ابدأ بنفسك أولاً

لعل هذا هو حال الكثير من الشباب والصبايا: نريد الكثير ونحلم بالتغيير، ولكن... ثم تواجهنا العقبات فنعود أدراجنا محمَّلين بالألم... فكيف يمكن أن نتغير ونحقق ما نريد؟

  • التصنيفات: تزكية النفس -

أبدأ معكم بقصة إنسان يحكي عن حاله:

كنت شاباً أحلم بأن أغيِّر العالم كله، ولكنني لم أستطع، فقلت لنفسي إن ذلك صعب، فَلأُغَيّر بلدي، ولكني حاولتُ ولم أستطع، فحاولتُ أن أغيِّر أسرتي، وهذه بدورها لم تتغير، والآن قد أدركتُ أنه كان عليّ أن أغيِّر نفسي أولاً... ومَن يدري؟ لعلي حينها أستطيع أن أغيِّر العالم كله. ولعل هذا هو حال الكثير من الشباب والصبايا: نريد الكثير ونحلم بالتغيير، ولكن... ثم تواجهنا العقبات فنعود أدراجنا محمَّلين بالألم... فكيف يمكن أن نتغير ونحقق ما نريد؟

 

سنتعرف معاً على بعض الخطوات التي ستساعدكم في تحقيق أهدافكم بطريقة عملية ممكنة:

أولاً: اكسر دائرة الارتياح، ونقصد بها كل ما تعوّد الإنسان على فعله وممارسته في الحياة، حيث إنه يشعر بالأمان وهو في هذا الوضع، وإنه لو قام بتغيير شيء من هذه الممارسات فإنه يشعر بأن هناك خطراً داهماً يُحِدق به، لذلك تراه يرتدّ ناكصاً إلى منطقة ارتياحه التي يشعر فيها بالأمان، ولا يغيِّر ولا يبدِّل من ممارساته ولا من نمط حياته شيئاً.

 

ثانياً: فكِّر... تحدث... تصرف... كما لو أنك (محقِّق لهدفك)، يقول الدكتور أحمد البراء الأميري: "إن اكتساب عادة عقلية (ذهنية أو نفسية) جديدة ليس أمراً صعباً، فهو يتطلب (21) يوماً، وفي هذه الأيام الإحدى والعشرين علينا أن: نفكّر ونتحدّث ونتصرف وفق ما تُمليه علينا العادة الجديدة المطلوبة، وأن نتصور ونتخيّل بوضوح تام كيف نريد أن نكون": (إنّ ما تضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية) د. هلمستر.

 

ثالثاً: أحسِن الظن بالله، فهو أساس الراحة النفسية. قال الله عز وجل في الحديث القدسيّ الصحيح: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".

 

رابعاً: استعمل قاعدة "10 سنتيمترات"، تصرف فوراً وتقدم على الأقل لمسافة 10 سنتميترات تجاه هدفك كل يوم.

 

خامساً: جهِّز برنامجاً كل يومٍ منذ ليلة اليوم السابق، وتذكر هذه القاعدة: "كل دقيقة تُمضيها في التخطيط يمكن أن توفر من 5 إلى 10 دقائق عند التنفيذ".

 

سادساً: طبِّق قاعدة 20% - 80% في كل شيء؛ وتنص هذه القاعدة على أن 80% من إنجازاتك وثمار عملك ناتج عن 20% فقط من أنواع نشاطاتك.

 

سابعاً: تعرّف على الأوقات التي تكون فيها طاقتك العقلية الجسدية في أَوْجِها من كل يوم، واستغلّ هذه الأوقات في العمل نحو التغيير.

 

ثامناً: أدِّ المهمة الأكثر صعوبة أولاً؛ فابدأ كل يوم بأصعب مهامك، وقرر أن تستمر على أدائها ولا تفكر في غيرها حتى تُنهيَها بنسبة 100 %.

 

أتمنى لكم حياة مليئة بالإنجاز والعمل، ولنتذكر دائماً الآية الكريمة: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159].

_________________________________________________
الكاتب: وفاء مأمون جرّار