حديث (دعاة على أبواب جهنم) بكل الروايات الصحيحة
دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -
١- حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: « كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: [نَعَمْ، قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ، قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ {يَسْتَنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي} وَيَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ، قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا، قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ]» . [صحيح البخاري وصحيح مسلم]
٢- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«دعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُم إليها قَذفوهُ فيها، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ صِفهم لَنا، قالَ: هم قومٌ من جِلدتنا يتَكَلَّمونَ بألسنتِنا، قلتُ: فما تأمرُني إن أدركَني ذلِكَ؟ قالَ: فالزَم جماعةَ المسلِمينَ وإمامَهُم، فإن لم يَكُن لَهُم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ فاعتزِلْ تلكَ الفِرَقَ كلَّها، ولو أن تعضَّ بأصلِ شجرةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ كذلِكَ» . [صحيح ابن ماجه]
٣- «كان الناسُ يسألون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن الخيرِ ، وكنتُ أسألُه عن الشرِّ ، مخافةَ أن يُدركني ، فقلتُ يارسولَ اللهِ ، إنَّا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ [ فنحنُ فيه ] ، [ وجاء بك ] ، فهل بعد هذا الخيرِ من شرٍّ [ كما كان قبلَه ] ؟ [ قال ياحذيفةُ تعلَّمْ كتابَ اللهِ ، واتَّبِعْ ما فيه ، ( ثلاثَ مراتٍ ) . قال : قلتُ : يارسولَ اللهِ أبعد هذا الشرِّ من خيرٍ ؟ ] قال نعم ، [ قلتُ : فما العِصمةُ منه ؟ قال : السيفُ ] قلتُ وهل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ ( وفي طريقٍ : قلتُ : وهل بعدَ السيفِ بقيَّةٌ ؟ ) قال : نعم ، وفيه ( وفي طريقٍ : تكونُ إمارةٌ ( وفي لفظٍ : جماعةٌ ) على أقذاءٍ ، وهُدنةٍ على ) دَخَنٍ ، قال : قلتُ : وما دَخَنُه ؟ قال : قومٌ ( وفي طريقٍ أخرى : يكونُ بعدي أئمةٌ [ يستنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي ، و ] يَهدُون بغيرِ هديِي ، تعرفُ منهم وتُنكرُ ، [ وسيقومُ فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشياطينِ ، في جثمانِ إنسٍ ] ( وفي أخرى : الهُدنةُ على دَخَنٍ ما هيَ ؟ قال : لا ترجعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانت عليه ) فقلتُ : هل بعد ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : نعم ، [ فتنةٌ عمياءُ صمَّاءُ عليها ] دعاةٌ على أبوابِ جهنمَ ، من أجابَهُم إليها قذفوهُ فيها فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لنا ؟ قال : هم من جِلدَتِنا ، و يتكلمون بألسِنَتِنا ، قلتُ : [ يا رسولَ اللهِ ] ، فما تأمُرني إذا أدركني ذلك ؟ قال : تلزمُ جماعةَ المسلمين ، وإمامَهم [ تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ ، وإن ضرب ظهرَك ، وأخذ مالَك ، فاسمع وأطِعْ ] فقلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال : فاعتزل تلك الفِرقَ كلَّها ، ولو أن تعضَّ على أصلِ شجرةٍ ، حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت على ذلك . ( وفي طريقٍ ) فإن تَمُتْ يا حذيفةُ وأنت عاضٌّ على جذلٍ خيرٌ لك من أن تتبعَ أحدًا منهم . ( وفي أخرى ) فإن رأيتَ يومئذٍ للهِ عزَّ وجلَّ في الأرضِ خليفةً ، فالزَمْهُ وإن ضرب ظهرَك وأخذ مالَك ، فإن لم ترَ خليفةً فاهرب [ في الأرضِ ] حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت عاضٌّ على جذلِ شجرةٍ . [ قال : قلتُ : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرجُ الدجالُ . قال : قلتُ : فبم يجيءُ ؟ قال : بنهرٍ أو قال : ماءٍ ونارٍ فمن دخل نهرَه حُطَّ أجرُه ووجب وِزْرُه ، ومن دخل نارَه وجب أجرُه ، وحُطَّ وِزْرُه . [ قلتُ : يا رسولَ اللهِ : فما بعد الدجالِ ؟ قال : عيسى بنُ مريمَ ] قال : قلتُ : ثم ماذا ؟ قال : لو أنتجتَ فرسًا لم تركب فَلُوَّها حتى تقومَ الساعةُ» . [السلسلة الصحيحة]
تجميع وترتيب: مصطفى محمد أمين