صدقتم أيها السوريون.. ليس لكم إلا الله
ما لنا غيرك يا الله!
ما أصدقها من جملة تجأر بها حناجر السوريين الثائرين لاقتلاع طاغيتهم، وما أعظم دلالتها.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
ما لنا غيرك يا الله!
ما أصدقها من جملة تجأر بها حناجر السوريين الثائرين لاقتلاع طاغيتهم، وما أعظم دلالتها.
وهي في الوقت ذاته -بعكس ما توهمته لأول وهلة- لا تدل على رفض الأخذ بأسباب النصر، وإنما تؤكد صدق التوكل على رب العالمين مع إعلان اليأس من استجابة المخلوقين الأقربين منهم والأبعدين.
وها هي جامعة المُهَل الدموية تنتقل من مرتبة بيع الوقت للنظام الدموي على حساب دماء الشعب السوري وعذاباته الفظيعة، إلى مرتبة التواطؤ مع أباطيله بالترويج لأكذوبة وجود جماعات مسلحة يواجهها!
وتكمن المفاجأة في عجز دول الخليج العربية عن الدفاع عن حياة السوريين، أو أنها استسلمت لنظم البطش العربية المؤيدة لذبح ملايين السوريين ليبقى وكيل الصفويين متسلطاً على من ينجو من آلة قتله!
فربما لم يصغِ هؤلاء إلى الكلام النضر الذي تحدث به فضيلة المشرف العام الشيخ: (ناصر العمر) بصدق عن دور الثورة السورية في إنقاذ أهل الخليج بخاصة من التهديد الصفوي..! لقد تمخضت جامعة الدول العربية بعد الفرص القاتلة التي منحتها لنظام الإبادة الجماعية في دمشق عن لجنة بائسة هي إلى المهزلة أقرب بتركيبتها وعدد عناصرها وتجهيزاتها المثيرة للرثاء... وأخيراً ضمت أعضاء من حكومة القتل الصفوي في العراق!
وبعبارة أكثر صراحة: أصبحت الجامعة سندًا عمليًا للنظام في نحر السوريين ما دامت تمنحه غطاء مصطنعاً وتحميه من التدويل، بل تحمي واشنطن التي يحرجها التدويل إذ سوف يضطرها إلى الخروج من قناع التقية إلى الجهر بموقفها الحقيقي، أي إنقاذ حامي الجبهة الشرقية للكيان الصهيوني.
كما أن رائحة الصفقة القذرة تجاوزت السرية إلى العلن: موسكو طهران، وطغاة عرب وعملاء الاستخبارات الأسدية، وخلفية برهان غليون، التي جعلته يوقع على وثيقة مخزية تتبنى تخاريف هيئة التنسيق تصم أذنيها عن إلحاح الشارع على ضرورة توفير الحماية الدولية للمدنيين العزل، وتتنكر للجيش السوري الحر الذي أخذ عُودُه يشتد، إذ بلغ عدده نحو خمسين ألف عسكري ما بين ضابط وضابط صف وجندي، وباتت عملياته الجريئة الخاطفة تبعث الهلع في قلوب عصابات الأسد من العسكر والاستخبارات والشبيحة وتشد من أزر حشود المتظاهرين الذين يسعى الجيش الحر لحمايتهم من إرهاب زبانية النظام.
أما أحدث ما في جعبة النظام فهو تفجير السيارات المفخخة التي لا يباريه أحد فيها بحكم خبرته القذرة الواسعة، التي اشتهر بها طول سنوات حكمه، مع الانتقال من مسرحيات تفجير أمام مقرات استخباراته إلى المناطق الأشد بأساً في التظاهر ضده، ليضيف إلى فرية تنظيم القاعدة وظيفة ترهيب الناس عن الاستمرار في مواجهته بالاحتجاجات السلمية المتنامية.
نحن من خندق الحرص على انتصار الثورة السورية المباركة التي نؤيدها من قلوبنا، ندعو أهل الرأي الشرفاء إلى مشاطرتنا واجب مصارحة أشقائنا السوريين بأن يتحرروا من أوهام نصرة مستحيلة من هنا أو هناك.
فالعرب الرسميون ليسوا مع الشعب السوري جملة وتفصيلاً، ومن كان يتمنى منهم كنس نظام بشار فإنه ليس مستعداً للجهر بموقف عملي في هذا السياق، فما من دولة عربية طردت سفيراً من سفراء النظام أو اعترفت بالمجلس الوطني السوري، بمن فيهم الدول التي شجعت المعارضة السورية على تنظيم صفوفها ووعدتها بالاعتراف بأي هيئة تضم أشتات تلك المعارضة، لكنها خنست ولحست وعودها.
وتركيا -لو رغبت- لا تستطيع خوض حرب ضد بشار من دون غطاء عربي لن يتوفر، وفي ظل ضغط أمريكي مؤثر عليها في هذه الحالة، لأنها سوف تجبر حلف الناتو على الدخول في حرب يرفضها رفضاً قاطعاً، بل إن الأتراك المرعوبين من أوضاعهم الداخلية قطعوا شوطاً في السلبية أبعد من ذلك، عندما حذّر وزير خارجيتهم من حروب طائفية قد تنشب في المنطقة، واستسلم مسبقاً بتأكيده أن بلاده سوف تقف إزاءها موقف الحياد!
فأين كان عقل أحمد داود أوغلو الإستراتيجي عن سمة الواقعية -إذا بلغوا مبلغ التهاون الكلي في المبادئ-؟ هل سيكون لحرب كهذه من هدف يسبق تقزيم تركيا ومكانتها في المنطقة؟ -لئلا نقول: تفكيكها!