تأملات في آيات .. (4)
سالم محمد
الحمد لله الهادي إلى سواء الصراط، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد: فهذه الباقة الرابعة من روضة التأملات في كتاب رب الأرض والسماوات
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
الحمد لله الهادي إلى سواء الصراط، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد: فهذه الباقة الرابعة من روضة التأملات في كتاب رب الأرض والسماوات، نسأل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ والناشر:
➊ { (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) } غافر 59.
- الإيمان نعمة حُرمها أكثر الناس، فما عليك إلا شكرها والثبات عليها.
- الكثرة لا تعني بالضرورة الصواب فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرجل، والنبي وليس معه أحد.
- لا تقبل كل ما عليه أكثر مجتمعك ولا ترفضه، ولكن زِنْهُ بميزان الكتاب والسنة، لتسلم من اتباع الأكثرية على الباطل.
- الأغنياء في الناس قلة، والأكثر فقراء، لا تحزن ما دمت من القلة المؤمنة وإن كنت من الكثرة الفقيرة.
- إذا كان معك الإيمان فلا يهمك عدد الواقفين في صفك ولو كانوا قليلا.
- على أهل الحق أن يشد بعضهم بعضًا، فأهل الباطل كثير.
- (أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) اللهم اجعلنا من القليل الشاكرين ولا تجعلنا من الأكثرية الذين لا يؤمنون.
......................................................
➋ {(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)} قريش 3.
- كان كفار قريش يعظمون البيت الحرام المشركون، ويشركون بخالق البيت، وهذا قمة التناقض.
- العبادة أمرٌ وفرْض من الخالق للمخلوق وليس خياراً للعبد، وإذا رفض العبد عبادة خالقه أهلك نفسه وخسر الدنيا والآخرة.
- الرب هو الخالق المالك المدبر؛ ولذا فالواجب عبادته وحده لا شريك له.
......................................................
➌ { (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) } المدثر 7
- يجب أن يكون الإخلاص لله ملازما للمسلم في جميع شئونه حتى في الصبر.
- ما كان لله بقي، وما كان لغير الله اضمحل وصار وبالًا على صاحبه.
- هذا أمرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وكل داعية لم يتحلى بالصبر من أجل الدعوة إلى دين الله فليعلم أنه حاد عن طريق الرسل في الدعوة.
- الصبر خُلق يوجد حتى عند دعاة الضلال (وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ) والفرق يكمن في أن فريق صبره في سبيل الله، وآخر في سبيل الطاغوت.
- حياة المؤمن إما صبر وإما شكر، فاشكر واصبر ولكن لربِّك.
- الصبر ثقيل حِمله، مرٌّ مذاقه، فمن أراد أن يُعان على ذلك فليستشعر أن صبره لربه.
.....................................................
➍ {(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)} الحشر 10
- الغِّل والأيمان لا يجتمعان في القلب حتى يخرج أحدهما الآخر.
- قلبك بيد خالقك، فاسئله أن ينزع منه الغِّل، ويغيثه بالإيمان.
- الصحابة أعظم البشر إيمانًا بعد الأنبياء، ومن امتلئ قلبه غلًّا على بعضهم فلا حظَّ له من الإيمان.
- تفقد قلبك وافحصه ماذا فيه، فبحسب محتواه يكون مصيرك في الدنيا والاخرة، فكل إناء بما فيه ينضح.
.....................................................
➎ { (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)} ق 14
- يا معشر الدعاة! التكذيب سنة قد خلتْ في السابقين، ولستم استثناء، فوطنوا أنفسكم على التكذيب ممن تدعونهم.
- {(كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ)} ولكن الرسل استمروا في الدعوة، فالنجاح في الدعوة إلى الله بالاستمرار في التبليغ لا في الاستجابة من الناس.
- أرسل الله الرسل لنتَّبعهم، ومن كذَّب فليُبشر بالعذاب الأليم.
- لا طريق للنجاة غير طريق الرسل، لأنهم مرسلون من العليم الخبير، فكل منهج بشري فمصيره الفشل والخسران وأصاحبه وأتباعهم متوعدون بالعذاب.
- جاء الرسل بالبينات فقوبلوا بالتكذيب، كثير من الناس يكذب لا لعدم وضوح الحق؛ ولكن عنادا واستكبارا.
- من رحمة الله بنا أن قصَّ علينا أخبار السابقين، لنعرف مصير كل فريق منهم، بما فيهم المكذبين.
وإلى اللقاء في حلقة قادمة بإذن الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.