(الحدادية)

حسين عبد الرازق

أدعو كل من يرى فسادَ ذلك المنهج وانتشارَه بين كثير من الشباب أن يُحذّر منه بكل صراحة ولا يخشى من ألسنة أتباعه. ولا من فيديوهاتهم الساخرة..فاللهُ أحقُّ أن يُخشى.

  • التصنيفات: مذاهب باطلة - مساوئ الأخلاق -

أصلُ تلك الفتنة ((التفتيش في بطون الكتب والتراجم والتواريخ وجمعُ ما أُخِذ على العلماء، وجمعُ كلام العلماء بعضهم في بعض، والاستماتةُ في تصحيحه، وحملُه على أسوأ المحامل، وتبديعُهم به، وذمُّهم به والتحذير منهم، والتزهيد في كتبهم، وتصنيف الكتب فيهم وفي ذمّهم وتبديعهم، وملءُ صدور الشباب بُغضًا لهم، واستخفافا بهم، وعملُ سلاسل عنهم، والكلامُ عنهم بما يُفضي إلى تكفيرهم، إدعاءً أن ذلك هو مذهب السلف! 
والتلميح إلى ترك كتب المتأخرين عامة من القرن الرابع، بحُجة: عليكم بكتب السلف..)) 


وأصلُ هذا المنهج اصطُلِح على تسمية أتباعه ب ((الحدادية)) وأنا لا يشغلني هنا أن أقف مع تلك التسمية، ولا أن أُسميهم بها لسببين:
-لأن الاعتبار بالمنهج نفسه، سواءٌ انتسبوا إليه أو لا
-ولأن منهج أولئك الجُدد هو في واقع الأمر: أشدّ جهلا وأعظم غلوًا وأكثر فسادا وأسوأ أثرا على الشباب من منهج (محمود الحداد) نفسِه.

وكثيرٌ من الدعاة وطلاب العلم لم ينتبه لخطر هذا المنهج الذي كان محصورا في دائرة ضيقةٍ جدا قبل سنوات لكن بدأ في الظهور والانتشار منذ سنتين تقريبا، وأكثر من نشره: هذان الاثنان.
وبعضُ الدعاة ممن يتكلمون كثيرا عن التربية والنفس-غفر اللهُ له- أحسنَ الظن بأحد هذين الرجلين وروّج له وحسبه عالما راسخا، وغرّه ما يُظهره من كونه عالما بالسلف مُتبعا لهم، وبعضُ الدعاة يحسب أن ما يصدر من هذين مجرد زلات أو أخطاء عادية وليست مبنيّة على أصول فاسدة، أو أن لهما سلفا فيما يقولان، وبالتالي فهي أمور اجتهادية خلافية، وكل ذلك ليس صحيحا، بل هو غفلةٌ شديدة عن واقع الأمر، فهو منهجٌ عام عندهما وله أصولٌ باطلةٌ بُنِي عليها وهما يتبعانها، ولو طبّقاها بصدقٍ لظهرَ فسادُ مذهبهما لعامةِ الناس ولم يبق أيُّ اشتباه أو التباس في أمرهما، لكنهما يُطبقانها بحذر وتقيّة.
واللهُ يعلمُ المُفسد من المصلح. 

وأنا أدعو كل من يرى فسادَ ذلك المنهج وانتشارَه بين كثير من الشباب أن يُحذّر منه بكل صراحة ولا يخشى من ألسنة أتباعه. ولا من فيديوهاتهم الساخرة..فاللهُ أحقُّ أن يُخشى.


-فواللهِ من العيب أن يكون أصحابُ ذلك المنهج الشاذّ لديهم الجرأةُ والجلَدُ والصبرُ في نشر منهجهم، ويكون من يراهم ظالمين لعلماء الإسلام مفسدين لشباب الأمة صامتا، أو يخشى من ألسنتهم إذا حذّر منهم!

-وكلُّ مفسدة تُظَن في إنكار هذا المنهج علنا فواللهِ إن مفسدةَ السكوت عنه أعظم وأشد. 
وكلُّ تأخُّرٍ في بيانه يجعله يَرسخ عند كثير من الشباب حتى يصيروا هم المدافعين عنه، يحسبونه قوة وغيرة على صفات الله وعلى السلف!

اللهم اهد من يتحرّى الحق ويسعى فيما ينفع أمة الإسلام وأيده وانصره، وعليك بمن تعلمه مُفسِدا طالبَ دُنيا ورياسة
قال الله تبارك وتعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ