام السوري العميل لدولة إيران التي سعت في البلدان العربية بالفساد وزعزعت أمنها، بالمقابل دأب النظام السوري الفاسد على تشكيل درع وحماية للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين العربية الإسلامية وأمن لهم الحماية طوال عقود من الزمن، ويعلم الجميع بأن الجيش السوري يقدر عدد أفراده بما يقارب 400 ألف جندي أي رابع جيش في العالم من حيث عدد الجنود مع ذلك لم يقم هذا الجيش الجرار بأي محاولة لاستعادة ارض الجولان المحتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 ولم يقف في وجه هذا العدو اليهودي الغاشم الذي شرد أبناء فلسطين وعاث فيها دماراً فقتل مئات الآلاف من أبنائها وهود الأرض الفلسطينية المسلمة واعتدى على المقدسات على مرأى ومسمع الجميع، ولكن ما عسانا أن نرجوه من نظام قمع شعبه وزج بكل ناشط في غياهب السجون؟!!
أما اليوم فقد انتفضت سوريا وأعلن الشعب السوري رفضه لهذا النظام "فلا خضوع ولا استعباد بعد اليوم" فسوريا حرة أبيه لن يحمها إلا سوري مخلص لوطنه ولأبناء وطنه يجري في دمه حب العروبة ويتألم لألمها ويفرح بفرحها، سوريا اليوم لن تخضع لمن وجه أسلحته لصدور أبنائها وهجر أهلها، سوريا اليوم لن تكون لعبة في يد أعداء ألامه العربية ولن تكون بعد اليوم درع واقي لعدونا اللدود (إسرائيل) ولا بقرة حلوب لغيرها من الأحزاب الإرهابية وستعود سوريا إلى كنف الوطن العربي الواحد، وستسهم في رد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وطننا العربي المسلم فلا مكان للخونة ولا مكان لعملاء إيران والمدافعون عن إسرائيل.
إلى ارض الشام العربية التي كانت وستبقى ثغر الإسلام ومنبع الحضارات ومصنع الرجال الذين نشروا الدين الإسلامي في بقاع الأرض وحُطمت تحت أقدام خيولهم وبقوة سيوفهم أعظم الممالك والإمبراطوريات وقهروا بقوة إيمانهم إمبراطورية فارس وأخضعوها تحت حكم الإسلام بالقوة والإرادة الإسلامية العربية، رسالة اعتزاز وافتخار بمن ضحوا بأرواحهم في سبيل الحصول على حريتهم وحرية وطنهم وتحية إجلال وإكبار إلى أولئك الذين يقفون بوجه أسلحة النظام السوري البائد مطالبين بحقوقهم المشروعة لا تخيفهم نيرانه صامدون في وجه الظلم والاستبداد.
ما يدور اليوم في سوريا وباقي الدول العربية وخاصة منطقة الخليج العربي (مهد الإسلام ومبعث أعظم خلق الله محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) والعراق وسوريا الحرة الأبية ولبنان إنما هو انتقام مما فعله العرب من قهر دولة فارس والتاريخ يعيد نفسه فالحقد الدفين في قلوب الفرس على إمبراطوريتهم المجوسية يجعلهم اليوم يزعزعون ويدعمون كل ما من شانه تفكيك الصف العربي الواحد وإضعاف قوة العرب وإشعال الفتن بين أبناء الوطن العربي، هكذا هم الحاقدون الكارهون للعرب ولدين الإسلامي الذي انتشلهم من عبادة الأوثان وعبادة النار إلى عبادة رب العباد ولكن اليوم علينا التصدي لهذه المطامع الصفوية الإيرانية في جزيرة العرب الهادفة إلى إضعاف المواطن العربي في جميع الأقطار العربية، ولكننا اليوم والشعب السوري خاصة أدركنا من يقف خلف هذا الظلم والطاغوت الذي كتم على أنفاس السوريين سنوات طوال فالجم الأفواه ورمل النساء ويتم الأطفال وعاث في الأرض فسادا فلم يكن حال الشعب السوري أفضل مما يعيشه أبناء الأحواز (عربستان) في إقليم الأحواز العربي المحتل من قبل إيران والذي ينكل بأبنائه كل يوم ويُعلقون في مشانق في الطرقات دون كرامة إنسانية ولا رحمة بشرية ولكن هكذا هم الفرس فما تخفيه صدورهم من حقد وغل على العرب لم يمحه إسلامهم فلم يأت الدين الإسلامي إلا بالسلم والرحمة والعدل بين الناس.
فنقول لإخواننا في سوريا اصبروا وصابروا ورابطوا واعلموا بأن النصر حليفكم فلا رجعة إلى الوراء وما حققتموه اليوم انجاز كبير بحاجة استمرار ومثابرة وإصرار على النصر ونذكركم بقوله -تعالى-: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، ألا إن يوم النصر آت بإذن الله -تعالى- وقد علمنا النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» (رواه المنذري).