قال لى: أكتب لن نقبل برئيس ليبرالي

خالد الشافعي

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فالكل في مصر يجمع على أن الرئيس القادم ينبغي أن يكون شخصية توافقية، والمقطوع به أنه لا يمكن أن يكون القصد من ذلك أن يكون شخصية يتوافق عليها كل أفراد الشعب لأن ذلك مستحيل، إذن فمن الواضح أن التوافقية معناها الممكن أن يحصل عليه أكبر توافق ممكن، والحالة هذه، وبعد نتائج الانتخابات فإن الذي لا شك فيه -أدنى شك- والذي لا يكابر فيه إلا جاحد حاسد مغرض، أنه لا يمكن أن يحصل أكبر توافق ممكن على شخصية من خارج التيار الإسلامي، بمعنى آخر فإن نتائج الانتخابات أرسلت رسالة واضحة وملزمة وحاسمة مفادها أن الشعب المصري -إلا قليلاً- يريدها إسلامية، يريدها إسلامية بل وبشدة ومهما كانت النتائج داخلياً وخارجياً، يريدها كذلك برغم كل حملات التخويف والتفزيع والترويع .

فإن كان أصحاب دعوة الرئيس التوافقي جادين في دعوتهم وإن كان التوافق الممكن عقلاً هو توافق الأغلبية فإن ذلك ليس له إلا نتيجة واحدة، أن الرئيس القادم حتماً لابد أن يكون من داخل التيار الإسلامي، أقول هذا إن كانوا جادين فعلاً وليس كالعهد بهم يريدون فقط إن لم يأت ذلك بالإسلاميين، فإن لحسوا كلامهم، ونكصوا على أعقابهم، ورفضوا التحاكم إلى التوافقية، قلنا لهم فلنعد إلى الصناديق مرة أخرى لتتذوقوا مرارات جديدة، وعموماً فالذي ينبغي أن تجعلوه (حلقة في ودنكم) أن كل الطرق ستؤدى إلى إسلام: انتخابات، شورى، عضلات، كل الوسائل ستقود إلى غاية واحدة هي عودة الغريب إلى الصدارة، وإذا كان الذي لا يرى من الغربال أعمى، فكيف بالذي لا يرى من صناديق لم تدع لأعمى البصر والبصيرة مسلكاً لمكابرة أو تأويل؟!!

الذي ينبغي أن تفهموه جيداً أننا كسلفيين أننا لا نقبل برئيس ليبرالي أبداً، وهذا ليس تهديداً لكن يمكن أن نسميه: استعراض صريح للقوة، وهذه الثقة التي نتكلم بها إنما هي ثقة بالله، ثم هذا التفويض الشعبي الكاسح لنا، والتوقيع الشعبي على بياض، إنما يعنى شيئاً واحداً أن الناس موافقون وبلا تحفظ على مشروعنا وأنهم فوضونا لنحول هذا المشروع إلى حياة، وحيث أن الشعب ليس فيه ليبرالي واحد أو كما يقول الليبرالي الكبير سعد الدين إبراهيم: الليبرالية في مصر ليس لها بنية تحتية، والحالة هذه فإننا وبكل ثقة وبعد أن برأت البطحة المؤقتة التي أصابت رؤوسنا نقول أننا نحن ممثلو الشعب المصري لا نقبل برئيس ليبرالي أبداً وهذا حق قانوني ودستوري ومنطقي حصلناه من خلال صناديق الانتخابات.

لن يحكم مصر أبداً إلا رئيس يعرف أننا وأنه عبيد لله، خلقنا لنعبده ونوحده، وأن طاعته علينا واجبة وأن الأمر والنهى والحكم لله عز وجل وأنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن ينازع الله في ذلك.

لن يحكم مصر إلا رئيس يحافظ على الصلاة، ويقوم الليل، ويجمع الزكاة، ويصوم رمضان، وعلى رأس زوجته حجاب، لن يحكم مصر إلا رئيس يعرف أنه أجير عند الناس، يطيعوه إن أطاع الله فيهم، فإن رأوه على حق أعانوه وإلا قوموه.

هذا قول فصل ونهائي لا يمكن أن يحصل توافق على رئيس من خارج التيار الإسلامي وليست هناك فكرة توافقية إلا فكرة الدين والحرام والحلال، ولن تتخلص هذه الجماهير من الوحل الذي نغوص فيه إلا إذا خوفناها بالله ورغبناها فيما عنده.
هذا وبالله التوفيق.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام